قد تكون محاكمة مستخدمة مقصف كلية بمكناس، أخذت أبعادا خطيرة، وأثارت ردود أفعال غاضبة، إلا أنها ليست المحاكمة الأولى التي يتعرض فيها طلبة أو أشخاص لهم علاقة بجامعة معينة، لاعتداءات في صمت أو لامبالاة الأجهزة الأمنية.ومن بين هذه المحاكمات واحدة دفعت طالبة بوجدة، إلى محاولة الانتحار، بعد أن وجدت نفسها محتجزة داخل الحرم الجامعي في وقت متأخر من الليل، بمبرر إخضاعها لمحاكمة جماهيرية، لم تنته إلا في فجر اليوم الموالي. حوكمت الطالبة، جماهيريا، بالطرد من الجامعة، وبالتالي حرمانها من استكمال دراستها الجامعية، بمبرر ارتكابها لفعلا فاحشا، لا يغتفر. نقلت الضحية، التي تناولت كمية كبيرة من عقـــاقير طبيـة، في حالة خطيـرة إلى مصحة الحـي الجامعي، غير أن حالتها الخطيرة استدعت إحالتها على قسم المستعجلات بمستشفى الفرابي بوجدة. الحادث وقع في زمن ترتفع فيه الأصوات المطالبة باحترام الحريات الفردية، غير أن فصيلا يحسب على اليسار، أبى إلا أن يتربص بهذه الحريات، وشكلت لجنة لمراقبة تصرفات الطالبة، التي غادرت الحي الجامعي، ولم تعد إلا منتصف الليل، على متن سيارة أحد الغرباء عن الجامعة. حوصرت الفتاة ومرافقها أمام بوابة الحرم الجامعي وتعرضت للإهانة، وجرت إلى الساحة لعقد محاكمة جماهيرية لها، أمام مئات الطلبة الذين غادروا أسرتهم لمتابعة أطوار محاكمة غريبة.استغرقت المحاكمة ثلاث ساعات، أدلى فيها "الرفاق" بمختلف الاقتراحات الغريبة، التي تعدم حرية الطالبة وتنهش كرامتها، لتنتهي المحاكمة فجرا، بقرار الطرد، وإمهال المدانة 12 ساعة لجمع أغراضها من الحي الجامعي والمغادرة بشكل نهائي.ض.ز