أربك تراجع إنتاج الحبوب حسابات حكومة عبد الإله بنكيران، التي تدبر الأشهر الأخيرة من ولايتها، إذ قدرت وزارة الفلاحة إنتاج الموسم الحالي بـ 33.5 مليون قنطارا، بناقص 70 % مقارنة مع الموسم الماضي، ما سيؤثر سلبا على توقعـــات النمو الاقتصادي، التي سطرتها الحكومة في قانون المالية الحالي، ذلك أن الرهـــان كان يصب على تحقيق معدل نمو في حدود 3 %، بناء على محصول حبوب من 70 مليون قنطار، على غرار السنة الماضية، حين قفز المعدل إلى 4.7 %، مدفوعا بإنتاج تاريخي بلغ 110 ملايين قنطار.ووضعت التقديرات الجديدة عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، في موقف المتفائل، إذ توقع إنتاجا يصل إلى 38 مليون قنطار، الأمر الذي لم يتحقق فعليا، نتيجة تأخر التساقطات، ما أدى إلى انحسار المساحة المزروعة بحبوب الخريف في 3.6 ملايين هكتار، نسبة 10 % منها مسقية، لتظل جودة إنتاج نسبة 60 % منها بين الجيدة والرديئة، فيما برر عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، أخيرا، تواضع توقعات الإنتاج،بضعف الأمطار، فرغم هطولها منذ مارس الماضي، إلا أن العجز ظل في حدود 51 % مقارنة مع المواسم العادية، مؤكدا أن الظروف المناخية الصعبة لم تمنع من ضمان ما نسبته 87 % من الإنتاج، بفضل الأداء الجيد لأنشطة تربية القطيع، وبعض الزراعات من قبيل السكر والحوامض.وفي تبرير التقديرات الجديدة، أوضح بلاغ لوزارة الفلاحة، أن الموسم الفلاحي الحالي، شهد 98 يوما بدون تساقطات، تحديدا خلال الفترة ما بين نونبر وفبراير، التي تعرف دورة نمو الحبوب، أي أطول فترة جفاف مسجلة خلال الموسم، كما فاقت درجات الحرارة المسجلة خلال هذه الفترة 2.7 درجات مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي، وبين 2 درجات و3 مقارنة مع سنة متوسطة، فيما شدد على التأثير السلبي لهذه العوامل على إقامة وتنمية زراعات الحبوب، في الوقت الذي أنعشت التساقطات التي شهدها فبراير ومارس الماضيين، الحبوب التي تمت زراعتها بشكل متأخر، في عدة مناطق، خاصة الساحلية والشمالية والجبال.وتحدثت وزارة الفلاحة، عن تسجيل الموسم الحالي أضعف حجم للتساقطات خلال الثلاثين سنة الأخيرة، بـ198.7 ميليمترا، أي بنسبة عجز تقدر بـ 42,7 % مقارنة مع موسم متوسط، وبنسبة 45,5 % مقارنة مع الموسم السابق، فيما أشارات التقديرات إلى أنه، حسب صنف الحبوب، يتوقع إنتاج 18.6 مليون قنطار من القمح اللين، متبوعا بـ8.7 ملايين قنطار من القمح الصلب، ثم 6.2 ملايين قنطار من الشعير، علما أن إنتاج قطاني الخريف سيعرف، انخفاضا بنسبة تتراوح بين 40 % و60، حسب نتائج حمص فصل الربيع الذي تبدو توقعاته مشجعة بالنظر للتساقطات الأخيرة.ب. ع
