“عنف المجتمع”… انزلاق خطير

الوديع قال إنه يؤدي إلى انتهاكات تمس بالأمن وسلامة المواطنين سب وقذف وضرب وتهديد بالتصفية الجسدية، هي أبـــــــرز ما عاشه مغــــاربة، أخيرا، على يد مواطنين، صبوا جام غضبهم عليهم، فقــــــط لأنهم يختلفون معهم، ويرفضــــون ممـــــارساتهــــــــم التـــــــــي اعتبروها "شاذة". مغاربة انهـــــالت عليهــم عصـي الشارع، ورجموا بحجر "الشوهة"، قبل أن يضطـر حقوقيون إلى دق ناقـوس الخطــــــــر حــــــــول الوضع، مـؤكـــدين أن الشارع المغربـــــي، أضحــــــى يعيش انفلاتا، يحتـــم على الدولة التدخل قبل فوات الأوان. عشــــــــــرات المـــــــواطنـــــين يحاصرون شخصا، قيل إنه مثلي، وفي مدينة أخرى، هد أطفال "وحوش" منزل امرأة، قيل إنها "شوافة"، والوضع ذاته لم يختلف في مدن أخرى، إذ خرج فيها بعض المواطنين، من صوابهم و"داروا شرع أيديهم"، ضاربين بعرض الحائط، "هيبة الدولة". "من الضروري وضع حد لما صار يعرفه الشارع المغربي"، هذا ما جاء على لسان، صلاح الوديع، رئيس حركة ضمير، في حديثه مع "الصباح"، مؤكدا أن تلك الحالات، كانت في بادئ الأمر، معزولة، لكن سرعان ما أضحت تعكس تحول فئة عريضة من المجتمع المغربي، تمس حرية الآخرين. وأوضح الوديع أن الأحداث التي عاشها المغرب، أخيرا، تؤكد أن هناك انفلاتا حقيقيا، لا يبشر بالخير، ويحتم على المسؤولين التدخل قبل تفاقم الوضع، مشيرا إلى أن الدولة تحتكر مجموعة من النقط، من بينها تطبيق القوانين، إلا أن بعض المواطنين "يتطاولون على ذلك"، على حد تعبيره.والخطير في الأمر، حسب ما جاء في تصريحات صلاح الوديع، أن الوضع يتجه إلى اختيار سلوك عدواني بدعوة دينية "الوضع خطير جدا، سيما أنه تغذيه دعوات ترتكز على الدين المتطرف، وهذا ما أعتبره انزلاقا خطيرا"، مؤكدا أن لا يحق لأي شخص معاقبة الآخر، لوجود اختلاف بينهما. واسترسل "تكرار حوادث الاعتداء على الآخرين وتنفيذ شرع الشارع، يمس هيبة الدولة، وهو الأمر الذي يضعف قوة القانون، ونكون في هذه الحالة أمام قانون الغاب"، مشيــرا إلى أن احتكـــــام المــــــواطنين إلى العنف، يؤدي إلى انتهاكات أخرى، منها المساس بالأمن وسلامة المواطنين، وانتهاك حرمة المساكن" الكثير من الأشخاص ينطلقون بسذاجة بأن من حقهــم معـاقبة الذيـــن يختلفون معهم، لكن سرعان ما يتحول ذلك إلى سلاح ضدهم، وهــــذا المنطق يزعزع الاستقرار، من أجل ذلك، لابد من الانتباه إليه بسرعة". على حد تعبيره. بعيدا عن غضب وتعصب الذين اختاروا اعتماد "شرع أيديهم"، تقفز إلى السطح معاناة الذين تعرضوا للعنف على يد مواطنين لا يحق لهم الحكم عليهم، ولا معاقبتهم. فهذه الفئة، تفاجأ برد فعل الشارع، مهما كانت ممارستها التي أثارت الاحتجاجات. وفي هذا الصدد، قال خالد العلج، محلل نفساني، إن نفسية تلك الفئة تختلف من شخص إلى آخر، مشيرا في حديثه مع "الصباح" إلى أن رد فعل هؤلاء الأشخاص، بعد تعرضهم للعنف، يتوقف على ظروفهم وتركيبتهم النفسية، وقدرة تحملهم للوضع. وأوضح لعلج أنه من الممكن أن يكون رد فعلهم عنيفا، كما يمكن أن يستسلموا للأمر الواقع، دون مقاومة، وفي كلتا الحالتين يكون الوضع طبيعيا، مؤكدا أن الاعتداء عليهم، يمكن أن يكون، أيضا، نقطة تحول بالنسبة إليهم. وأشار المتحدث ذاته إلى أن الذين تعرضوا للعنف، قد يراجعون أنفسهم، بعد واقعة الاعتداء، ويتساءلون عن النقطة التي أثارت احتجاج الشارع، فيقررون التراجع عنها. وعلى العموم، على حد تعبيره، فإن"الظروف تتلاقى مع الذاتيات، وهي تختلف من شخص إلى آخر ".إيمان رضيف

“عنف المجتمع”… انزلاق خطير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشعوذة سلا ... الصورة الكاملة

هيبة الدولة في مهب "اللجان الشعبية"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات