مصلحة طب الإدمان… “الحامي الله”

مرفق لمعالجة المدمنين بحارس أمن وحيد وغرفة انتظار يتيمة وتخمة في برامج الأطباء تؤرق المرضى لا ينتبه أغلب زوار حي المستشفيات، نقطة تجمع المراكز العلاجية الكبرى بالبيضاء، إلى وجود فضاء طبي صغير، مخصص لمعالجة الإدمان، يستقبل عشرات المرضى ويضرب مئات المواعيد يوميا. الأمر لا يتعلق بمرفق سري، وإنما طبيعة العلاج ونظرة المجتمع، ما فرضتا طوقا من التكتم، "فمن يفاخر بابن مدمن؟"، تحكي السعدية، التي جلست في غرفة الانتظار بمصلحة طب الإدمان، بنبرة ألم، تنتظر إنهاء أصغر أبنائها لحصة علاج نفسي، بعد أن دمر إدمان الأقراص المهلوسة "القرقوبي" شبابه. الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، أمام الفضاء الصحي المتاخم لمستشفى الأمراض النفسية والعقلية الشهير. ضجيج منبهات السيارات يخترق الآفاق، ومجرى المركبات لا يكاد ينضب، فالكل يلاحق موعد عمله أو دراسته، خلال يوم رمضاني حار، أخر افتتاح المصلحة الطبية، التي بدأت أطرها الطبية العليا (الأطباء)، في التوافد عليها تباعا، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، علما أن التوقيت الرسمي محدد بين الثامنة صباحا والثانية زوالا، وهو الأمر الذي أثار غضب بعض المرتفقين، إذ يؤكد حسن، غياب الالتزام لدى الأطباء، موضحا أنه بصدد استشارة أحدهم عن حال ابنه فقط، إلا أن هذه الخدمة تطلبت منه ساعة ونصف الساعة من الانتظار.تتوفر مصلحة طب الإدمان يتيمة، لا تتجاوز قدرتها الاستيعابية عشرون مرتفقا، الأمر الذي اضطر عددا من الزوار الملتحقين بعد الساعة العاشرة صباحا، إلى الانتظار في الخارج، ما يصعب مهمة خلية الاستقبال التي تضم ثلاثة عناصر، يساعدها حارس أمن وحيد، أصبح بالضرورة منسقا للمواعيد، ينظم ولوج المرضى، ويستفسر عن سير الملفات الطبية، ويوجه المرضى داخل المصلحة، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول دور هذا الشخص في حال هيجان أحد المرضى وتهديده سلامة المرتفقين، خصوصا أن المرضى من المدمنين تنتابهم نوبات اضطراب في السلوك.ويحكي عمر، مريض، يتابع علاجا لإدمان الكحول منذ أشهر في المصلحة الطبية، عن مشادات بين المرضى فيما بينهم ومع الأطقم الطبية، "الأمر الذي لحسن الحظ لا يتجاوز تبادل الشتائم"، حسب تعبيره، لكن تدبير هذا المرفق بمبدأ "الحامي الله"، يهدد سلامة المرتفقين وذويهم، خصوصا خلال فترة رمضان، المعروفة بتوتر سلوك الصائمين، سيما الخاضعين منهم لعلاج إدمان، في الوقت الذي يعاني المرضى من طول آجال تحديد المواعد، وهو الأمر الذي لم تخفه، سعاد، التي ترافق شقيقها في رحلة علاج لإدمان المخدرات، موضحة أن بعض المرضى يضطرون للانتظار ثلاثة أسابيع من أجل الحصول على موعد لمعاينة الطبيب.وينتظر المرضى على كثرتهم فرصة لقاء الطبيب خلال فترة صباحية، هي موعد عمل المركز القار، الذي يستقبل المرضى خلال خمسة أيام في الأسبوع، من الاثنين إلى الجمعة، ويعتمد جلستين مبدئيتين مع الطبيب النفسي لتقييم كل حالة، ثمن الجلسة 100 درهم، والحالة يمكن أن تقيم في المصلحة وفق تقدير الطبيب المعالج، إلا أن التكلفة تتراوح بين 500 درهم وألف و500 درهم عن كل ليلة، حسب خطورة الحالة ومتطلبات علاجها.وتنتظر سعاد وغيرها من ذوي المرضى، فالطلب على الأطباء يفوق العرض العلاجي لمصلحة طب الإدمان بكثير، خصوصا وأنها تستقبل المرضى من مختلف أنحاء المملكة، ذلك أن برامج الأطباء في المصلحة متخمة بالجلسات العلاجية، التي تبدأ من أسبوعين وتصل إلى ثلاثة أشهر على أبعد تقدير، إذ تظل الرغبة والإرادة أساس الشفاء، فيما تقدم المصلحة لزوارها الكثر، وحدة للاستشارات الطبية، تضم ثمانية مكاتب وأربع غرف للتشاور، لإجراء مقابلات للأمراض النفسية، وثلاث قاعات للفحص والمعاينة، إذ تبلغ طاقته الاستشفائية 3 آلاف و285 ليلة، و8 آلاف كشف طبي في السنة.بدر الدين عتيقي

مصلحة طب الإدمان… “الحامي الله”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لمروج عملة مزورة بمكناس

فصيل رجاوي يدق ناقوس الخطر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات