طرائف “الصباح”…رياضة يومية

تمكن الطاقم من التعايش مع الإيقاع السريع للعمل الصحافي وضغوطات إقفال العدد لا تخلو «الحياة» في «الصباح» من طرائف و»قفشات»، لولاها لما استطاع الزملاء التغلب على ذلك «الستريس» المزمن الذي أصبح يلازمنا كصحافيين، والتعايش مع الإيقاع اليومي السريع داخل الجريدة بكل ضغوطاته، من سرعة في الحصول على الخبر وإكراهات إغلاق العدد. طرائف الزملاء هذه السنة لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها في السنوات الماضية، إلا أنها تطعمت هذه السنة بالذات، ببعض «التوابل» الخاصة التي أضافها الزميل رشيد باحة، الوافد الجديد على المؤسسة، والذي يكاد يجمع الكل داخل الجريدة، على أنه «هوا اللي كان خاصنا»، حتى تكتمل «الشلة».«التناكير» بين الزميلين باحة وعبد الواحد الكنفاوي، المشرف على الصفحات الاقتصادية داخل «الصباح»، وجبة فطور ضرورية يتناولها الطاقم الصحافي يوميا. وقد تمتد ساعاتها أحيانا إلى ما بعد الزوال. لا يكاد الواحد منهما يتحدث في موضوع معين حتى يعلق عليه الآخر بسخرية وتهكم يثيران ضحك كل من في قاعة التحرير، لتجدهما بعد ذلك منسجمين في حديث ودي، يتذكران فيه بحنين ما جمعهما من مواقف سابقة حين كانا زميلين يشتغلان معا بجريدة «رسالة الأمة».ومن بين «ضحايا» باحة الذي التحق بقسم المجتمع داخل الجريدة، الزميلة ضحى زين الدين، التي من جراء التعامل اليومي لها معه (بحكم أنهما ينتميان إلى القسم نفسه)، أصيبت ب»الشقيقة»، وأصبحت لا تتوانى عن ربط رأسها بمنديل أسود كلما حان موعد إقفال ملف المجتمع الأسبوعي، حتى تتخفف من الصداع الذي زاد في المدة الأخيرة بفعل صراخها المستمر من أجل أن يسلمها «السي» باحة مواده التي التزم بها، هذا دون الحديث عن صوته الجهوري الذي لا يسلم من حدته جميع الزملاء.ومثله في ذلك مثل العديد من الزملاء الذين يتعرضون لمقالب من طرف رئيس التحرير، والذي يهدف من ورائها إلى خلق جو من الألفة بينه وبين الصحافي الملتحق حديثا بهيأة التحرير، تعرض الزميل باحة إلى مقلب «مهني» مضحك، حين كلفه خالد الحري، رئيس التحرير، بتقصي حقيقة خبر حول «تسونامي» قد يضرب المغرب (في عز الأمطار التي عرفتها بلادنا في فصل الشتاء وأغرقت العديد من المدن)، ومده بهاتف أحد المصادر الذي أكد له فعلا قرب حدوث كارثة طبيعية في المغرب بحجم «تسونامي»، لينكب بعدها باحة على تحرير الخبر الذي تصدر فعلا الصفحة الأولى للجريدة أثناء عملية المونتاج، قبل أن يخبره الحري بأن الخبر مفبرك والمصدر غير حقيقي، لتنفجر قاعة التحرير بالضحك ومعها الصحافي موضوع المقلب.أما الزميل رضوان حفياني (من قسم محاكم)، فوقع ضحية كذبة بيضاء، حين اشترى سيارة وتكتم عن ذلك، قبل أن يعلم أحد الزملاء بأمره ويسأله، لكنه نفى الأمر تماما. بعدها، تفتق دهاء عبد الله نهاري، السكرتير العام للتحرير، عن حيلة يكشف بها حفياني، واستوحاها من صلب الحدث، حين فعلت الأمطار فعلها بالدار البيضاء وأغرقت البيوت والسيارات والأحياء. خرج نهاري بعض الوقت ثم عاد إلى مقر الجريدة وهو يحذر كل من ركن سيارته في الجهة المقابلة لمقر «الصباح» (وهي الجهة نفسها التي ركن فيها حفياني سيارته)، بأن الأمطار قد أغرقتها تماما. حينها هرول حفياني نحو سيارته ليتفقدها، قبل أن يعود مستفسرا عن الأمر ليجد كل من في قاعة التحرير في انتظار عودته لمواجهته بانكشاف أمره. وهو ما واجهه حفياني بابتسامته المعهودة.ويبقى إحسان الحافظي (القسم السياسي)، نجم الطرائف في «الصباح»، بميله إلى القهقهة و»الشدان» واستفزاز الزملاء، مما يجعلهم دائما على أتم استعداد من أجل صنع مقالب له وإسقاطه في فخها. ومن بين ما تعرض له الحافظي هذه السنة، مقلب طريف وعجيب، لكنه في الوقت نفسه لقي استحسان إحسان وتمنى لو يعيده الزملاء دائما. فإحسان، الذي عرف عنه أنه ينزع حذاءه أحيانا بمجرد جلوسه على كرسي مكتبه (ربما هي طريقته الخاصة التي تساعده على الكتابة)، لم يجد حذاءه في إحدى المرات، وهو يهم بالنهوض من مقعده بعد أن دعاه رئيس التحرير إلى مكتبه من أجل التدقيق معه حول خبر أرسله إليه. لم يجد الحافظي بدّا من التنقل حافيا إلى مكتب الحري بعد أن بحث عن حذائه ولم يجده، وبعد أن سأل عليه الزملاء الذين أنكروا رؤية الحذاء أساسا. وقضى الحافظي اليوم بأكمله متنقلا حافي القدمين بين مكتبه وقاعة التركيب وقسم التصحيح، دون أدنى شعور بالنقص. بل كان يبدو مرتاحا للأمر وهو يدندن بمقاطع من عيطة مرساوية لا يتوقف الحافظي، ابن الشاوية، عن ترديدها، خاصة المقطع الذي يقول «سيدي احمد، سبع سلامات فسلام يا الغادي زربان، على قبلو بايتة نتسنا، النعاس ما جاني، هادا عام ما مشطت رويسي، وسيدي حبيبي...».نورا الفواري

طرائف “الصباح”…رياضة يومية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نحبك أيتها الكتائب المدججة بالأمل

بروفايل: بودربالة… موسيقي احترف التمثيل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات