ساجد: حتى لا أحرج أحدا

عمدة البيضاء السابق قال إنه تغيب عن مجلس المدينة تجنبا للتشويش على الطاقم الجديد شدد محمد ساجد، الأمين العام للاتحاد الدستوري وعمدة البيضاء السابق، أن المهم في تدبير الشأن المحلي ليس هو الانتباه إلى غياب أو حضور المنتخبين، وذلك في إشارة إلى شروع مجلس المدينة في إعمال مسطرة التغيب والتي قد تنتهي بطرده، موضحا أنه يتفادى كثرة الحضور تجنبا للتشويش على فريق العمل الجديد، وحتى لا يحرج أحدا.وسجل ساجد، عندما حل ضيفا على نادي "الصباح"، أن العدالة والتنمية ساهم في صناعة حزب الأصالة والمعاصرة ووصوله إلى رتبة الحزب الأول من حيث عدد المقاعد المحصل عليها في الانتخابات الجماعية، موضحا أن تركيز الحزب الحاكم على معاداة إلياس العماري فتح الباب أمام "البام" ليأخذ مكانته الحالية. وكشف الأمين العام أن حزبه سيحدث المفاجأة في الانتخابات التشريعية المرتقبة مستهل أكتوبر المقبل، معتبرا أن من حقه أن يطمح إلى الرتب الأولى كما هو الحال بالنسبة إلى باقي الأحزاب، محذرا من تراخي أحزاب المعارضة في مواجهة أحزاب التحالف الحكومي في معركة الانتخابات المقبلة، خاصة في ظل مؤشرات عن إمكانية استمرار التحالف الحالي في الحكم. إعداد: ياسين قُطيب ويوسف الساكت - تصوير: (عبد اللطيف مفيق) < أدخلكم عمدة البيضاء الجديد ضمن لائحة المهددين بالطرد من المجلس بداعي أنكم تغيبتم عن الدورات ثلاث مرات، كيف تقرؤون هذه الرسالة، خاصة أنك كنت العمدة لأكثر من عشر سنوات؟ < على امتداد ولايتين جماعيتين قضيتهما على رأس مجلس البيضاء لم يحدث أن أثيرت إشكالية غياب أعضاء المجلس عن جلساته، رغم أن التدابير والاجراءات القانونية المتعلقة بالمسألة كانت موجودة كذلك في الميثاق الجماعي السابق، لكن لم يكن من اللائق إعمالها في حق وزراء أعضاء في المجلس، لأننا كنا نعتبر وما زلنا أن المهم في تدبير الشأن المحلي ليس هو الانتباه إلى غياب أو حضور المنتخبين، لأن الذي ينتظره الناس من عمدة البيضاء أكبر من ذلك بكثير. لذلك تجنبت عندما كنت في هذا المنصب السقوط في متاهة توجيه اللوم إلى من سبقوني في تحمل المسؤولية، وعندما تركتها أخذت قرارا بعدم التدخل احتراما للطاقم الجديد، لذلك أقول بأن غيابي عن دورات المجلس مرده حرص من جانبي على ألا أكون سبب تشويش وحتى لا أحرج أحدا.لكن ذلك لا يعني أنني لا أهتم بما يجري في البيضاء بعد انتخابات شتنبر، إذ أجريت لقاءات عديدة مع المسؤولين الحاليين، وأنا على استعداد كامل للمساهمة عندما يطلب مني ذلك، المهم هو التركيز على تلبية انتظارات سكان المدينة وتفادي الوقوع في مطبات الشكليات والتفاصيل غير المؤثرة.< هناك من يقول إن إشهار مسطرة الطرد في وجهكم جاء ردا على الانتقادات التي وجهتموها للحزب الحاكم؟ < أتمنى ألا يكون الأمر كذلك، على اعتبار أن مسألة التدبير لا علاقة لها بإشكالات السياسي، ولا ينبغي أن نرهن مصالح الناس بالحسابات الحزبية، بمد قنوات التوافق والتقليل قدر المستطاع من إعمال منطق الأغلبية والمعارضة، خاصة في ما يتعلق بالمشاريع الكبرى.< هل يمكن أن نقيم تجربة العدالة والتنمية في تسيير البيضاء بعد قرابة السنة من العمل؟ < هذا سيكون من باب التشويش الذي حرمته على نفسي، لكن بالمقابل، يجب التذكير بأن المدينة عرفت خلال العقد الأخير قفزة تنموية نوعية، من خلال إطلاق مشاريع تنموية كبيرة شملت جميع الميادين سواء تعلق الأمر بالتجهيزات الأساسية أو البنيات التحتية أو إعادة التوازن بين الوسط والمحيط. مشاريع وصل تأثيرها إلى المعيش اليومي للبيضاويين، الذي استفادوا من تنوع واتساع العرض السكني ومن تطوير شبكات المواصلات وآليات المحافظة على البيئة، بالإضافة إلى مخططات برامج مدروسة تقنيا وتمويلاتها وآليات تنفيذها جاهزة، لذلك يمكنني القول بأن الفريق الذي يسير المدينة حاليا وجد ظروف عمل جيدة لم يكن لها أثر حينما بدأت الولاية الأولى في 2004.< أين وصلت عملية إعادة الهيكلة التي بدأتها فور انتخابك أمينا عاما قبل قرابة سنة من الآن؟< منذ بداية السنة الجارية فتحنا ورش إعادة الروح إلى قطاعاتنا الموازية بتنظيم لقاءات مخصصة للمرأة الدستورية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الشبيبة، من خلال لقاءات مركزية وجهوية. كما حاولنا إحداث قنوات جديدة لتصريف الخطاب الجديد للحزب من خلال إطلاق الموقع الإلكتروني للاتحاد الدستوري، الذي نعتبره خطوة كبيرة في سعينا إلى بعث دينامية حقيقة في إعلامنا ومتابعة ما يجري في شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مواكبة مستجدات الساحة السياسية والاجتماعية بإرساء آليات البيانات الدورية المعبرة عن مواقفنا ووجهة نظرنا في القضايا الكبرى، التي طرحت في الأشهر الأخيرة، إذ كنا في كثير من الأحيان سباقين في المبادرة إلى التعبير عن مواقف واضحة وبدون مزايدة.< لكن هناك من يقول العكس، خاصة في مسألة مناصرة الاتحاد الدستوري لرشيد بلمختار، وزير التربية والتكوين في مواجهته مع رئيس الحكومة، كيف تردون على ذلك؟< ليست في الأمر أي مزايدة، لأننا واجهنا كذلك الهجوم العنيف لرئيس الحكومة على المجلس الوطني لحقوق الإنسان ووقوف الحزب الحاكم ضد الهيأة المذكورة لا لشيء سوى لأنه غير متفق مع توصية واحدة من بين العشرات التي تضمنها تقرير شامل صادر عنها، إذ أصدرنا بيانا ونظمنا لقاءات بحضور فعاليات سياسية ومهنية وأكاديمية متخصصة وعلماء اجتماع وفقهاء من أجل إبراز مواقف الانفتاح الموجودة أصلا في بلادنا، التي بدأت تتطور وتسارع الخطى نحو التقدم دون أدنى تناقض مع قيمها الإسلامية. كما أعلنا عن موقفنا من ملف تحرير أسعار المحروقات واعتبرنا ألا مانع يمنع من ذلك شريطة وضع الآليات الكفيلة بمراقبة وتيرة الإنجاز. وبالفعل وقع ما كنا نحذر منه، على اعتبار أن ارتفاع الأسعار يتم، حاليا، بطريقة غير مبررة وغير موضوعية.ولم يستثن الاتحاد الدستوري من مواقفه المعلنة قطاع التعليم، الذي كان وما يزال في مقدمة النقاط السوداء في سجلات الحكومات المتعاقبة وعبرنا عن وفضنا للطريقة التي رد بها رئيس الحكومة على مبادرات وزيره في القطاع المذكور، خاصة بعدما أصر على إهانته أمام أعضاء مجلس النواب وعموم المغاربة في جلسة برلمانية منقولة على الهواء مباشرة، رغم أن الوزير تصرف في إطار توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين المقدمة إلى الملك، لذلك طالبنا بأن يكون ورش إصلاح التعليم فوق كل الاعتبارات الحزبية والحسابات السياسية. المسؤولية عمل وليست خطبا < تقول بأن هناك فرقا بين البيضاء كيف تسلمت زمامها وكيف تركتها، ماذا عن الاتحاد الدستوري الذي تسلمت أمانته العامة؟ وهل وجدتم حزبا بالمعنى التنظيمي للكلمة؟ < قبل الاتحاد الدستوري، كانت مفاجأتي كبيرة بالحالة التي وجدت فيها المشهد السياسي، خطاب لا يأخذ بعين الاعتبار الآمال العريضة للمغاربة في سياسييهم، تبادل الشتم والسب عوض الخوض في ما يهم الناس. ورغم أنني كنت في السياسة منذ سنين عديدة لكن الانشغال بالتدبير أبعدني قليلا عن ذلك، سواء عندما كنت برلمانيا عن دائرة تارودانت وعمدة للبيضاء على اعتبار أن المسؤولية الانتخابية تضعك في الشق العملي من السياسة وليس في الشق الخطابي.أما في ما يتعلق بالاتحاد الدستوري، فالأكيد أن الأمر يتعلق بحزب يوجد في الساحة منذ 33 سنة ومر من مراحل مختلفة، ترأس الحكومة وشارك فيها، وعاصر تطورات هيكلية مهمة في مسار الدولة، قبل أن يحط الرحال في المعارضة، حيث سجل حضورا معتبرا من خلال فريق برلماني جدي ومتوازن. "البام" مدين لبنكيران لقد ساهم العدالة والتنمية في صناعة حزب الأصالة والمعاصرة ووصوله إلى رتبة الحزب الأول، من حيث عدد المقاعد المحصل عليها في الانتخابات الجماعية، ذلك أن الحزب الحاكم ركز في خطابه على معاداة إلياس العماري، فاتحا بذلك الباب أمام "البام" ليأخذ مكانته الحالية، وذلك في إطار منطق الهيمنة، الذي يتعامل به الحزب الحاكم، كما حصل في موضوع القوانين الانتخابية متناسيا أن "لي طلع غادي ينزل"، وأن تخفيض العتبة قد يسعفه في المستقبل عندما تتغير موازين القوى في المشهد السياسي، خاصة أن النتيجة التي حققها "بيجيدي" في الانتخابات الجماعية السابقة بحلوله في المركز الأول من حيث عدد الأصوات، لا ترجع إلى قوة الحزب بقدر ما كانت نتيجة ضعف الأحزاب الأخرى. لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بتوفره على هيكلة تنظيمية جيدة خاصة في المدن الكبرى، التي أحدث فيها خلايا محلية تشتغل باستمرار خاصة في المدن الكبرى، لذلك تواجه الأحزاب المنافسة له، إذا هي أرادت الرجوع إلى سابق عهدها، ضرورة تغيير طريقة العمل، واعتماد أساليب جديدة في التواصل مع المواطنين إذ لا يعقل في 2016 أن تستمر قواعد العمل المتبعة نفسها منذ فجر الاستقلال.لكن ذلك لن يتأتى بدون التركيز على نقاط ضعف الحزب الحاكم، خاصة في جانب التدبير الاقتصادي الذي يطبع بنوع من السذاجة، وكمثال على ذلك، أذكركم بكلام عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، في عيد العمال، وهو يفتخر بأن الحكومة وفرت 33 ألف منصب شغل في حين أن أرقام الحكومة السابقة وقفت عند حدود 120 ألفا.الحديث عن الحزب الحاكم يحيلنا على التحالف الحكومي الحالي، الذي تسببت طبيعته في تلويث السياسة، وذلك في ظل وجود حزب تقدمي داخل حكومة يقودها حزب إسلامي يصنف في أقصى اليمين، لكل ذلك يمكن أن أقول بأن حزبنا سيحدث المفاجأة في الانتخابات التشريعية المرتقبة مستهل أكتوبر المقبل، شريطة عدم التراخي في مواجهة أحزاب التحالف الحكومي، خاصة في ظل مؤشرات عن إمكانية استمراره إلى ما بعد 7 أكتوبر. لن نهرب إلى البوادي < دخلت في عملية إعادة انتشار تنظيمي هل يعني أنكم ستتجهون إلى البوادي هروبا من سطوة "بيجيدي" في المدن؟< لا أعتقد ذلك، ولن نهرب إلى البوادي لأن الاتحاد الدستوري تحمل مسؤولية التدبير المحلي في جميع ربوع المغرب، وراكم تجارب عملية مهمة نحاول اليوم استثمارها في خطاب جديد قوامه الواقعية وإشراك المواطنين، لذلك نحرص على أن يكون الحزب حاضرا في جميع درجات التمثيلية السياسة جماعية ومهنية وإقليمية وجهوية. نحن بصدد إعداد العدة للختم بالاستحقاقات البرلمانية، وذلك ما أطر الجولات التي بدأت بها ولايتي أمينا عاما للحزب طلبا للإنصات عن قرب لنبض المناطق والدوائر المستهدفة. في سطور - من مواليد 9 نونبر 1948 بسطات- أمين عام الاتحاد الدستوري منذ 25 أبريل 2015- نائب برلماني بين 1993 و2012- تولى رئاسة جماعة عين الشق البيضاء في 2009- في 22 يونيو من السنة نفسها أعيد انتخابه على رأس مجلس البيضاء للمرة الثانية على التوالي- رجل أعمال يتحدر من قبيلة إندوزان بتارودانت الشمالية- متزوج و أب لثلاثة أبناء - حاصل على دبلوم في التجارة بليل الفرنسية - التحق بعالم السياسة في 1993 حين انتخب نائبا برلمانيا عن دائرة تارودانت

ساجد: حتى لا أحرج أحدا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رمضان ينعش الإقبال على التجهيزات المنزلية

الوفا يدقق في سجائر التبغ الأسود

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات