لسـت أحمـق لأقايـض الشهـرة بحياتـي

عبد الكريم القمش يكشف حقيقة اتهامه بسب النبي ويتحدى شيوخ السلفية قال عبد الكريم القمش إنه فوجئ بالحملة التي شنت ضده والتي وصلت حد التهديد بالقتل، بسبب مقال كتبه. و قال الصحافي والكاتب إنه تلقى دعوة للجوء إلى دولة أوربية لكنه رفض الاستجابة لها مفضلا البقاء في المغرب وعدم الاستسلام للضغوطات الممارسة عليه من قبل من يعتبرونه مسيئا للنبي محمد في الوقت الذي يدرأ عن نفسه هذه التهمة. < هل كنت تتوقع كل ردود الأفعال المتشنجة هاته مقابل مقال كتبته؟ < الحقيقة المرة والغريبة أن المقال إياه هو عبارة عن حلقة من سلسلة طويلة حول “الإسلام الآخر” الذي يحكمنا به الفقهاء إلى يومنا هذا منذ زمن معاوية بن أبي سفيان على وجه التحديد... أقصد، أنه نفسه الإسلام الآخر الذي صنعه فقهاء على المقاس من أجل “سيادة الحاكم” ذات زمن.. إسلام لا علاقة له بإسلام القرآن والنبوة “إسلام بديل”.. هذه السلسلة سبق أن نشرتها وبعض فقراتها بالحرف قبل حوالي سنتين بموقع "هسبرس " ولكنها تلقت ردود افعال جد إيجابية باعتبارها دعوة صادقة لمراجعة "التراث" وتنقيحه من كل صورة سلبية عن الإسلام، أي أني لم أكن بالمرة أتوقع أن يأتي يوم يلتقط فيه أحدهم فقرة من الحلقة 15 من سلسلة طويلة ويضع بعض فقراتها باللون الأحمر وينسبها لي باعتبارها رأيا سلبيا متحاملا من قبلي على الرسول عليه الصلاة والسلام وبأني أسبه. ولكن هذا ما حدث فعلا. < ما هي طبيعة التهديدات التي تعرضت لها، وما هي الإجراءات التي اتخذتها لمواجهتها؟ < تعرضت لتهديد واحد بالقتل عبر الهاتف، ولكن حجم التهديدات التي تصلني سواء من خلال التعليقات، أو من خلال أشرطة الفيديو لا تعد ولا تحصى. لقد خلقت حسابا وهميا في الفايسبوك يسمح لي بمتابعة كل ما يجري من خلف ظهري بعد أن تمكن “كروب إسلامي متطرف اسمه “الأنونيموس الإسلامي” من قرصنة حسابي منذ الخميس 20 أكتوبر الماضي... بالنهاية، كلها تهديدات بالتصفية الجسدية أو العقاب البدني من قبيل قطع اللسان واليد اليمنى التي أخط بها ما أقول.. للأسف هم لا يعلمون وفي مقدمتهم شيخ "مدينة الناظور" الذي دعا علي ب"الشلل بيميني التي أخط بها" أني أساسا أعسر وأكتب بيدي اليسرى وكان عليه أن يعمم دعواه على كافة أطرافي حتى تكون الاستجابة مضمونة... أما كيف واجهت كل ذاك فكان عن طريق الأمن وأجهزته المجندة للكشف عن كل خلية إرهابية تحارب الظلاميين ولي اليقين التام في الأجهزة الأمنية وفي قدرتها خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة على اعتقال كل أولئك الذين هددوني في سلامتي الجسدية بأي وسيلة كانت... ومن هذا المنبر أرفع القبعة للخيام وأجهزته ولكل عمداء الشرطة ورؤساء المصالح الأمنية الذين أبدوا اهتماما كبيرا بموضوع “تهديدي بالقتل”... < هناك من يقول إنك بجرأتك في التعاطي مع قضايا الدين تبحث عن الشهرة وعن “بطولة مزعومة”؟ < لا يوجد أحمق واحد في العالم يبحث عن المجد والشهرة على أنقاض “جثته” مقابل “حياة مهددة بالفناء”.. لا أحد في المغرب أحمق بما يكفي لكي يسب “سيد خلق الله” ويعرض نفسه للقتل وهو أب لابنتين... أنا فقط أعبر عن أفكاري.. وللمناسبة فقد عرض علي مطلع الأسبوع الجاري، عبر الهاتف اللجوء إلى دولة أوربية، ولكني رفضت. أنا ها هنا قاعد، مع تيار الحداثة الذي يملك كل الحجج العقلية والفقهية لقتل التطرف والإرهاب والفكر المتحجر. لن أغادر المغرب مهما تعددت المخاطر، وسأواصل معركتي ضد “الإسلام السياسي” مهما كلفني الثمن ولـــــــــــــن أغادر المغرب، ولا أحد سيعوض لي حياتي شهرة إن أنا لقيت حتفي.. يكفيني شرفا أني “لم ولن أتراجع” عن معركة التنوير وكشف “الاخوانجية” وتعرية سوءاتهم السياسية باسم الدين أمام الملأ، أما بالنسبة إلى الشهرة، لم أكن أبحث عنها ولكنها أمر جيد مادامت الحداثة تسبر كل يوم أغوار الفكر الجاهز المقدس وتفحمه في عقر داره وحبذا لو كان الصدى واسعا... فشكرا لموقع “هوية بريس” بالنهاية لأنه “جبد النحل” عليه وعلى شيوخه وعلى نموذجه المتطرف من السلفية الوهابية... < ألا تعتبر ما جاء في مقالك إساءة للنبي محمد؟ < ما جاء في مقالي هو تعبير عن خلاصة كالتالي أوردها حرفيا “ بالنهاية.. يتم الحديث عن حقائق النبوة بطريقة تفيد من خلال سردها أن النبي محمد عليه السلام الذي كان رسولا وراعيا لانتشار دين من الله كان كل همه هو النساء مما يزيل عنه طابع القداسة ويجعل العامة يفهمون أن النبوة لا تعني الابتعاد عن “الشهوة’ وأن الزعامة يحل معها ما لا يحل لغيرها وأن الرسول الذي أوتي قوة ثلاثين رجلا في الجماع يشفع لمن يملك قوة أقل في فعل ما يشاء إذا ما دعته الهواية والغواية إلى ذلك من ممارسة فاضحة لسلطته، سواء كانت تلك الممارسة على النساء أم على الشعب.. لا يهم.. المهم أنه إذا كانت هذه سيرة الرسول مع نساء أمته وإن كان فعله هذا مبررا من وجهة نظر “سياسية” ووجهة نظر إنسانية ذكورية، فإن الحاكم له أن يفعل ما يشاء بالنهاية لأنه ولي الأمر الواجب طاعته، ولمن أراد أن يخرج في الرأي عن هذا كان له أن يواجه أحاديث لا تعد ولا تحصى وأن يدخل في مواجهة مع السيرة المحمدية نفسها...” الفقرة تبدأ بكلمة “بالنهاية”.. أي أنه بالمنطق السليم هناك ما سبقها من “كلام” ومن يقرأ الفقرة جيدا يفهم أن الإساءة إلى الرسول ليست رأيي، بل هي قراءة منطقية لنصوص سابقة أوردتها في حلقات سابقة من السلسلة إن قرأها عامة المسلمين فهموا أن الأمر يتعلق بنبي “لا هم له إلا النساء”... عبارة “لا هم له إلا النساء” تم تداولها باعتبارها رأيا أقوله في الرسول الكريم، فيما الحقيقة أنها منطوق أحاديث أنا أصلا أرفضها لمساسها بالصورة المقدسة للرسول في أذهان المسلمين... بالنهاية، هل مقالي هو الذي يسيء للرسول أم البخاري ومسلم وابن هشام ومن تبعهم بغباء إلى يوم الدين؟.. أولئك الفقهاء الذين لا قدرة لهم على رفض “البخاري” من جهة، ولا قدرة لهم على تبرير ما ورد في صحيحه من إساءات بليغة للرسول عليه السلام... ولهذا أساسا، يعوضون عن نقصهم بالسب والشتم والتنقيص من “معرفة المناظر”.. ولهذا يرفض شيوخ السلفية مناظرتي كما دعوتهم مرارا.. < لكن هناك تعليق فيسبوكي منسوب إليك تسب فيه نبي الإسلام مباشرة؟ < أصلا حسابي الفيسبوكي تمت قرصنته مباشرة بعد أول مقال كتبه عني موقع “هوية بريس”، لذلك يتم ترويج مقطع منسوب إلي عبر الفيسبوك أرد فيه على شخص ما وأسب النبي عليه السلام وقطعا لم أفعل هذا ولن أفعله، فإن كان هناك من يريد مناقشتي فليناقشني في ما ورد في المقال أما الاعتماد على عبارات منسوبة إلى حساب مقرصن فمعناه استهدافي بأية طريقة. أم السؤال < خصومك يرون أنك لست مؤهلا للخوض في قضايا الدين... ما تعليقك؟ < لست في حاجة للمرور من شعبة الدراسات الإسلامية بكل مراحلها لكي أفهم "الإسلام" فالإسلام حدث قبل 1400 سنة ولم يكن أحد حينها في حاجة إلى دراسة "أصول الفقه" مثلا والرسول عليه الصلاة والسلام لم يسبق له أن درس في إحدى كليات الأزهر الشريف .. ثانيا،وبه الختم أقول للشيوخ ولكل سلفيي موقع هوية بريس وللشيخ حسن الكتاني وللقزابري وحماد القباج وغيرهم من فقهاء “حيص بيص” (على طريقة باسم يوسف) “جاوب على أم السؤال”... دعك من تخصصي ومدى علمي ومعرفتي بالفقه ولكن برر لي فقط ذلك الحديث الوارد في “البخاري” الذي يقول لي مضمونه إن الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن انقطع عنه الوحي كان يصعد إلى أعلى الجبل ويحاول الانتحار وجبريل يمنعه... لا تقل لي إنه حديث مرسل ولا موضوع ولا غيره، ولكن أجبني شيخي الجليل، لماذا يورده البخاري وأنتم تقولون عن صحيحه إنه أصح كتاب بعد كتاب الله...؟ بالنهاية "جاوبو على أم السؤال.... أجرى الحوار: عزيز المجدوب

لسـت أحمـق لأقايـض الشهـرة بحياتـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختناق عمال بالجرف الأصفر

موظف "ديستي" ضمن عصابة احتجاز وابتزاز

مقالات ذات صلة