لوائح “التجمع العائلي” تهيمن على الانتخابات

العنصر يتخلى لابنه ووزير يدفع بصهره وآخر بزوجته في اللائحة الوطنية وأمناء عامون يرشحون "المقربون أولى" كشفت مصادر مطلعة لـ«الصباح»، أن قيادات حزبية قررت ترشيح أبنائها ومقربين منها بديلا عنها في الانتخابات التشريعية المقبلة، في تكريس لثقافة حزبية تدين بالولاء إلى المقربين أولى بالمقاعد البرلمانية، ووفق المصادر ذاتها، فإن جدلا تفجر داخل حزب الحركة الشعبية، بعد أن كشفت اجتماعات المكتب السياسي عن نوايا امحند العنصر، الأمين العام للحزب، ترشيح ابنه في الدائرة الانتخابية التي تعود الترشح بها منذ سنوات، بالمقابل، يرشح الوزير السابق، محمد أوزين، صهره وكيلا للائحة الوطنية للشباب، بعد أن عبد له الطريق داخل شبيبة الحزب.وفي السياق ذاته، دفع الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، بنجلته إلى عضوية لجنة داخل الحزب، بينما تولى نجل لحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية، مهمة مسؤول داخل اللجنة المكلفة بإعداد البرنامج الانتخابي، وهما تكليفان أثارا الكثير من الشكوك حول رغبة قيادات الاتحاد الاشتراكي، ترشيح ابنيهما عبر بوابة هذه التكليفات ضمن اللائحة الوطنية للشباب، التي لم يحسم فيها بعد بسبب الصراع الدائر حول ترتيب المرشحين. ورغم أن لشكر استبق كل هذه التأويلات بدعوة قيادة الحزب إلى عدم تقديم أبنائها للوائح الوطنية، سواء تعلق الأمر بالنساء، أو الشباب، فإن الدعوة لا تشكل التزاما صريحا لا يقلب معادلة الترشيحات خلال ما تبقى من التحضيرات الجارية لحسم اللوائح.وليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول ترشيح بعض القيادات الحزبية، لأبنائها أو مقربين منها، ذلك أن اللائحة الوطنية للشباب أول تجربة لها احتلها أبناء قادة الأحزاب، كما شملت «الزبونية الحزبية» لائحة النساء، إذ قدم أمناء عامون قريباتهم في الحزب أو العائلة ضمن هذه اللوائح، ما جعل فكرة اللائحة الوطنية التي جاءت من أجل تحقيق تمييز إيجابي لصالح الشباب والنساء، تتحول إلى ريع سياسي لأبناء العائلات الحزبية. وهو الأمر الذي أثار الشكوك حول ضرورتها وفجر مطالب بإلغائها قبل أن تتحرك منظمات شبيبات الأحزاب السياسية لدى وزارة الداخلية دفاعا عن الريع الانتخابي.ومن شأن تكرار تجربة ترشيح «المقربون أولى» أن يحول البرلمان، بغرفتيه، إلى تجمع عائلي، كما حدث مع الولاية التشريعية الحالية، ذلك أن المؤسسة التشريعية، في صيغتها الحالية، تضم الأبناء والآباء والزوجات والأصهار، وهي الظاهرة التي لم تسلم منها أي من الأحزاب السياسية، بدءا من حزب الاستقلال الذي يضم برلمانيين وزوجاتهم وآخرين وأزواج بناتهم، كما هو حال حميد شباط، أمين عام الحزب نفسه، وحمدي ولد الرشيد، عضو المكتب التنفيذي، الذي يشغل عضوية مجلس النواب، بينما يشغل صهره عضوية مجلس المستشارين، وتشمل القائمة عبد الهادي خيرات وزوجته، عن الاتحاد الاشتراكي، وإدريس الراضي وابنه، عن الاتحاد الدستوري، والوزير محمد عبو، الابن، وعبو الأب، عن الفريق التجمعي، كما تضم القائمة امبارك السباعي، رئيس الفريق الحركي، الذي يشغل عضوية مجلس النواب، بينما يتولى ابنه عضوية مجلس المستشارين.إحسان الحافظي

لوائح “التجمع العائلي” تهيمن على الانتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكجان وبلكميري بخنيفرة

اختلاسات بمراكز البطاقة البيومترية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات