آخـر الـوافـديـن عـلـى هـيـأة الـتحـريـر

إسماعيل وإيمان ورشيد يتسلمون المشعل ويواصلون المسير "التلفة" هي أنسب كلمة ب"الدارجة" لما يقع لكل وافد جديد على جريدة "الصباح"، خاصة إذا قدم إليها من جريدة أخرى ذات إيقاع أقل سرعة. حتى أنه يحدث مع بعض الزملاء أنهم يفكرون في المغادرة قبل أن تبتلعهم دوامة العمل في "الصباح"، وما يعنيه ذلك من التزام وانضباط واحترام لمواقيت العمل وطريقته وللخط التحريري أيضا، إذ يكون على بعض الوافدين الجدد التخلص من القيود التي تعودوا عليها في جرائد أخرى أو عدم القفز إلى ما وراء أخرى يحددها خط "الصباح" التحريري. آخر من ارتمى في دوامتنا/ وتيرة عملنا التي تبدو أحيانا كأرجوحة يمكنك أن تستريح عليها، وتتحول أحيانا أخرى إلى بئر لا قعر لها فتسقط داخلها وتبقى هاويا إلى ما لا نهاية. آخر هؤلاء الجدد/القدامى إيمان رضيف أو "المنقذة" في حالات الطوارئ. أثبتت إيمان أن قرار تشغيلها لم يكن خاسرا، بل أضافت أشياء كثيرة إلى قسم المجتمع على وجه الخصوص، سواء عبر مقترحاتها أو عبر تحركاتها في كل الاتجاهات، فلا يمكن أن يكون هناك حدث دون أن تكون إيمان قد علمت به، بل وسبقت إليه، وقابليتها للانتقال إلى كل مكان جعلت بعض الزملاء يطمعون في تعويضهم في بعض الأنشطة التي يتعذر عليهم الحضور فيها، وبذلك يمكن أن تجد إيمان صباحا في قاعة هيأة التحرير وزوالا تغطي وقفة في مولاي رشيد وعصرا في الحي الحسني، ومساء في المحمدية، فهي نحلة تطير من مكان إلى آخر ولا تستسلم للتعب أبدا، لتعود في اليوم بأناقتها المعتادة ونشاطها وحيويتها، وتثبت أنها على استعداد للسباحة في دوامتنا دون حاجة إلى "قهوة كحلا". وعن تجربتها تقول إيمان رضيف "كان العمل في جريدة "الصباح" بعيدا عن مخططاتي، سيما أنني في بدايتي المهنية وأبحث عن الخبرة والتجربة، واعتقدت أن جريدة بقيمة "الصباح" لن تسمح لصحافية في بداية مسارها المهني بالانضمام إلى طاقمها التحريري، إلا أن ذلك كان مجرد مغالطات، إذ أن مسؤوليها يمدون يد المساعدة إلى الصحافيين المبتدئين وويحتضنونهم ويرشدونهم لتمكينهم من تطوير أدائهم المهني". وتضيف إيمان بحماسة، "بالنسبة إلي "الصباح" مدرسة لابد للصحفي المهني والناجح أن يمر منها لامتلاك الآليات والتقنيات التي ستمكنه من ممارسة المهنة، ثم الانضباط والالتزام الذي تفرضه الجريدة على طاقمها الصحافي والتقني، إلى جانب أمور تنظيمية أخرى تحرص على مراعاتها والتقيد بها، وأن العمل بها ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى الكثير من الجهد".قبل إيمان دخل علينا اسماعيل روحي واثقا من نفسه، ومن تجربته في «الشرق الأوسط» و»الجريدة الأولى»، ثم «صحيفة العرب القطرية»، لكن وهو يخطو على أيامنا المتواترة بنشاطها وحيويتها وتعبها وإرهاقها، سيقع في الدوامة، بعد أن حام حولها مترددا، فقد اعتقد هذا الصحافي النشيط أن التجربة هي نفسها، كما خاضها في جرائد أخرى، قبل أن يجد نفسه يقول ذات تعب «بزاف هاذ الشي، مقال في الاقتصاد، جوج في التعليم، زائد روبرتاج، وخاصني عاوتاني نكتب في الملف الأسبوعي؟»، فالصدفة وحدها ساقت اسماعيل في أسبوعه الأول إلى تكليفات من مختلف الأقسام جعلته يشعر بالرغبة في الصراخ، وكانت تلك تجربة جرته إلى داخل الدوامة حيث فهم اللعبة من بدايتها، وعوض أن يفر تاركا الجمل بما حمل، انغمس في وتيرة العمل واضعا كلمة «تعب» وراء ظهره. ويقول اسماعيل «التجربة داخل «الصباح» مفيدة بالنسبة إلي وأتاحت لي فرصة ملامسة مواضيع جديدة وملفات جديدة، وأعتقد أنها جيدة، إذ يساهم الجميع في البحث عن الخبر في إيقاع متناغم يسمح بخروج الجريدة في الحلة التي تخرج بها والتي مكنت من ربط صلات ثقة مع القراء الذي ينتظرونها في الأكشاك كل صباح».رشيد وما أدراك ما رشيد، فإن كان الزملاء الآخرون يفدون بصمت وينخرطون في العمل دون أن ينتبه إليهم أحد في البداية، فإن رشيد قرر التعريف بنفسه من اللحظة الأولى التي وطأت فيه قدماه قاعة تحرير «الصباح»، ولم يمر اليوم الأول حتى كان الزملاء يقدمون شكواهم في السياسي العالق في قسم المجتمع، لأن رشيد لا يمكن أن يتكلم إلا وحباله الصوتية مضبوطة على أعلى درجات الصوت. بدأ أبو لينا العمل في قسم المجتمع بشكل عاد، إلا أنه يعشق السياسة، ولا يستهويه أنين المواطنين، بقدر ما تحرك فيه الأخبار والأحداث السياسية كل المشاعر، فيخلق نقاشا هنا وهناك، يبدأ مع مصادره وينتهي بالصحافيين، قبل أن يفض هذا التجمع «غير القانوني» رئيس التحرير بمطالبته بالعودة إلى العمل وفض التجمعات التي لا تتناسب ومواقيت طباعتنا وخروجنا إلى السوق مبكرا. رغم أنه لم يقض إلا بضعة أشهر معنا إلا أن رشيد خلق لنفسه مكانة ومكانا خاصين، خاصة في ساعة اجتماعات هيأة التحرير، التي لا يمكن أن تمر دون أن يحاول جرنا إلى نقاش ما في حين نكون منشغلين بغربلة الأخبار. ويحكي رشيد عن تجربته في «الصباح» قبل وبعد الوصول إليها، بالقول «قدومي إلى «الصباح» لم يكن صدفة، بل نجم عن ولع بالخط التحريري للجريدة ومعرفة سابقة بعناصرها المشاغبة وعلى رأسها الأخت ضحى التي كنت مواظبا على قراءة أعمدتها في ملف المجتمع والتي كانت تثير في الكثير من الفضول حول صحافية منافحة عن قضايا المرأة و تتقن فن صد الهجمات الذكورية، كما أن معرفتي بالأخ مصطفى صفر والأخ عبد الواحد الكنفاوي الملقب ب»هرمنا» جعلتني أتوق إلى رؤية فسيفساء صحفية من كل المشارب والتوجهات الفكرية والسياسية و...التي تعبر عن تعددية حقيقية في الموارد البشرية ل»الصباح». أما الأخ البوزياني فالبنسبة إلي يبقى مدرسة في تأطير المشهد داخل قاعة التحرير». ضحى زين الدين

آخـر الـوافـديـن عـلـى هـيـأة الـتحـريـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الصباح.بريس.مَ"..ستة ملايين متصفح

نحبك أيتها الكتائب المدججة بالأمل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات