اعتكف يا صاحب “القشابة”… ما فاز إلا المعتكفون

أول رئيس حكومة في العالم يحول منزله إلى مقر وزاري يستقبل فيه الضيوف ويوقع على الوثائق اختار عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المكلف بفشلها، عفوا بتشكيلها، أن يعتكف ليل نهار في فيلته بحي الليمون وسط الرباط، رافضا التوجه إلى مكتبه بمقر رئاسة الحكومة، تاركا رئيس ديوانه جامع المعتصم يتفحص الملفات التي يتكلف بنقل البعض منها إلى منزل رئيس الحكومة من أجل التوقيع عليها. ومما لا شك فيه أن بنكيران سيكون أول رئيس حكومة في العالم يعتكف في منزله، مرتديا «قشابة» أو «بدعية» كما يقول المراكشيون، وينتظر عودة عزيز أخنوش من أجل دعوته من جديد إلى «لعن الشيطان» والتوكل على الله من أجل إتمام المشاورات، والخروج بحكومة متوافق عليها من أجل إنهاء حالة «البلوكاج البنكيراني»، مادام أن حمار الشيخ قد وقف في العقبة. يعترف بنكيران، بفصاحة لسانه، أنه أول مسؤول حكومي يختار الاعتكاف في منزله، ويرفض التوجه إلى مكتب رئاسة الحكومة، ليس بسبب المرض، أو الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة التي يرأس مجلسها البلدي قيادي من حزبه، وحولت بعض شوارعها إلى مسابح متسخة، أو بسبب البرد القارس الذي يتسبب في الكسل، ويجعل الإنسان يتلذذ بفترات النوم لمدة أطول، ولكنه برر عدم خروجه من فيلته بأنه لا يرى داعيا لذلك، وهو محق في ذلك، لأن كل المؤسسات متوقفة ولا تشتغل بالشكل المطلوب. وبهذا الاعتكاف، يكون بنكيران قد حول فيلته إلى ما يشبه «الزاوية»، التي يمكن أن نطلق عليها من الآن لقب «الزاوية البنكيرانية»، وفيها يعمل على حل مشاكل المغاربة كما قال، ويوقع على الوثائق، إن كانت تحتاج إلى توقيع. كما أنه حول منزله، جازاه الله خيرا، إلى قاعة للاستقبال، إذ قال لأعضاء شبيبته بقيادة خالد بوقرعي «إذا كان هناك من استقبال أقوم به هنا». ورغم أن العديد من صقور الحزب يدفعون مصطفى الرميد بأن يتحول إلى عبدالله بها مكرر، حتى يداوي الجراح النفسية، ويخفف الضغط النفسي عن «السيد» الأمين العام لـ «المصباح»، فإن بنكيران أخبر قيادة شبيبة حزبه التي زارته، أنه بات يعيش وحيدا منذ أن فقد أعز صديق لديه، الراحل عبد الله بها، وهو ما يعني أن قلب بنكيران لم يرتح بعد لمصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، والله أعلم. ومن المنتظر أن ينهي رئيس الحكومة فترة الاعتكاف التي انخرط فيها أمس (الثلاثاء) عندما دعا أعضاء الأمانة العامة لحزبه للاجتماع من أجل تدارس آخر المستجدات والتطورات المرتبطة بتشكيل حكومته الثانية. وعكس ما تدعيه «الكتائب» المجندة، سواء في الإعلام المكتوب أو الإلكتروني، أو في وسائط التواصل الاجتماعي، فإن رئيس الحكومة، هو المسؤول رقم واحد عن «البلوكاج»، وهو ما جعله يختار الاعتكاف، والإكثار من صلاة الاستخارة، لعله يصل إلى مخرج لهذه «الأزمة الحكومية». ولكي تكون دعوات «الاعتكاف» مستجابة، عليه أن يدعو بالهداية للكتائب الإلكترونية لحزبه، وبالتوقف عن النهش في أعراض الناس بالباطل، لأن الله لا يحب الظلم، وأن يختار منهجية جديدة في التواصل، وأن يغير من مفاهيمه في التفاوض، وراه ما غادي يكون غير الخير إن شاء الله. عبد الله الكوزي

اعتكف يا صاحب “القشابة”… ما فاز إلا المعتكفون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مداهمة فيلا للدعارة ومقاه للشيشة بمهدية

حاول قتل زوجته بطريقة داعشية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات