العشوائي “يطل” على القصر الملكي بالناظور

درب الناموس يتمدد ويجهز على مساحات من غابة أطاليون وضعت مافيا البناء العشوائي بحي ترقاع بالناظور يدها على مساحات أخرى من الغابة المطلة على جبل أطاليون بمنطقة نفوذ وكالة مارتشيكا، وشرعت في دق مسامير صدئة في أشجارها، في انتظار ذبولها وسقوطها وبناء وحدات سكنية غير قانونية فوقها.ويواصل البناء العشوائي بدرب الناموس، القريب من بحيرة مارتشيكا، زحفه على مساحات غابوية جديدة، رغم تسييج المنطقة بأحزمة إسمنتية، عبارة عن طرق نصف معبدة لمحاصرة البناء في أطراف الدرب، لكن يتواصل في الجهة العليا حتى يكاد يلامس أسوار القصر الملكي بجبل أطاليون.وتمتد المساكن الإسمنتية المشيدة عشوائيا على مساحة كبيرة وسط الغابة المحيطة بالمدينة. ويبدو دوار الناموس من بعيد مثل مجمع عمراني يخترق الغابة في شكل مثلث كبير ويعلو ربوة مطلة على منطقة ترقاع العليا والسفلى التي تخضع، منذ أشهر، إلى مشاريع لإعادة الهيكلة تشرف عليها وكالة التهيئة مارتشيكا.واستغربت مصادر «الصباح» استمرار عمليات البناء والزحف على الغطاء الغابوي بدرب الناموس، رغم الحراسة المشددة، على هذا الدوار العشوائي من قبل جميع أجهزة الاستعلامات العامة وعناصر مديرية مراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية، وعدد من المقدمين والشيوخ ورجال الأمن، نظرا لحساسية هذه المنطقة التي سبق أن فرخت عددا من الخلايا الإرهابية، أهمها خلية عبد الوهاب الرباع.واتهمت المصادر رجال سلطة ومنتخبين بالتورط في تفريخ عدد من المساكن وغظ الطرف عن عمليات الزحف على الملك الغابوي، متحدثة عن الأموال الطائلة التي جناها مسؤولون سابقون في شكل رشاوي منتظمة كانوا يستلمونها من مافيا البناء العشوائي، كما تحدثت عن الاستغلال الفاحش لهذه التجمعات السكنية أثناء الانتخابات، حين توزع الوعود بسخاء بإدخال الدرب المجال الحضري وتمكين سكانه من الربط بالماء والكهرباء وشبكة التطهير السائل.وقالت المصادر إن أولى عمليات البناء العشوائي في المنطقة المطلة على جبل أطاليون بدأت قبل 12 سنة، وتواصلت بوتيرة مرتفعة أنتجت حيا سكنيا «معلقا» وسط غابة، مؤكدة أن أغلب سكان الحي قدموا من خارج المدينة، بحثا عن مصدر عيش في مجال التهريب.وأكدت المصادر أن بعض القادمين إلى المدينة هم قدماء محاربون في الجيش المغربي شاركوا في حرب الصحراء ضد قوات بوليساريو، وحين انتهت الحرب، اختاروا الاستقرار بهذه المنطقة، واشتغلوا في مهن مختلفة، كما اشتغلت بعض النساء «حمالات» لنقل السلع والبضائع بين مليلية المحتلة ومعابر الناظور.وتسبب هذا الحي العشوائي في تنقيل عدد من المسؤولين، تأديبيا، إلى مناطق أخرى، بعد أن فاحت روائح الفساد والتواطؤ، كما عرضت ملفات مسؤولين جماعيين وموظفين في مقاطعات إدارية على القضاء قبل ثلاث سنوات بتهم تسهيل عمليات البناء العشوائي. وتحول هذا الدرب، الذي يتجاوز سكانه 5 آلاف نسمة، إلى موضوع مزعج تنصلت منه السلطات المحلية والإدارية، وتركته بيد وكالة التهيئة مارتشيكا التي وضعت برنامجا لإعادة تهيئة منطقة ترقاع الواقع في مدخل بني نصار، وهو من المداخل الأساسية الواقع تحت نفوذ هذه الوكالة.وقالت مصادر «الصباح» إن «درب الناموس» تحول إلى بؤرة خطر اجتماعي لارتفاع نسب البطالة ومعدلات الجريمة والتطرف والاستعداد للانتماء إلى شبكات تهجير «المجاهدين»، كما يعاني الحي انعدام التجهيزات الأساسية (طرقات، مرافق صحية وتعليمية، وماء وكهرباء وشبكة للتطهير السائل)، وتحوله شتاء إلى مجرى فيضانات لوجوده في منحدر.يوسف الساكت

العشوائي “يطل” على القصر الملكي بالناظور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران: كنت اتحاديا لحظة اغتيال بنجلون

شبهة فساد تلاحق جنرالا في الدرك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات