مسؤوليتنا كبرت بعد التتويج

حجوي رئيس الفتح أكد أن التحكم في الجانب المالي سيساهم في تطور الكرة المغربيةأكد حمزة حجوي، رئيس الفتح الرياضي، أن مسؤولية الفريق ستكبر بعد التتويج بلقب البطولة، معتبرا أنه أثبت أن إستراتيجية الفريق ناجحة ، وأوضح أنها مبنية على ثلاثة محاور تتعلق بالبنيات التحتية والحكامة والتكوين. وأوضح حجوي في حوار مع ”الصباح الرياضي” أن مستقبل الفتح الرياضي لا ينفصل عن مستقبل الكرة الوطنية، وعليه يجب التفكير في التحكم في الجانب المالي للأندية، من أجل الذهاب بعيدا في تطوير كرة القدم الوطنية، مشيرا إلى أنه يجب تحديد كتلة الأجور. هل هناك سر في نجاح الفتح في مسيرته خلال السنوات الأخيرة؟ المنعرج الحقيقي لنجاح الفتح الرياضي انطلق سنة 2008، أي أنه بدأ منذ ثماني سنوات بإستراتيجية جديدة، وضعها المكتب المديري ورئيسه محمد منير الماجيدي، وترتكز على ثلاثة محاور، ويتعلق الأمر بالبنيات التحتية والحكامة والتكوين، والاشتغال على هذه المحاور الثلاثة كان وراء سير الفتح في نهج تصاعدي خلال السنوات الست أو الخمس الأخيرة، من خلال الحصول على ألقاب، منذ 2010، واللقب الأخير يأتي تتويجا لهذا العمل.وهذه النتيجة والاستمرارية ساهمت فيها مجموعة من الظروف التي ساعدتنا على الظفر باللقب. ما هي هذه الظروف التي تتحدث عنها؟ كما سبق أن تحدثنا عن ذلك في المحاور الثلاثة، هناك البنيات التحتية، إذ وجدنا أن الفريق يفتقدها بشكل كبير، وبالرجوع إلى عشر سنوات الأخيرة فالفريق لم يكن يتوفر على أي بنيات تحتية، سوى ملعب الفتح بباب الرواح ومركز تامجاجت الذي أصبح المقر التاريخي للفريق، والآن فبالإضافة إلى ملعب الفتح وتامجاجت، هناك ملعب مولاي الحسن الذي يعد الآن الملعب الرسمي للفريق، ومركز الأمل الذي منح للفريق في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وملعب غابة هيلتون الذي توجد به مدرسة الفريق، وبالتالي نلاحظ أن قاعدة البنيات توسعت، وأصبح بالإمكان إيجاد لاعبين جدد، بعد التنقيب والتكوين، ولم يعد لاعبو الفريق يعانون مشكل الممارسة، كما أننا وضعنا الفريق في استقرار، وهذا يأتي من الحكامة في التسيير، عن طريق ترشيد النفقات، ومنح اللاعبين مستحقاتهم في الوقت المحدد، إذ أنهم أصبحوا يتقاضون رواتبهم في التاريخ المحدد لهم. أظن أن الفريق يتوفر على بنيات أخرى غير التي ذكرت؟ بالفعل، هناك مركز تكوين الفريق الذي ما زال لم يشتغل بشكل رسمي، وهناك المركز الطبي أيضا، لكن ما يجب معرفته أن هذه الأمور كلها تصب في المحاور الثلاثة التي تحدثت عنها في البداية، وتلاحظ أن هناك ترابطا وتسلسلا في هذه المحاور الثلاثة. كيف ترد على اتهامكم بعدم التوفر على التجربة في التسيير؟ لدي تجربة، وعكس ذلك ليس صحيحا، والدليل أنني قضيت ست سنوات مع علي الفاسي الفهري، الرئيس السابق للفريق، واشتغلت رفقته كاتبا عاما. لا أظن أنها مرت هباء منثورا، وأعتقد أن تجربة كاتب عام لرئيس الفتح، والذي شغل أيضا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لم يكن أمرا اعتباطيا. وأؤكد أنه كانت هناك مجازفة في هذا الإطار، وأن هناك مجموعة من المشجعين الذي عبروا عن رأيهم، لكن بالرجوع إلى السنتين الأخيرتين نلاحظ أن الفريق تمكن من إحراز لقبين من أصل أربعة بالبطولة والكأس، فيما حصل الوداد الرياضي على واحد، وأولمبيك خريبكة على الآخر، وهذا يؤكد أن تجربتنا ناجحة، وأن الاختيار كان صائبا. هل تؤكد أن الجمهور كان خاطئا؟ لا. بعض المشجعين قالوا رأيهم فقط في اختيارات المسؤولين، وبعد تعييني رئيسا التقيت بهم، وأخبرتهم أنهم لا يملكون الحق في ما يدعونه، وأظن أن اختيار وليد الركراكي يدخل في إستراتيجيتنا من خلال تسطير أهداف تكوين وتشبيب الفريق، وأعتقد أننا تمكنا من تحقيق نسبة كبيرة في ذلك، إذ أن مجموعة من لاعبي الأمل التحقوا بفريق الكبار، ذلك أن فريق الفتح يتوفر على معدل سن لاعبين يعد الأصغر من بين الأندية الوطنية.وأظن أن الرأي الذي أدلى به الجمهور في حقي وفي حق وليد الركراكي جاء من باب الغيرة على الفريق، لكن برهنا أنه يمكن أن يكون مدرب شاب وله تجربة جيدة في الميدان، والمكتب لديه تجربة في المكاتب سابقة، والتدبير يحتاج إلى هذا النوع من التجربة، إذ أن كل هذه الأمور تدخل في المنظومة التي سطرها الفريق منذ سنوات. ألم يكن تغيير المدرب المساعد وبعض اللاعبين عاملا مساعدا على تتويجكم باللقب؟ مباراة كرة القدم تلعب على جزئيات، والتتويج بلقب البطولة لا يخرج عن هذه القاعدة، وبالتالي من الصعب الجزم بأن التغييرات في المدرب المساعد واللاعبين كانت وراء ذلك، لكن ما يمكنني أن أصرح به في هذا الصدد، أن المدرب المساعد واللاعبين الذين انفصلنا عنهم لم يدخلوا في منظومتنا، رغم توفرهم على إمكانيات مهمة جدا ومحترمة، وأعتقد أن مصطفى الخلفي مدرب كفؤ ولديه كفاءة في التدريب، وكنا نبحث عن مدرب بإمكانياته منذ البداية، ولأننا وجدنا فيه معنى الاحترافية في العمل. ألم يكن غياب ضغط الجمهور أحد أسباب التتويج؟ صراحة، لا أظن ذلك، لأنه لما جاء وليد الركراكي اتهمه البعض بأنه ليست لديه تجربة، وأنه سيجري تكوينه بالفتح من أجل أن يتعلم منه الكثير في مسيرته الرياضية، وبالتالي فإن الضغط كان منذ تعيين المدرب الجديد للفريق. ألا يؤرقكم ضعف حضور الجمهور بالمدرجات؟ أظن أننا في طور استعادة جمهورنا، بعد أن اشتغل المكتب المسير على هذا الجانب منذ سنوات، والآن يمكن القول إن الأرقام تؤكد تحسنا كبيرا في حضور الجمهور، إذ أن الطاقة الاستيعابية لملعب مولاي الحسن تصل إلى 6500 مقعد، وعدد المشجعين في المباريات الأخيرة للفريق تتراوح بين 500 وألفين، والجديد أننا تمكنا من بلوغ 1200 مشترك لديهم بطاقة الاشتراك، لحضور جميع مباريات الفريق، أي أننا تمكنا من ملء نسبة 25 في المائة من عدد مقاعد ملعب مولاي الحسن. مازلنا نشتغل على هذا الجانب من أجل حل المشكل بصفة نهائية. ألا ترى أن وجود دعم كاف للفريق سبب تحقيق اللقب؟ أشكرك لطرحك هذا الموضوع، لأنني لا أظن أن الأمر صحيح، بحكم أن المشكل المادي يطرح للأندية التي تسير بأكثر من إمكانياتها، مثل شخص لديه 100 درهم ويريد أن يتناول وجبة في مطعم ب 150 درهما، وأظن أن المستشهرين وضعوا ثقتهم فينا، ويجب أن نحافظ عليها، فميزانية الفريق كما عاينت ذلك في الجمع العام الأخير لا تتعدى أربعة ملايير سنتيم، وهي ميزانية محترمة في الدوري المغربي، وهناك أندية في الدار البيضاء لديها مداخيل وميزانية أكثر مما لدينا.وأرى أن مشكل الميزانية يطرح في حال تشبث النادي باللعب فوق إمكانياته، وهذا من المحاور الثلاثة التي تحدثت عنها في بداية هذا الحوار، والتي يجب أن نراعي فيها الحكامة في التدبير المالي، فعندما أتعاقد مع لاعب فإنني أحدد تكلفته الإجمالية طيلة الموسم، ولا يمكن أن أمنحه أكثر مما لدي، إذا اتخذت قرارا بمنحه منحة مزدوجة فلأنني قادر على ذلك. هل تعتقد أن اللقب سيثقل كاهلكم في السنوات المقبلة؟ بالفعل، هذا أمر صحيح وفي غاية الأهمية، لأن مسؤولية الفريق ستكبر بعد هذا التتويج، وهو ما يتطلب منا الالتزام بالمحاور التي حددناها في إستراتيجيتنا، سيما أن الجميع سيضعنا تحت المجهر، وكل الأندية سترى فينا أننا أبطال المغرب، لهذا فنحن واعون بما ينتظرنا. ما هو تصورك لمستقبل الفتح في السنوات المقبلة؟ ما يجب أن أؤكد عليه في هذا الصدد، أن مستقبل الفتح الرياضي لا ينفصل عن مستقبل الكرة المغربية ككل، لذلك فإن التصور الذي أراه صالحا لكرة القدم الوطنية والأندية المغربية، وسبق أن ناقشته مع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ينبني على أمرين هامين، الأول يتعلق بالروح الرياضية المالية، والثاني تحديد كتلة الأجور، إذ لا يعقل أن تكون لدي ميزانية أسدد بها أجور اللاعبين وبعد ذلك يتوقف كل شيء، ولا أجد ما أنفق على مشاريع مثل تعزيز البنيات التحتية. كيف ترى تطبيق ذلك؟ هناك أندية تصل كتلة الأجور بها إلى 120 أو 130 في المائة، ورئيس الجامعة يعرف مثل هذه الأمور ومقتنع بها، لذلك فالهدف يتطلب وضع قانون يفرض تحديد صفقات انتقالات اللاعبين حسب قيمتها الحقيقية، وهو الأمر الذي سيساهم في تطورها وتطور الأندية، إذ أن تقنين الجانب المالي ضروري لتطور كرة القدم الوطنية والأندية، وإذا تمكنا من التحكم فيه فبإمكاننا أن نذهب بعيدا في تدبير شؤون أنديتنا. متى ستنظمون حفل التتويج؟ كما يعرف الجميع أن أجندة الفتح الرياضي مليئة كثيرا، بالنظر إلى تزامن رمضان الجاري مع مشاركة الفريق في منافسات كأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وعليه سيكون من الصعب إيجاد حيز من الوقت للاحتفال، لكننا سننظمه في القريب العاجل، وعليه يجب أن أستشير مع الركراكي في هذا الأمر.أجرى الحوار: صلاح الدين محسنفي سطورالاسم الكامل: حمزة حجويتاريخ ومكان الازدياد: 14 يوليوز 1971التكوين: حاصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات العليا في الاقتصاد المالي من باريسمدير في مجموعة صندوق الإيداع والتدبيرالمناصب التي تقلدها بالفريق: كاتب عام الفتح الرياضي من 2008 إلى 2014المنصب الحالي: رئيس الفتح الرياضيالكاتب العام للمكتب المديري للفتح الرياضيمتزوج وله طفلان بورتري:الكفاءة قبل الرئاسةبالإضافة إلى كفاءته في التسيير، يعتبر حمزة حجوي من الطاقات الشابة التي استطاعت أن تشق طريقها بسرعة كبيرة في مجال التدبير الرياضي، ولا أدل على ذلك الثقة التي وضعها فيه محمد منير الماجيدي، رئيس المكتب المديري لفتح الذي عينه كاتبا عاما، وعلي الفاسي الفهري، الرئيس السابق لفرع كرة القدم، والذي وضعه في منصب حساس منذ أول تجربة له، بالنظر إلى انشغالاته المهنية. يعتبر حجوي أحد المسيرين الذين يملكون طاقات كبيرة في الإقناع، وفي حسم الصفقات المهمة مهما بلغت درجة صعوبتها، في تيسير بلوغ أهداف الإستراتيجية التي وضعها المكتب المسير، ويؤمن بروح الفريق وضرورة الالتزام والعمل في حدود الإمكانيات لتحقيق الألقاب.واستطاع حجوي أن يهدي أنصار الفتح الرياضي لقبا لم يسبق للنادي أن حازه طيلة 70 سنة، بتضافر جهود اللاعبين والأطر التقنية والمكتب المسير.ولمن لا يعرف حجوي عن قرب، فإنه يملك حسا فكاهيا وكثير الحياء، لكنه بالمقابل فإنه يبدي ردة فعل قوية تجاه كل من حاول انتهاك حرمة ناديه أو حاول المس بمبادئه.

مسؤوليتنا كبرت بعد التتويج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقرير: الدولة طوعت حقوق الإنسان وفق حساباتها

بنكيران يخطط لـ"غزوة انتخابية" في البوادي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات