“المعقول” … لتفسير علاقة بنعبدالله ببنكيران

تطرح العلاقة بين "بيجيدي" والتقدم والاشتراكية، الكثير من الأسئلة حول طبيعة هذا التحالف الذي جمع حزبين من مرجعيتين مختلفتين، ليصل إلى الود المتبادل بين زعيمي الحزبين.ويستغرب المتتبعون لتجربة حكومة بنكيران، كيف أصبح نبيل بنعبدالله، من أشرس المدافعين عن حصيلتها، واعتبار إنجازاتها، من أفضل ما قدمته الحكومات المتعاقبة.يقول نبيل بنعبدالله، الأمين العـــام للتقـــدم والاشتراكية، إنه بعد مرور 5 سنوات من العمل ضمن فريــق بنكيران، حصل تحول مجتمعي لم ينتبه له المثقفــون الذين يدرسون حيثيات التجربة بتحليل علمي دقيق، بعيدا عن التحليل السريع للظرفية، المرتكز على المنظور الإيـــديولوجي المحض، هذا التحول يتعلق بوجود محافظين وحداثيين يتصارعون في سلم، ويبحثون عن حلول عملية تطور البلاد أكثر، تحت شعار "المعقول".كما يدافع العديد من قياديي التقدم والاشتراكية عن هذه العلاقة، بالقول إنه من خلال العمل المشترك مع "بيجيدي"، تأكد احترام الطرفين لالتزاماتهما، مع احتفاظ كل واحد على مرجعيته وهويته. تقول شرفات أفيلال، عضو المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية والوزيرة في حكومة بنكيران، "لا التقدميون تحولوا إلى حزب محافظ، ولا الإسلاميون تحولوا إلى حزب يساري". والأكثر من ذلك صرح بنكيران، غير ما مرة أنه وجد في التقدم والاشتراكية، ما لم يجده في التجمع الوطني للأحرار، ولا في الحركة الشعبية، من حيث الالتزام بالتعهدات، وهو ما يفسر علاقات الود بينهما.وقالت أفيلال في تصريحات لـ"الصباح" إن التفوق في العلاقة بين الطرفين، يجد تفسيره في قدرة الحزبين دائما على إيجاد السبل الناجعة لتدبير الاختلاف بحكمة وهدوء، ودون الإخلال بواجب التضامن الحكومي.وعلى النقيض من ذلك، ينتقد العديد من الفاعلين، خاصة نشطاء الحركة النسائية، كيف أن هذا التحالف جاء على حساب موقف الحزب من القضية النسائية، والحديث هنا يتعلق بمشروع قانون مناهضة العنف ضد النساء الذي قدمته الحكومة، أخيرا، والذي لا يعكس مواقف التقدم والاشتراكية، ولا توجهه الحداثي.ويذهب منتقدو هذه العلاقة الوطيدة بين الحزبين، إلى تفسير ذلك بطموح قادة التقدم والاشتراكية، وسعيهم إلى ضمان المشاركة في الحكومة المقبلة، التي يتوقع بعضهم أن يستمر العدالة والتنمية فيها، وبرر نبيل بنعبدالله، في حوار سابق مع"الصباح"، التحالف مع العدالة والتنمية، برفض التحكم الذي مثله "البام" منذ 2008 ، والذي يضم أطرافا غير مساهمة في صناعة قرار مؤسسات الدولة، بل وغير موجودة فيها، لكنها نافذة على جميع المستويات.وللرد على الانتقـــادات التي تتهمه بفقـــدان هويته اليسارية داخل هذه الحكومة، يرى بنعبدالله أن حزب "الكتاب" حافـــظ على هويته، وكان صوته مؤثرا في قرارات الحكومة، بل أكثر من ذلك، يرى الأمين العام والوزير في حكومة بنكيران، أنه نبه العدالة والتنمية، في بداية الأمر لمنزلقات الخرجات الإعلامية غير المحسوبة لبعض وزرائه، وهو ما انتبه إليه إخوان بنكيران، لأنه كانت تعوزهم التجربة، وكان حزبه صوت الحداثة في الحكومة، بل وفي كل القرارات الحكومية.برحو بوزياني

“المعقول” … لتفسير علاقة بنعبدالله ببنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حداد يقدم وصفته لإصلاح أعطاب النمو

لا أحد يريد قطع شعرة معاوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات