الجزائر تكرس الحجر على “بوليساريو”

اعتبرت الجبهة ذراعا لها وأعطت لزعيمها مقاما لم ينله عرفات لم تتأخر الرئاسة الجزائرية في الدخول على خط وفاة عبد العزيز المراكشي، زعيم "بوليساريو"، إذ سارعت إلى خطوتين، بمجرد مرور ساعة على الإعلان عن وفاته، حابلتين بأكثر من إشارة، الأولى الإقرار بأن الجبهة الانفصالية، ملحقة رسمية جزائرية وزعيمها يوازي في الترتيب البروتوكولي الجزائري كبار الشخصيات الجزائرية الرسمية، بإعلان حداد طويل زمنيا، والثانية، توجيه تعزية، حبلى بالتوجيهات وبالإقرارات أن الجزائر لن ترفع يدها عن القرار داخل المخيمات وستواصل حجرها على "بوليساريو".فبخصوص إقرار مدة طويلة للحداد، فقد تجسدت في الإعلان عن 8 أيام داخل الجزائر، وهي الخطوة التي لاحظ نوفل البعمري، المحلل المتخصص في قضية الصحراء، في حديث إلى "الصباح"، أنها مدة حداد وطني، "لا يحظى بها إلا رؤساء الجزائر، ولم يحظ بها حتى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، الرمز العالمي للتحرر الوطني الحقيقي والمشروع، إذ لم تتجاوز المدة حين وفاته في الجزائر ثلاثة أيام".وأكد المتحدث نفسه، أنه "بغض النظر عن الجانب الإنساني في الوفاة سيما في علاقته بأسرة الراحل داخل المغرب، يعد إعلان النظام الجزائري، حدادا وطنيا من 8 أيام على وفاة محمد عبد العزيز، إقرارا نهائيا أمام العالم، أن الراحل والتنظيم الذي يوجد على رأسه، هما ذراع رسمي جزائري، وجزء من النظام الجزائري"، وهو ما أكده أيضا مجلس الحكومة الجزائرية، الذي أوقف أشغاله ووقف للترحم على الراحل لحظة ورود خبر وفاته.ولم تتوقف الرئاسة الجزائرية عند ذلك، حينما سارعت إلى أن تكون أول من يعزي في محمد عبد العزيز الخليلي الركيبي، زعيم "بوليساريو"، ببرقية طويلة نسبت إلى عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الشكلي للجمهورية، وفيها توجيهات وأوامر علنية، إلى الأمانة الوطنية لجبهة "بوليساريو"، حول كيفية تدبير مرحلة ما بعد الزعيم المتوفى، وأكثر من إقرار بأن لا أمل في التغيير، وأن قرار الجبهة سيظل بيد الجزائر.ووردت تلك الإشارات في فقرتين من البرقية، الأولى ترسم فيها الجزائر نظرتها إلى مسار النزاع في الفترة المقبلة، وأساسا الحلم الجزائري بإيجاد منفذ إلى المحيط الأطلسي، وذلك بالتذكير في البرقية بأن الراحل كان يسير في طريق "التجسيد الحقيقي لمخطط السلام الأممي حول قضية الصحراء الغربية". أما الثانية فتمثلت في كشف البرقية أن "الجزائر تأمل أن تجد قيادة جبهة بوليساريو المنهج السليم لاستمرار نضالها في كنف الوحدة"، ما يعني بأن الجزائر لا تستعجل إيجاد خليفة للراحل في أجل 40 يوما المنصوص عليه في القانون الأساسي للجبهة الانفصالية، وستتابع عن كثب مسار المؤتمر الاستثنائي المرتقب الذي سيختار زعيما جديدا للجبهة.وبالنسبة إلى نوفل البعمري، المحلل المتخصص في الصحراء وسبق أن زار المخيمات واطلع ميدانيا على ما يجري فيها، تحبل تعزية النظام الجزائري، بثلاثة معطيات، تهم العلاقة المستقبلية مع الجبهة، وتوجهات ملف حل القضية مستقبلا، وترتيبات اختيار خليفة محمد عبد العزيز.وأوضح المتحدث قائلا إن المعطى الأول هو أن "الجزائر، من خلال التعزية ومضامينها، تعتبر بوضوح أنها ستواصل ممارسة الوصاية على الجبهة الانفصالية"، والثاني أن "النظام الجزائري هو صاحب القرار في التوجهات المستقبلية لمواقف بوليساريو، وأن لا شيء سيتغير مع التلميح إلى التشبث بمنطق مخطط بيكر 1 لتسوية النزاع، الذي لا يعني إلا تقسيم الصحراء بين الجزائر والمغرب".وأكد نوفل البعمري، أن المعطى الثالث، يتعلق بخلافة زعيم بوليساريو، بإقرار الجزائر من خلال التعزية، أنها "غير مستعجلة"، وأنه على خلاف ما تذهب إليه بعض التحليلات، "الزعيم المقبل للجبهة الانفصالية، لن يكون من خارج التيار ذي الأصول الجزائرية والموريتانية الذي لا علاقة لأعضائه بالنزاع وتتزعمه الجزائرية خديجة حمدي، زوجة الراحل عبد العزيز والحاكمة الحقيقية في بوليساريو ومعها عمر الطالب، القيادي الذي تربى داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية". امحمد خيي

الجزائر تكرس الحجر على “بوليساريو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خديجة حمدي ... جزائرية تطلب الزعامة

مات "الزعيم" وبقي "الوهم"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات