نحبك أيتها الكتائب المدججة بالأمل

صباح سعيد، وتحية وتقدير، إلى كل صحافيي هيأة التحرير. إلى من اختاروا تعب اصطياد الخبر بصنارة اللغة... الموجودين باستمرار في قلب الحدث.صباح الخير أيها المتعبون بالقراء النادرين، تكتبون التاريخ ولا تستريحون إلا قليلا... منذورون للسهر والعَدْوِ والحمى.. وكذا الضرب والاحتجاز والمحاكمات.في الليل تفكرون في الاستطلاع والتحقيق «والمصادر» و»السكوب» وفي «الصباح» تدخلون العجين إلى الفرن، وتنتظرون «البوكلاج» على أحر من الجمر.هكذا تدورون مع الأيام أو تدور بكم. تكتبون. تبحثون عن مصدر بمثابة صيد ثمين. تعانون في التأكد من صحة الخبر. تنصتون إلى نبض الشارع وإلى هديره. تستطلعون رأي كل الفاعلين، تترقبون «الديربي المغاربي» والآخر «البيضاوي». تتابعون حركة «20 فبراير». تصعدون مئات الأدراج يوميا. تذهبون إلى «آخر الدنيا» في ليلة القبض على «الخبر المقدس». مطلوب منكم ألا تتوقفوا قليلا حتى تروا تجاعيدكم على مرايا الزمن.إنكم خلية نحل في «الصباح» أيها الواقعون في شراك اللغة.تكونون أجمل إذا ابيضت أوراق تحريركم وخلت من «كل سوء»، أي من أخطاء اللغة، بكل تصنيفاتها الإملائية والصرفية والنحوية والأسلوبية، ومن كل الركاكات والزوائد والحشو الذي لا طائل منه، يقول الأب مفضال وزميلاه (مفيد وهشام) في تعلم اللغة والحياة وفنون الضحك الأبيض.أغلبكم أيها الجنود بالفعل، في مهنة المتاعب التي بها نحيا، يكتب «أوراقه» بالحرص واليقظة وكثير من الإمتاع، فتكون أنيقة وسلسلة وواضحة في «هرمها المقلوب»، وفي كل يوم نكبر بكم، ونتعلم من أخطائكم. يمتلك جلكم لغة عربية سليمة، وإن شابتها بعض الشوائب المتسربة من «ركاكة» التلفزيون، ولا مبالاة الذوق العام بمعايير التركيب وسلاسة الأسلوب وسلامة المعنى.واعلموا، عافاكم الله وأصلح لغتكم، أنكم في هيأة التحرير، ومن زاوية الكفاية اللغوية، فئات ثلاث: ـ فئة منكم تتحكم في الأداة اللغوية، مبنى ومعنى، فتطاوعها وتستجيب، وفق المرونة اللازمة، لمختلف الإمكانيات المتاحة للصياغة الخبرية، وبمختلف الأجناس الصحافية، وهي الفئة التي تجد موادها الطريق ميسرا للصفحة الأولى، والمنطقة السفلى منها تحديدا، دون أن يعني ذلك أنها امتلكت فيها ناصية اللغة، بقدر ما يعني طلبا للمزيد من التحكم في اللغة.ـ فئة وسط، لا تصادف صعوبات في صياغة البيانات والبلاغات والإخبار المباشرة، وتظهر معاناتها وحاجياتها التكوينية في اللغة، عندما يتعلق الأمر بصياغات تحليلية أو استطلاعية أو تحقيقية.ـ وهناك مع الأسف فئة ثالثة تعاني في تحرير جميع الأجناس الصحافية، وإن كانت تتحكم في الحد الأدنى فقط من الكفاية اللغوية، ومن حسن حظ الجريدة أنها فئة قليلة، وبالقراءة المستمرة والإصرار، بالإمكان ضمان التطور والارتقاء سريعا ما دام في العمر «باقيات» ولم يصل الأمر إلى مرحلة هرمنا.حاربوا أخطاءكم اللغوية بلا هوادة، يقول طيب القلب مفيد، حتى نحبكم أكثر، ونعتز بالانتماء إليكم، أيتها الكتائب المدججة بالأمل، ويفرح الأب مفضال حين يرى «ألواحكم» بلا زوائد أو لبس أو تكرار أو حشو أو ألفاظ دخيلة، وينتشي بكم مفيد وهشام إذا لم يستعملا كثيرا قلميهما الأحمرين الجافين القريبين من النفاد هذه الأيام.احرصوا على سلامة لغتكم العربية، التي بها تكتبون، كما تحرصون على الدفاع عن الحريات والعدالة، والنظافة في الروح والجسد، أيها الجنود الصحافيون المحترمون، الذين تكتبون تاريخ الوطن كل يوم، وبتواضع، تتركون للآخرين تقدير نبله.نقدركم أيها المعذبون بالخبر والحروف والكلمات. ونتمنى ألا تخذ لكم عربيتكم التي بها تكتبون، حتى يعرف الآخرون أي طينة أنتم، أيها المكافحون على واجهة الإعلام.لأننا نحبكم في الكتابة ونحرص على مصاحبتكم، لنتعلم منكم الكرم والأخلاق والمعرفة والتواضع.لأننا نتعلم منكم، نريد أن تكون لغتكم، بهية وواضحة ورشيقة كغزالة في حلم.«صباح» آخر لهذا العناء الجميل.قسم المراجعة اللغوية

نحبك أيتها الكتائب المدججة بالأمل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

آخـر الـوافـديـن عـلـى هـيـأة الـتحـريـر

طرائف "الصباح"...رياضة يومية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات