الحجامة تخطف الأضواء في ريو

المنتخب الأمريكي يصدم العالم و"ملتحو" البطولة لجؤوا إليها منذ التسعينات خطفت بقع حمراء داكنة على أكتاف عدد من الرياضيين الأضواء في أولمبياد ريو دي جانيرو، وأثارت الفضول وطرحت العديد من التساؤلات حول أسبابها، وفي مقدمة هؤلاء السباح الأمريكي مايكل فليبس، المتوج بذهبيته ال 19 في الألعاب الاولمبية، إضافة إلى مواطنه لاعب الجمباز أليكس ندور. وأفردت الصحف العالمية، خصوصا الأمريكية والبريطانية منها، مقالات تتحدث من خلالها عن السر وراء تلك البقع الداكنة والفائدة منها لتخلص إلى أن غالبية الرياضيين المحترفين باتوا يلجؤون إلى الوقاية أو العلاج من الإصابة بالطب البديل أو ما يصطلح عليه بالحجامة. ويطلق عليها الأمريكيون اسم ”كيوبين ثيرابي Cupping Therapy»، ومنذ اللحظة التي ظهرت فيها البقع الحمراء على ظهر السباح الأمريكي، طلب الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ومحرك البحث ”غوغل” معلومات عن الأمر. الأمريكان في الصدارة كشفت التقارير الصحافية عن استخدام بعثة الولايات المتحدة الأمريكية المشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية التي تستضيفها ريو دي جانيرو البرازيلية، إلى غاية 21 غشت الجاري، للحجامة، للحد من الآلام ومعالجة بعض الأمراض. وكانت بداية استخدام الحجامة في الولايات المتحدة ظهرت مع بعض المشاهير، مثل الممثلة الأمريكية جنيفر أنستون وغوينيث بالترو. ونشرت صحيفة ”ديلي ميل” الإنجليزية تقريرا مرفقا بالعديد من الصور التي تظهر علامات الحجامة على أجسام لاعبي الولايات المتحدة الأمريكية في عدد مختلف من الألعاب. وقالت الصحيفة الإنجليزية إن فريق الولايات المتحدة يستخدم تقنية الشفاء القديمة تسمى ”الحجامة”، تعود إلى الثقافة المصرية والصينية، والشرق الأوسط، وتعمل من خلال تطبيق أكواب زجاجية على الجلد على طول خطوط الطول من الجسم، مع شفط الهواء وإخراج الدم الفاسد من الجسم لتحفيز تدفق الطاقة. ورصدت ”ديلي ميل” بعض الصور لعدد من الرياضيين توجد على أجسامهم آثار لعلامات دائرية صغيرة، وبالتحديد على ظهورهم وأكتافهم، بمن فيهم لاعبة الجمباز، والسباح الأولمبي، ناتالي كافلين. ونشر الأمريكي أليكس نودورو، لاعب الجمباز، صورة له أثناء وضع أكواب الحجامة على جسده معلقا ”الحجامة توفر الإغاثة من الآلام التي يسببها الجمباز”، متابعا: ”هذا سر بقائي في صحة جيدة خلال هذا العام، لقد كان أفضل من وسيلة أخرى انفقت عليها المال، إنها تحافظ على أجسادنا لفترة طويلة”. الحجامة...أسرار الحجامة هي سحب الدم الفاسد من الجسم الذي سبب مرضا معينا، او قد يسبب مرضا في المستقبل بسبب تراكمه وامتلائه بالأخلاط الضارة، والحجم يعني التقليل أي التحجيم والتقليل من الشيء. والحجامة تنقي الدم من الأخلاط الضارة التي هي عبارة عن كريات دم هرمة وضعيفة تستطيع القيام بعملها على الوجه المطلوب من امداد الجسم بالغذاء الكافي والدفاع عنه من الأمراض، فبالحجامة تسحب هذه الاخلاط الضارة من كريات الدم الحمراء والبيضاء لتحل محلها كريات دم جديدة. وعرف الانسان الحجامة منذ أقدم العصور، فقد عرفها الاغريق والصينيون والفراعنة ايضا، والرسول الكريم احتجم واحيا هذا الطب وحث عليه في العديد من الاحاديث، فعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس”. وللحجامة هدفان، وقائي: فهي تعمل من دون أن يحس الشخص بمرض معين، وعلاجي: فتكون لسبب مرضي فهناك العديد من الامراض التي عولجت بالحجامة مثل الصداع المزمن وتنميل الاكتاف وآلام الركبتين والنحافة والآلام الروماتيزمية والبواسير وحساسية الطعام وكثرة النوم وغيرها من الامراض المزمنة مثل الشلل بسبب الجلطة الدموية والتخلف العقلي. منشط بدني اكتشف الرياضيون في السنوات الأخيرة الحجامة، وباتوا يلجؤون إلى بعض الأطباء الذين أصبحوا متخصصين فيها، ومن بين هؤلاء الرياضيين عدد من لاعبي كرة القدم المغاربة، خصوصا الملتحين منهم الذين علموا جيدا الفائدة منها والتي تكون بالأساس إنعاشهم واسترجاع حيويتهم إضافة إلى الراحة النفسية، بعيدا عن العقاقير والأدوية. فالحجامة أسلوب قديم لعلاج الأمراض عن طريق تخليص الجسم من اضطرابات الدورة الدموية وزيادة التروية الدموية في المنطقة المريضة، من خلال تنشيط جهاز المناعة والتخلص من السموم الزائدة في الجسم وبالتالي سرعة التعافي من الأمراض. ويعتبر الكثير من الرياضيين المغاربة أن الحجامة منشط رياضي بدني يساعد على إعادة التأهيل ونشاط جسمي وافر للصمود في حلبات التمرين وتحقيق الفوز في ميادين المنافسة الرياضية، خصوصا أن العلاج العادي أو الطبي يؤدي إلى ظهور التعب وتأخر الاستشفاء وحدوث الإصابات. ولا توجد للحجامة أي مخاطر، رغم بعض التخوف من الجروح ودخول الجراثيم إلى الجسم. إعداد: أحمد نعيم استخدمت الحجامة في العصور القديمة، ولأكثر من خمسة آلاف عام، ولم يستطع العلماء والباحثون في العصر الحاضر تحديد أول من استخدمها من البشر القدماء، إلا أنّهم اكتشفوا بعض الآثار الدالة على استخدامهم للحجامة، باستعمال بعض الأدوات البدائية البسيطة مثل، الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو. ومن الحضارات القديمة التي استعملتها: الصينيون والفراعنة والهنود والبابليون والرومان والعرب قبل الإسلام والمسلمون بعد الإسلام. وحث دين الإسلام على الحجامة، وكان العصر الإسلامي من أكثر العصور التي استعملت الحجامة، حيث طورها المسلمون بالأخذ بتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، الموحاة له من الخالق سبحانه، وتم تدوين الحجامة النبوية في كتب الطب النبوي. واشتهر بعض العلماء العرب بدراستها وتطويرها وتدوينها، بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، في العصور اللاحقة مثل: ابن سينا والزهراوي والبغدادي وابن القيم وغيرهم. تمنح الرياضيين الطاقة مختص في الطب التقليدي الصيني قال لـ "الصباح الرياضي" إن نجوم الغناء والتمثيل يلجؤون إليها قال محمد خليل، المختص في الطب التقليدي الصيني، إن الحجامة بالنسبة إلى المغاربة تراث حقيقي عربي وإسلامي منذ عقود، مضيفا ”كانوا يلجؤون إليها خصوصا أنها كانت تمارس في الأسواق الأسبوعية، إذ منها جاء اسم ”الحجام” أي الحلاق إذ كان أي صاحب مقص في السوق الأسبوعي يمارس الحجامة والحلاقة والختانة”. وأوضح خليل، ل ”الصباح الرياضي”، ”هذه الممارسة ليست فقط مختصة بالنسبة للمسلمين بل الأشوريون والصينيون والبابليون، لجؤوا إليها لحل مشكل كل الأمراض، لكن ما جعل هذا الأمر أكثر تطورا هم الصينيون الذين اكتشفوا مداخل الطاقة ومكامنها الخفية والحجامة تستعمل في تلك النقط سواء بالوخز أو الحجامة، فالصينيون كانوا يستخدمون هذه الوسيلة في العلاج، إذ كانوا يجرونها على شكل جرح طولي، ثم تقلصت بدلاً من الجرح الطولي إلى خدوش ثم تقلّصت إلى وخز بالإبر. ويمكن القول إن المعالج بالحجامة، يمكن أن يستخدم خريطة مراكز الإحساس في الجسم التي يستخدمها المعالج بالإبر الصينية لعلاج الأمراض نفسها”. وبخصوص لجوء الرياضيين إليها قال ”وبالنسبة إلى الرياضيين، فتمنحهم توازن الطاقة والقوة، وهذا ما تم التوصل إليه من طرف الصينيين الذين أبدعوا في المجال، الذين عرفوا كيف يحققون التوازن في جسد الانسان، وما أود التأكيد عليه هو أنه ليس فقط الرياضيين من يلجؤون إلى الحجامة فعيادتي تستقبل مغنين وممثلين أيضا”. وفي السياق ذاته، قسم خليل الحجامة إلى ثلاثة أنواع ”الجافة: وهي ما تسمى كؤوس الهواء وليس فيها إخراج للدم ويتم فيها وضع الكؤؤس على نقاط الطاقة لمدة 15 دقيقة ثم إزالتها. الدامية: بعد أن نقوم بالعملية الأولى نقوم بخدوش بسيطة بمشرط واستخراج الدم عن طريقها. المتزحلقة: وهي تدليك باستخدام كؤؤس الحجامة وتحريك هذه الأخيرة”. ومن جهة آخرى، حذر خليل من القيام بالحجامة في غير المراكز الطبية المؤهلة، لأن من شأن الاستعانة بالممارسين العشوائيين لها أن يعرضوا المرضى للإصابة بأمراض خطيرة، كالتهاب الفيروس الكبدي ومختلف الأمراض التي تنتقل عبر الدم”. يشار إلى أن الدكتور محمد خليل، درس الطب التقليدي بالصين الشعبية لمدة ثماني سنوات، كما يترأس الجمعية المغربية الصينية للصداقة والتبادل.

الحجامة تخطف الأضواء في ريو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهمين بالسرقة من داخل السيارات

برشيد يدخل المراحل الأخيرة من الإعداد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات