الرقمنة ليست موضة عابرة

حسن الصميلي يشخص واقع حضور المعلوميات في التعليم خلال افتتاح الموسم الجامعي بعين الشق «لم نعد في عصر توريث المعرفة» بهذه العبارة الدالة صدر حسن الصميلي الباحث والخبير في التربية واللسانيات، محاضرته في موضوع «الجامعة المغربية في عصر الرقمنة» التي اتخذت، الخميس الماضي، درسا افتتاحيا للموسم الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالبيضاء. واختار الصميلي الانطلاق من هذه العبارة التي تختزل بعمق طبيعة التحولات الجذرية التي خضعت لها المنظومة التعليمية في عصر الرقمنة، إذ لم يعد التلميذ أو الطالب صفحة بيضاء يملؤها المدرس بما شاء من المعلومات، ما دام الوصول إليها أصبح متاحا لأي كان بفضل الوسائط الرقمية. واعتبر المؤسس والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك، أن الرقمنة واقع مؤكد وليس موضة عابرة، كما كان الاعتقاد سائدا بالنسبة إلى الوسائط السمعية البصرية، وأننا في المغرب لم نع بأهميتها ولم نستفد منها في المجال التعليمي كما كان الشأن بالنسبة إلى دول أخرى قريبة منا منها مصر. ورفض الصميلي اعتبار الرقمنة مجرد أداة، بل قال إنها أداة مهيكلة ووظيفية ومن الأدوات التي تفرض أسلوب التعامل معها، كما أنها تغير تصورنا للأشياء خاصة أنها اكتسحت مجالات المعرفة والحياة العامة والخاصة والمهن وغيرها. وأضاف مدير قطب الدراسات والبحث ودعم هيآت المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن الرقمنة تساعدنا في حل العديد من المعضلات التربوية خاصة في ما يتعلق بمشاكل الاكتظاظ والمؤسسات التعليمية الموجودة في مناطق نائية، إذ أن الرقمنة تساعد في تيسير عملية التواصل وتجاوز الأنماط التقليدية في التلقين، مقدما أمثلة ببعض الجامعات الغربية التي صارت تعتمد تقنية الدروس عن بعد، فأصبح الدرس الذي كان يتابعه عشرات الطلبة فقط، يحظى بمتابعة الملايين. وانتقل الخبير في التربية واللسانيات إلى الحديث عن مكونات الرقمنة والتي حددها في ثلاثة عناصر وهي المعلوميات والشبكات والوسائط، واعتبر أن الدرس بشكله التقليدي إذا كان يعتمد على النص، فإن للصورة جاذبيتها التي تقرب موضوع الدرس إلى المتلقي، إضافة إلى أنه لا يمكن أن نستعمل الرقمنة باللغة نفسها التي تستعمل داخل القسم المبني على النص، فمسألة الإيجاز والتفاعلية صارت مطلوبة. كما تطرق المستشار السابق بوزارة التربية الوطنية إلى مجالات الرقمنة وحضورها في مجال التربية والتكوين معتبرا أن السياسات العمومية في هذا المجال لم تأخذ بعين الاعتبار مسألة الوصل بين التعليم المدرسي والجامعي والتكوين المهني، إذ ما زال كل قطاع منفصلا عن الآخر ومعزولا عنه. واعتبر الصميلي أن البرامج والمضامين التعليمية ما زالت في الغالب تقليدية لم تواكب التطور الرقمي، إذ ما زلنا نشتغل ببرامج مدرسية وضعت منذ 16 عاما، لم يكن فيها حضور الرقمنة بالقوة التي صار عليها في الفترة الحالية، وأن على واضعي الكتاب المدرسي أن يفكروا لحظة وضعه في مسألة التفاعلية. كما تحدث عضو اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم سابقا عن الحكامة الرقمية في مجال تدبير المؤسسات العمومية، إضافة إلى تشخيصه واقع تنزيل الرقمنة في مختلف أسلاك التعليم بما فيها المؤسسات الجامعية، مقدما تصورا استشرافيا لحضور الرقمنة واكتساحها. وخلص مصمم السلسلة التلفزيونية «ألف لام» إلى أن تقنيات الإعلام والتواصل حاضرة في العالم في كل المجالات، ومن يجادل في هذا الأمر كمن يجادل في جدوى المطبعة عندما ظهرت خلال القرن الخامس عشر وشكك الكثيرون في جدواها قبل أن تتآلف معها البشرية وتصير جزءا من حضارتها. عزيز المجدوب

الرقمنة ليست موضة عابرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مستخدمو الـ"أوطوروت" يهددون بشل حركة السير

الكاظمي: "حديدان طلع لي في راسي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات