دوار القرية… بناء عشوائي ومخدرات وخمور

استقر به بعض قادة السلفية الجهادية وتركوا بذور التطرف وراءهم يقع دوار القرية على بعد أمتار من عمالة سيدي بنور، ورثته كرها عن الجماعة القروية لبوحمام بعدما أصبح وسط المدار الحضري. ويتميز الدوار ذاته بالبناء العشوائي والفوضى وغياب البنيات التحتية والمرافق الضرورية، كما يفتقر الدوار للماء الصالح للشرب والإنارة وقنوات الصرف الصحي. يعد دوار القرية أقدم نواة لتجمع سكاني يفتقد لضرورات الحياة، من ماء وإنارة وطرق وقنوات للصرف الصحي. بدأت أول ملامحه تتشكل منذ الربع الأول من القرن الماضي، عبر رحلات متتالية للسكان الأولين الهاربين من تبعات الجفاف والفقر من مدن اليوسفية وخريبكة وسطات ومدن أخرى، اتخذوا من هذا المكان نقطة سوداء للاستقرار معتمدين على القصب والخشب والقصدير في بناء مساكن لهم.تقول امرأة في الخمسين من عمرها، «نفتقد لكل شيء، للأمان والاطمئنان والماء والكهرباء، كل يوم نضطر إلى الخروج إلى السقاية الوحيدة لجلب الماء عبر قنينات بلاستيكية تعبت هي الأخرى من التردد على المكان نفسه». وفي رسائل السكان الموجهة لمختلف المسؤولين المحليين والإقليميين وحتى الجهويين، التي لم تجد آذانا صاغية، تتلخص مطالبهم في أمور تعتبر بسيطة وموضوعية، لا تتعدى الربط بالماء والكهرباء وشق الطرق وإعادة هيكلة بيوت الدوار كما فعلت السلطات المحلية والمنتخبة بدرب الجران بالزمامرة. وطالب سكان وشباب القرية، بالتسريع بتنفيذ مقرر الوزارة الوصية الرامي إلى القضاء على البيوت القصديرية لتجنبهم مآسي أخرى. وسبق للمجالس المتعاقبة اتخاذ مقررات مهمة لحل معضلة البناء العشوائي غير الصالح للسكن، لكنها ظلت حبيسة رفوفها. مخدرات وسرقات يعتبر دوار القرية مرتعا لكل الآفات الاجتماعية، فإلى جانب الخصاص الفظيع على مستوى البنيات التحتية، (غياب مرافق صحية ومدارس ومستوصف صحي وحمام..)، ابتلي الدوار بتمركز مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة والهاربين من العدالة. ومعلوم أن بعض قادة السلفية الجهادية مروا من هنا وتركوا بذور التطرف وراءهم. ورغم يقظة رجال الأمن حاليا والدرك الملكي سابقا، فإن الجانحين يجدون فيه ملاذا للاختباء بعد قيامهم بنشاطهم الإجرامي. وتمكنت الضابطة القضائية أخيرا من تفكيك عصابة متخصصة في اعتراض السبيل ورشق السيارات بالحجارة، استقر بعض أفرادها به. ويعتبر العديد من سكان الدوار ذاته، أنفسهم قوات احتياطية لهواة الانتخابات وتجارها الذين يختفون عن الأنظار مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الاقتراع. يقول أحد شباب المنطقة، «إن المجالس المنتخبة تتعامل مع حي القرية بمنطق انتخابي، يحطون الرحال به مرة في كل خمس سنوات، بحثا عن أصوات سهلة المنال والتكلفة للنجاح في مسعاهم، ويهجرونه دون الوفاء بالتزاماتهم تجاه سكانه». ومن الطرائف والغرائب، أن أغلب المتورطين في بعض الأعمال الإجرامية المرتبطة بترويج المخدرات والسرقات، المعروضة على غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف كل ثلاثاء وخميس، يتحدرون من حي القرية الصفيحي، إلى درجة أنه لا تخلو السجون المغربية من نزيل أو نزيلين منهم. وعود واحتجاجات منذ سنوات أعلنت وزارة السكنى والتعمير (المسمى القديم)، عن برنامجها المرتبط بجعل سيدي بنور، مدينة بدون صفيح، دون أن تفلح في ذلك. وقررت السلطات منذ 2004 وضع حد لمعاناة حوالي 1925 أسرة بمسح الدوار الصفيحي. وحسب تقرير البرنامج الوطني «مدن بدون صفيح»، الذي أصدرته وزارة السكنى في يناير 2011، فإن عدد الأسر التي استفادت من البرنامج الوطني بلغ 2223 أسرة، وأنه يبقى فقط إنجاز وحدات سكنية ل364 أسرة لإعلان سيدي بنور مدينة بدون صفيح ، إلا أن واقع الحال يختلف تماما عما جاء بها تقرير الوزارة ذاتها. ودفع ذلك سكان حي القرية إلى الخروج بداية أبريل الماضي، في مظاهرة ضخمة قادها شباب ونساء الدوار ذاته، بعدما تعبوا من وعود الجهات المسؤولة، التي لم تتحقق حسب رأيهم منذ سنوات، منددين بسياسة التسويف والتماطل والتجاهل التي يعاملون بها.وصرح أحد أبناء دوار القرية الصفيحي، أن المسيرة انطلقت من الحي نفسه مرورا من شارع الجيش الملكي، وصولا إلى مقر المجلس الجماعي لسيدي بنور. وردد المشاركون في المسيرة والوقفة الاحتجاجية، شعارات طالبت بضرورة التعجيل بالوفاء بالتزامات المجلس الجماعي والوزارة الوصية، وتحقيق العيش الكريم لسكان الحي المذكور.أحمد ذو الرشاد (سيدي بنور)

دوار القرية… بناء عشوائي ومخدرات وخمور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحبس لبرلماني ببولمان

الهبات المنسية آخر صيحات السطو على الأراضي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات