أنهى الوفد التقني الأممي المتكون من 6 أفراد، ضمنهم المغربي جمال بنعمر، المستشار الخاص لبان كي مون، زيارته إلى العيون، السبت الماضي، بعد يومين من اللقاءات مع مسؤولي بعثة مينورسو بمكوناتها المدنية والعسكرية والتقنية، لم يكشف عن نتائجها.وأوضحت مصادر "الصباح" أن الوفد غادر العيون في اتجاه نيويورك، رفقة كيم بولدوك، رئيسة بعثة مينورسو في الصحراء، بطلب من الأمين العام، من أجل استكمال المشاورات بشأن ظروف عمل البعثة بعد تقليص مكونها المدني. ولم تعلن السلطات المغربية عن زيارة الوفد ولا عن مهمته، باستثناء ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، استنادا إلى تصريحات ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام، الذي أعلن الجمعة الماضي، أن الهيأة الدولية قررت إيفاد فريق تقني إلى العيون، لبحث سبل إنهاء أزمة المكون المدني للبعثة.وعلمت "الصباح" أن الوفد زار العيون بتكليف من الأمين العام، لإعداد تقرير حول عمل البعثة، بعد طرد المغرب أزيد من 80 عضوا منها في مارس الماضي، إثر الأزمة التي تسبب فيها بان كي مون بتصريحاته المنحازة إلى بوليساريو، في أعقاب زيارته إلى تندوف والجزائر. ويصر الأمين العام على عودة المكون المدني، بمبرر أن غيابه يؤثر على عمل البعثة برمتها، وضمنها المكون العسكري المكلف بمراقبة وقف إطلاق النار، في الوقت الذي سبق للمغرب أن أكد أحقيته في إبداء ملاحظات حول عمل المكون السياسي والمدني، وحق الاعتراض على بعض أطرافه، بسبب عدم احترام موقف الحياد المفروض في عملها، وانحيازها المفضوح إلى خصوم المغرب. ويستعد بان كي مون، بعد الاطلاع على نتائج زيارة الفريق التقني، والاستماع إلى منسقة البعثة بالعيون، لإعداد تقريره النهائي الذي سيرفع إلى مجلس الأمن، تطبيقا لما جاء في قراره رقم 2285 بشأن ملف الصحراء.وتحدثت مصادر "الصباح" عن بداية عودة شد الحبل بين المغرب والأمم المتحدة، مع قرب نهاية مهلة 90 يوما التي حددها قرار مجلس الأمن للأمين العام ، من أجل كشف تطورات المشاورات حول أزمة المطرودين، خاصة بعد تصريحات مسؤولين أمميين تحدثوا عن فشل المباحثات، في ظل تباين وجهات النظر.وأكد المغرب، بعد صدور قرار مجلس الأمن، نهاية أبريل الماضي، أنه سيواصل الحوار مع الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حلول للأزمة تتيح تخفيف الانزلاقات الخطيرة للأمين العام، وتضمن السير الجيد لمينورسو، خاصة في مهامها الأساسية المتمثلة في مراقبة وقف إطلاق النار ونزع الألغام في المنطقة العازلة شرقا.وجدد المغرب التزامه بقرارات مجلس الأمن بخصوص مهمة البعثة، مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات التي عرفها ملف النزاع، بعد سنوات من وقف إطلاق النار، واستحالة تنظيم الاستفتاء، ودعوة الأمم المتحدة إلى البحث عن حل سياسي متوافق عليه بين أطراف النزاع، وهو الخيار الذي انخرط فيه المغرب بجدية من خلال تقديم مقترح الحكم الذاتي.برحو بوزياني