بنكيران يدافع عن سلطة “الدولة العميقة”

يصالح "الجهاز البيروقراطي" للدولة بعد خمس سنوات من اتهاماته له بالفساد بعث عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، إشارات طمأنة إلى رجالات «الدولة العميقة»، خلال اجتماع للمجلس الحكومي، انعقد أول أمس (الخميس) بمقر رئاسة الحكومة بالرباط. وتحدث بنكيران عن مكالمة هاتفية أجراها مع وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، تداول فيها الطرفان ما سجلته الحكومة من مؤشرات إيجابية مبشرة في بعض المجالات، مشيدا بتحصيل الحكومة للضرائب، التي عرفت تحسنا بفضل الإجراءات الحكومية ورؤساء المصالح الذين نوه بـ"عملهم وجديتهم"، وأضاف أنه يدعوهم إلى مزيد من العمل والجدية، في أفق عدالة أكبر، واسترجاع لحقوق الدولة المشروعة. وحدث انقلاب في خطاب رئيس الحكومة في تعاطيه مع المسؤولين داخل بعض الأجهزة المالية التابعة للدولة، الذين ظلت قيادات العدالة والتنمية تعتبرهم جزءا من مكونات الدولة العميقة التي تعرقل عمل الحكومة، إذ اعترف بنكيران بجهود هذه المكونات في تحسين الأداء الحكومي، معتبرا إياهم إمكانيات الدولة و"قوة إضافية يستفيد منها المجتمع في النهاية، لذلك لابد من الإشادة بعمل المشرفين عليها»، موردا مثالا على ذلك الأداء الذي عرفته قطاعات مالية مهمة، منها التحسن المسجل في تحصيل الضرائب بما تجاوز 10 في المائة.ورغم أن عبد الإله بنكيران لم يحدد من/ما يقصد بحديثه عن «الدولة العميقة»، فإن سياق حديثه يشير إلى جهات، من الأفراد والمؤسسات «يعطلون» عمله الحكومي. وقد كاد لفظ «الدولة العميقة» أن يجر رئيس الحكومة إلى المساءلة أمام البرلمان، بعد أن طالب فريق الأصالة والمعاصرة، بالغرفة الثانية بتخصيص جلسة المساءلة الشهرية، لإثارة قضية وجود «الدولة العميقة» وتفكيك طلاسم هذا الخطاب السياسي وتنوير الرأي العام، باعتبار أن هذا المفهوم أصبح متداولا في خطاب بنكيران.ودافع بنكيران عن «الدولة العميقة» أمام الوزراء في اجتماع مجلس الحكومة، إذ حمل خطابه رسائل مصالحة إلى مؤسسات وأشخاص في قطاع المال، ظل يعتبرهم رئيس الحكومة طرفا في الدولة العميقة، ووجه إليهم انتقادات كثيرة بدعوى أنهم يعيقون عمله، مستلهما أطروحة «الدولة العميقة»، التي تفيد وجود جهات تعطل عمل السلطة التنفيذية وتناهض توجهاتها داخل المرافق الإدارية للدولة. وقد أثارت هذه الانتقادات سلفا غضبا داخل أوساط بيروقراطية تدير عددا من المؤسسات التابعة للدولة، سيما أن خطاب حزب العدالة والتنمية ربط بين هذه الفئات وشعار محاربة الفساد الذي رفعه الحزب، وهو ما خلق الانطباع لدى الكثير من أطر الدولة بأنهم مستهدفون من قبل «بيجيدي».ويبدو أن السنة الانتخابية التي تعيشها الحكومة، دفعت رئيس الحكومة إلى مراجعة الكثير من مواقفه حيال رجال الدولة، سيما أن «القوة الإضافية»، وهو الوصف الذي استخدمه رئيس الحكومة للدلالة على الموظفين السامين في وزارة المالية، ساهمت في إخراج حكومة بنكيران من أزمتها المالية ووفرت لها مداخيل مالية لتنفيذ خططها القطاعية.إحسان الحافظي

بنكيران يدافع عن سلطة “الدولة العميقة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمم المتحدة للطفولة متشبثة بـ18 سنا للخادمات

اختتام سامبوزيوم سطات للفن التشكيلي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات