تحركات الملك تحاصر نفوذ الخصوم

الرباط تختار العودة رسميا إلى الاتحاد الإفريقي من البوابة التي غادرت منها قبل ثلاثة عقود حاصرت الجولة الملكية إلى بلدان شرق إفريقيا، في رواندا وتنزانيا وإثيوبيا، الوجود المعادي للمغرب في هذه المناطق، بعد أن أبانت الزيارة عن توجه إفريقي يدعم عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي، دون شروط مسبقة تحاول الجزائر أن تضعها أمام عودة المغرب، بتواطؤ مع جنوب إفريقيا. واستبق وزير خارجية جمهورية تنزانيا وصول الملك إلى بلاده بإعلان دعم عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، معتبرا أن بلده وإفريقيا برمتها ستستفيد من عودة المملكة. ويدعم هذا الموقف خيار المغرب التوجه نحو البلدان التي ظلت خارج تحركات الرباط، بسبب موقفها من نزاع الصحراء. ومن شأن التحركات المغربية أن تحقق اختراقا جديدا في الجدار الذي حاولت الجزائر أن تبنيه حول الرباط في مناطق إفريقية يعود دعمها إلى الأطروحة الانفصالية إلى فترة كانت تسود فيها أنظمة ديكتاتورية، وهو ما سهل على الجزائر شراء الكثير من المواقف الداعمة لجبهة بوليساريو، مستغلة غياب المغرب عن منظمة الاتحاد الإفريقي. وقد ساهمت التحولات السياسية التي تعيش بلدان شرق إفريقيا وتنامي الديمقراطيات الناشئة بها، في تحريك الكثير من المواقف الموروثة عن زمن الاصطفافات السياسية التي تمولها الجزائر في حربها الدبلوماسية على المغرب. وقد استبق التحرك الملكي في شرق إفريقيا تعيين عدد من السفراء الجدد، إذ شملت القائمة كل من عبد الإله بنريان، في جمهورية تنزانيا وأوغندا، ونزهة العلوي سفيرة في جمهورية أثيوبيا وجيبوتي، ويوسف العماني سفيرا بجمهورية رواندا، كما ضمت لائحة التعيينات سفارات نيجريا وأنغولا، اللتين شكلتا دعامة قوية لمواقف بوليساريو والجزائر في تحركاتهما الإفريقية المعادية للوحدة الترابية للمملكة، ذلك أن التحرك المغربي على هذا المستوى من شأنه تفكيك العلاقة التي نسجتها الجزائر معها وجعلت منها وسيلة لابتزاز الرباط في ملف الصحراء، أكثر منها علاقات دبلوماسية قائمة على تحقيق مصالح لفائدة الجار الشرقي. ويبدو أن الرباط قطعت نهائيا مع سياسة الكرسي الفارغ التي كلفتها كثيرا، في نزاع الصحراء، سيما أن ترك مقعد الاتحاد الإفريقي استغله خصوم الوحدة الترابية، وهو ما يفسر المخاوف التي أثارها قرار المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، في صفوف البلدان القليلة التي تدعم الأطروحة الانفصالية في تحالفها مع الجزائر وليس بوليساريو، ذلك أن اختيار الملك برمجة أثيوبيا ضمن جولته الإفريقية يحمل رسالة سياسية قوية مفادها أن الرباط، التي غادرت الاتحاد الإفريقي من مؤتمر أديسا بابا، العاصمة الإثيوبية، ردا على الاعتراف بعضوية بوليساريو في اجتماع احتضنه هذا البلد الإفريقي، قررت العودة إلى الاتحاد في اجتماع ستحتضنه العاصمة نفسها بعد أن نجح المغرب في احتجاز امتحان «كيغالي» بنجاح، وأبان أن عودته إلى الاتحاد الإفريقي مطلب إفريقي وليس غاية مغربية فقط. وتسهل عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي مهمة طرد جبهة بوليساريو، وذلك عن طريق جمع توقيعات البلدان الأعضاء، كما حدث في المؤتمر الأخير للمنظمة، وتفعيل قرار الطرد على اعتبار «الجمهورية الوهمية» غير معترف بها من قبل الأمم المتحدة، وهو التوجه الذي أربك حسابات الجزائر بعد أن وجدت نفسها محاصرة وأطروحتها داخل هيأة الاتحاد الإفريقي، بعد أن أيدت مجموعة من البلدان الإفريقية عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي، بالنظر إلى الموقع الذي باتت تحتله الرباط بفضل سياسة اقتصادية توسعت بشكل قوي داخل غرب إفريقيا، وساهمت في تقوية العلاقات السياسية بين بلدان المنطقة والمغرب. إحسان الحافظي

تحركات الملك تحاصر نفوذ الخصوم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخمور يغتصب نادلة بالشارع

الحبس لمتهم افتض بكارة قاصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات