المحسوبية أغرقت التلفزيون

لمنور "عراب" "ثلاثي الفرح" قال إن المجموعة تعاني التعتيم لكنها ما زالت مستمرة قال عبد اللطيف لمنور، إن مجموعة «ثلاثي الفرح» ما زالت مستمرة، إلا أنها تعاني التعتيم الإعلامي الذي يحول دون تواصلها مع الجمهور. ووجه عراب المجموعة الغنائية الشعبية نقدا لاذعا للقنوات التلفزيونية المغربية التي اعتبر أنها لا تنفتح بالشكل المطلوب على الفنانين الذين يشتغلون في الساحة الغنائية، كما تحدث عن بدايات المجموعة وأشياء أخرى تجدونها في الحوار التالي. < ما سر غياب مجموعة «ثلاثي الفرح» خلال السنوات الأخيرة؟ < ليس غيابا بالمعنى الظاهر للكلمة، وإنما هي ظروف المشهد الغنائي بالمغرب وتحولاته، فرضت على العديد من التجارب الغنائية التراجع إلى الخلف أو التوقف وقفة تأمل ريثما تنقشع الغيوم عن ما سيسفر عنه هذا الاختلاط والتداخل في الأنماط الغنائية لدرجة أننا لم نعد نعرف من يؤدي الشعبي ومن يقدم العصري ومن يميل إلى الراي أو الشرقي أو الغربي أو يجمع بين كل هذا. ومجموعة «ثلاثي الفرح» وجدت نفسها وسط هذا الخضم تعاني من أجل الاستمرار والبقاء، وهذا لا يمنع من القول إن المجموعة ما زالت مستمرة وتقدم الجديد كل سنة وفي كل مناسبة، إلا أن المشكل الأساسي الذي نواجهه هو فرص الظهور على القنوات التلفزيونية، التي أصبحت برامجها الفنية قليلة جدا، وخاضعة للمحسوبية التي أغرقت تلك البرامج بالوجوه نفسها، وكأن بقية الفنانين لا يشتغلون ولا يقدمون الجديد، فمهما تعددت الوسائط إلا أن التلفزيون يظل في النهاية النافذة المثالية التي يطل من خلالها الفنان على الجمهور. < لكن هذا لا يمنع من القول إن «ثلاثي الفرح» تراجع بريقها شيئا ما؟ < هذه الحقيقة لا أستطيع إنكارها، فبعد التألق الذي طبع المجموعة منذ ظهورها أواخر الثمانينات وطيلة عقد التسعينات، إذ فضلا عن الألبومات الناجحة التي أصدرتها، شكلت المجموعة مشتلا تخرج منه العديد من الفنانين الذين أغنوا الأغنية الشعبية، كما طور فيها آخرون أسلوبهم في الاشتغال منهم خديجة البيضاوية وأركسترا زهرة وتعامل معها أيضا عبد الله الداودي وزينة الداودية وغيرهم، دون الحديث عن الأسماء التي تألقت فيها وكانت من ركائز التجربة منهم حليمة الورزة وحسن لوكاطو وعبد اللطيف خنوس ويوسف لوزيني ومصطفى عيروض، إلا أنه منذ 2003 بدأت المجموعة تجدد نفسها وكان طبيعيا أن تخضع للتشبيب بالتحاق أسماء جديدة، لتستمر بصيغة جديدة تحت اسم «ثلاثي الفرح لمنور» دون أن يعني ذلك أن هناك قطيعة شخصية مع الأفراد السابقين، إذ أن العديد منهم اختار الانخراط في تجارب فنية جديدة، بعد أن شعرنا أنه آن الأوان لضخ دماء جديدة والبحث عن آفاق أخرى للاستمرار. < هل كان للمجموعات الغنائية دور في تطوير الأغنية الشعبية؟ < هذه المسألة قليل من انتبه لها، فبغض النظر عن الظاهرة الغيوانية التي حظيت باهتمام خاص، فإن المجموعات الشعبية التي تنتمي إلى الأحياء كان لها أيضا دور في تطوير الأغنية الشعبية وإعادة الاشتغال على التراث بتوزيعات جديدة، فمثلا مجموعة «ثلاثي الفرح» التي ظهرت في الثمانينات هي أول من نفض الغبار عن أغنية «العلوة» وقدمتها بشكل جديد وعصري، كما أن عبد ربه استفاد من تجارب سابقة منها تجربة تعاملت فيها مع الشريف لمراني عازف مجموعة «لمشاهب» الذي كان أول من وجهنا إلى توظيف «علبة الإيقاع» (البواط ريتم) وكنا من المجموعات الأولى التي وظفتها، في الوقت الذي كانت فيه بقية المجموعات الغنائية مثل «نجوم بوركون» و»أهل النشاط» و»نجوم السمر» يعتمدون الآلات الطبيعية. < هل تعتقد أن الأغنية الشعبية ما زالت لها مكانتها في السوق؟ < للأسف انقلبت الأوضاع الإنتاجية رأسا على عقب، بعد أن كان الغناء الشعبي مصدر ثراء العديد من منتجي الكاسيت والمغنين معا، خاصة خلال فترة التسعينات التي شهدت أوج ازدهار تداول الكاسيت، و»اللي دار الفلوس فذيك الفترة دارها»، أما الآن فالفنانون الشعبيون لم يعودوا يرجون من إنتاج ألبوماتهم أي ربح مادي بعد أن حلت وسائط بديلة قضت نهائيا على الكاسيت والسيديهات، وصارت الأشرطة مثل بطائق الزيارة أو مؤشر على استمرار صاحبها في المشهد الفني. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

المحسوبية أغرقت التلفزيون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمم المتحدة تعزي المغرب

جدل حول تعيين مدير لـ "الثقافية"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات