دوار “الكورة” بالرباط… مشتل الجريمة

منطقة أمن يعقوب المنصور أحدثت فرقة أمنية للحد من نشاط المنحرفين إنجاز: عبدالحليم لعريبي دوار «الكورة» من أقدم الأحياء الصفيحية بالرباط، عرف بعتاة المجرمين قبل عقود من الزمن. هذا الحي ما زالت تواجه فيه مصالح الشرطة تحديات للاهتداء إلى المتورطين في قضايا الحق العام، ورغم إعادة إيواء قاطني الدوار في المنطقة ذاتها، إلا أن العديد من الشكايات المسجلة يتهم فيها أشخاص يتحدرون من الدوار ذاته. آثار جرافات هدم دوار «الكورة» القصديري، ما زالت بادية على أقدم حي صفيحي بالعاصمة الإدارية للمملكة، حي أحدث قبل حصول المغرب على الاستقلال، يلقب من قبل المواطنين ب»الدوار» على الطريق الساحلي لحي يعقوب المنصور بالرباط، وبناياته باتت كالأطلال، بعدما نزل حكم قضائي كالصاعقة على قاطني المشروع منذ عقود، وتلا هذا الحكم النهائي قبل أسابيع حضور جرافات ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، التي داست على «البراريك» القديمة.ولحسن حظ قاطني هذه المنطقة أنهم استفادوا من برنامج إعادة قاطني السكن غير اللائق، لكن بالمنطقة ذاتها التي بني عليها الحي الصفيحي، ورغم تغيير جمالية المنظر فيه، وتحويل اسمه إلى «مشروع الكورة»، إلا أنه مازال يلقب ب»الدوار»، منطقة كانت تواجه فيها مصالح الشرطة تحديات للاهتداء إلى المتورطين في قضايا الحق العام، وبات يعرف من الدواوير الأكثر «تفريخا» للجريمة، وكسب فيه العديد من عتاة المجرمين ألقابا مشهورة، من أمثال «ولد ماد ماكس» الذي أطلقت عليه الشرطة النار السنة الماضية، وأصابته بجروح ونقل إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، أو «أولاد بوصبع» الذين كانوا يفرضون حظر التجول بالمنطقة، وأصيب أحدهم بجروح خطيرة في رأسه السنة الماضية أثناء تدخل أمني، أو «ولد الشاوي» المعروف باتجاره في المخدرات وبتجنيده مخبرين لمراقبة تحركات عناصر الشرطة، قصد عدم الإيقاع به، وأسماء كثيرة يوجد بعضها رهن السجن وآخرون مبحوث عنهم بموجب مذكرات بحث وطنية. رغم الإيواء...مازال الدوار خطيرا سعيد شاب في الثلاثينات من عمره، جلس داخل مقهى أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، يحكي لزبناء المقهى تفاصيل مرعبة عاشها حينما توجه رفقة صديقه إلى مقاهي باب البحر لاحتساء فنجان قهوة، لكن رغم سماعه أخبارا غير سارة عن أبناء الدوار المعروفين بتعاطيهم للسرقات والاتجار بالمخدرات والضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض والتخدير...، اختار سعيد أن يتوجه مشيا من مقهى غير بعيد عن إقامة «الصباح» إلى وكالة بنكية قصد سحب مبلغ معين من المال.لكن سعيد قبل وصوله إلى مقر الوكالة بمحيط مسجد العمرة، اعترض سبيله شخصان كانا يمتطيان دراجة نارية وعرضاه للعنف أصيب إثرها في يده، بعدما استوليا على هاتفه المحمول من النوع الجيد.توجه هذا الشاب إلى مستشفى مولاي يوسف بحي العكاري، ورتق جروحه، وبعدها ضرب موعدا مع محام من هيأة الرباط قصد وضع شكاية أمام وكيل الملك نيابة عنه ضد السارقين.حكاية هذا الشاب تشبه إلى حد كبير العديد من الوقائع المشابهة التي يكون أبطالها من أبناء دوار «الكورة» الذين عرفوا بالتحاقهم بعالم الجريمة في سن مبكرة. حملات أمنية كان يحسب لدوار «الكورة» قبل سنوات ألف حساب من قبل مصالح أمن المنطقة الأمنية الأولى المحيط، ويرى متتبع أن من الدوافع الرئيسية التي كانت وراء إحداث منطقة أمنية رابعة بحي يعقوب المنصور، هو تنامي الجريمة ومعها الشكايات المسجلة من الضحايا، الذين يتعرضون في غالب الأحيان للسرقات والاعتداءات بشارع الجيش الملكي الذي يوجد به الدوار.وبعد إحداث المنطقة الأمنية قبل خمس سنوات، بات المسؤولون الأمنيون من جديد يأخدون في حسابهم الشريط الممتد من سوق «الغزل» سابقا حتى منطقة «النوايل» عن طريق تكثيف الحملات الأمنية باستمرار، ولم يعد الحي محتكرا في التدخلات الأمنية من قبل الدائرة الأمنية السادسة «القامرة» فقط، بل أحدث رئيس المنطقة الأمنية العميد الممتاز عبدالله بوربوح فرقة الأبحاث والتدخلات التابعة للأمن العمومي أسندها لضابط كان يشتغل بالدائرة الأمنية العاشرة، وتضم الفرقة عناصر لها تجربة في الميدان، تقوم بحملات أمنية ليلية، ولا يكاد يمر يوم دون سقوط مبحوث عنهم ينتمون إلى الدوار. التخدير يلازم الموقوفين تتابع «الصباح» باستمرار محاكمات موقوفين يتحدرون من الدوار المذكور، وتتضمن محاضرهم الكثير من الأحيان، تهما تتعلق بالتخدير، إضافة إلى تهم أخرى تتعلق بالضرب والجرح والسرقات والاتجار في المخدرات، ويظهر أن أبناء الحي مدمنون على مواد مخدرة مختلفة.ويصنف الدوار من قبل المتتبعين للأحداث التي تقع فيه أنه كان ملاذا للمروجين للمخدرات بكل أصنافها، كما لاذ مروجون من دوار «الكرعة» الصفيحي إلى دوار «الكورة» بعد إحداث مقر الدائرة الأمنية الرابعة أمام الدوار، إذ لا يفصل بين مبنى المؤسسة الأمنية والحي الصفيحي سوى شارع، ما دفع بالمروجين إلى مغادرته نحو وجهات أخرى بحي يعقوب المنصور منها دوار «الكورة». ومن الظواهر السلبية التي تسجل بدوار «الكورة» بين الفينة والأخرى جرائم القتل، التي تهتز لها المشاعر بالمنطقة، وبات الجناة يعتبرونها «عادية».

دوار “الكورة” بالرباط… مشتل الجريمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وعود لإنهاء الأزمة المالية لـ "الطاس"

"الماص" يحفز لاعبيه قبل مواجهة الجيش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات