الإرهاب يجمع أمنيين مغاربة وجزائريين بنواكشوط

اجتماع إقليمي لبحث الوضع الأمني بعد ثورتي تونس ومصر والصراع في ليبيا وآليات تأمين الحدود شارك وفد أمني مغربي هام في اجتماع احتضنته العاصمة الموريتانية، الأسبوع الماضي، لبحث تعزيز تدابير الأمن على الحدود في منطقة الساحل والصحراء وشمال إفريقيا، بمشاركة ممثلين عن مصالح الأمن والاستعلامات في دول المنطقة بما فيها المملكة المغربية والجزائر. كشف مصدر مطلع، أن مشاركة وفد أمني مغربي في ورشة إقليمية بموريتانيا يأتي في سياق إقليمي مفتوح على مجموعة من التحديات ذات الصلة بالتهديد الإرهابي وتقاطعه مع أنماط الجريمة المنظمة الأخرى، سيما الاتجار في الأسلحة والمخدرات وتهريب البشر، كما أن تداعيات الثورات المصرية والتونسية والحرب الأهلية بليبيا زادت في تعميق مشاكل الأمن بالمنطقة، خاصة بعد ترهل وضعف الأجهزة الأمنية بهذه الدول وتراجع التنسيق الجهوي في ما بينها وباقي دول الجوار.وحسب المصدر نفسه، فقد كشفت أشغال هذه الورشة، خاصة تلك المتعلقة بتأمين الفضاء الحدودي بدول المنطقة، تأكيد مجموعة من المتغيرات الجيوسياسية التي قد تكون لها انعكاسات وتداعيات سلبية على الأمن المشترك بمنطقة شمال إفريقيا ودول الساحل، إذ تم التأكيد على أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يولي اهتماما كبيرا للاندماج والتقارب المجالي مع سكان المناطق الحدودية الصحراوية، هدفه في ذلك تقوية شبكات محلية من شأنها إمداده بالعنصر البشري والوسائل اللوجيستيكية وتزويده بالمعلومات الأمنية حول تحركات جيوش واستخبارات دول المنطقة فضلا عن منحه ملاذات آمنة في أماكن يصعب الوصول إليها من قبل القوات النظامية.ولفت المسؤولون الأمنيون المشاركون في اجتماع نواكشوط الانتباه إلى أن هذا التنظيم الإرهابي أضحى يراهن على الشبكات المحلية الحدودية في عملياته الميدانية، بشكل يسمح له بالتحرك والمناورة في عمليات توغل متقدمة داخل دول المنطقة لاختطاف الرهائن، خاصة الغربيين منهم، وذلك تمهيدا لمطالبة دولهم بفديات مالية أو تحقيق مكاسب ذات طبيعة سياسية.وكشف المشاركون في هذه الورشة الإقليمية، على أن تنظيم القاعدة استطاع في الآونة الأخيرة تطوير أساليبه ومخططات العمل الميدانية، فبعدما كان يستعمل الأسلحة الخفيفة في عملياته الإرهابية، أصبح يستعمل المتفجرات والسيارات المفخخة التي يتم الحصول عليها إما كمقابل لعمليات المراقبة التي يقومون بها لفائدة شبكات ترويج المخدرات أو من عصابات تهريب الأسلحة التي يتولون التغطية على نشاطاتها بالمنطقة.وخلص المشاركون الأمنيون في هذا الاجتماع الإقليمي الهام إلى أن تنظيم القاعدة بات يعتمد معسكرات متنقلة عبر الحدود الوطنية لبعض دول المنطقة، خاصة شمال مالي وجنوب الجزائر وشمال تشاد والجنوب الشرقي لموريتانيا، كما تأكد بالملموس مراهنة هذال التنظيم على تجنيد مواطنين من دول تجمع الساحل والصحراء CEDEAO، الذين يسهل استقطابهم بفضل البيئة السياسية والاجتماعية المحفزة بالمنطقة، فضلا عن سهولة تحركهم عبر منافذ هذه الدول مما يتيح لتنظيم القاعدة هامشا كبيرا من التحرك والتوغل في عدد كبير من هذه الدول، وبالتالي تنفيذ عملياته التخريبية.ويذكر أن هذا الاجتماع جاء في وقت كان فيه وزير الخارجية الليبي السابق، ورئيس استخبارات القذافي موسى كوسى أعلن من ملجئه الاختياري ببريطانيا على أن ليبيا مهددة لكي تصير صومالا جديدا، وهي مسألة غير مستبعدة، إذ أن تمادي الفوضى بهذا البلد، وعدم استقرار مصر وتونس، قد يزيد في تعقيد الوضع الأمني بالمنطقة في ظل التحرك الدؤوب لتنظيم القاعدة بالمنطقة. رضوان حفياني

الإرهاب يجمع أمنيين مغاربة وجزائريين بنواكشوط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة: ثغرات قانون مهنة التوثيق العصري (الحلقة الثانية)

إعفاء مسؤول أمني بآسفي من مهامه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات