جيش العرب المشترك… حلم صعب المنال

آخر محاولة فشلت في 2015 والحلم عمره 65 عاما يتوازى شعور "النوستالجيا"، الذي ينتاب كثيرا من مواطني بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقا، سيما العرب منهم، وهم يتذكرون أمجاد حرب الجولان، مع استحضار حلم الجيش المشترك، وهما الشعور والذكرى، اللذان تجددا في الأشهر الماضية، لمناسبة محاولة جديدة من قبل الأنظمة الأعضاء في جامعة الدول العربية، تأسيس قوة عسكرية مشتركة، لكنها لم تكتمل، وخفتت المشاورات بشأنها بحلول يوليوز الماضي.وتصاعد الحديث مجددا عن تحقيق الحلم، بمبادرة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي كان أول من أعلن ضرورة تشكيل تلك القوة المشتركة، لمناسبة انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ المصرية، بالنظر إلى التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، بعد أحداث انتفاضات الربيع العربي، وأساسا النزاعات المحتدمة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، فضلا عن مخاطر الجماعات الإرهابية.ورغم أن الموافقة على المقترح، كانت من أبرز قرارات قمة شرم الشيخ، التي انعقدت في مارس 2015، وبلغ التنفيذ مستوى من التقدم، منها طرح مقترح ميثاق لذلك الجيش المشترك، وبروز تصورات عن عتاده البشري واللوجستي وهيكلة إدارته، إلا أنه، لم يتبلور، لأسباب منها، حسب تقارير، طموحات متضاربة، وخلافات مصرية سعودية. وآخر مناسبة تم فيها ذكر المقترح، تعود إلى شتنبر الماضي، بدعوة هيأة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري التابعة للقمة العربية، المكونة من الكويت والإمارات والمغرب وموريتانيا والأردن، إلى أهمية استكمال المشاورات بشأن إنشاء القوة العربية المشتركة.وفيما تشير تقارير إلى أن من بين النقط الخلافية، مقر القوة المرتقبة، أي البلد الذي ستوجد به القيادة العامة للقوة، لما في ذلك من رمزية تسعى إليها البلدان، زيادة على اختلاف مواقف الدول نفسها من الأزمات التي تراها تهديدا لأمن المنطقة، تبرز وقائع التاريخ، إذ أن حلم الجيش العسكري المشترك للعرب، عمره 65 عاما، تاريخ التوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك التي نادرا ما تم استخدامها.وتمثل حرب فلسطين في 1948، بداية التحالفات العربية العسكرية، إذ شاركت جيوش دول من مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية ضد إسرائيل، ثم حرب 6 أكتوبر 1973، التي شنت فيها مصر وسوريا الحرب على إسرائيل، دون قرار من الجامعة العربية، وبمشاركة دول منها المغرب، بموجب اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وساهمت دول أخرى بالدعم المالي واللوجستي.ويذكر التاريخ أيضا، 1976، السنة التي تم فيها تشكيل "قوات الردع العربية" التي أقرتها جامعة الدول العربية لاحتواء الحرب الأهلية اللبنانية، وتشكلت من 6 دول عربية، إلا أن العدد الأكبر من القوات كانت من الجيش السوري، وسرعان ما انسحبت باقي القوات العربية ولم يتبق في لبنان بنهاية 1979 سوى قوة سورية.وكان على العرب الانتظار، مرة أخرى، إلى حدود 1991، حيث ستشن قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة عمليات عسكرية لإنهاء الغزو العراقي للكويت، وأطلق عليها اسم "عاصفة الصحراء"، وشاركت فيها عربيا قوات من السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان ومصر وسوريا والمغرب. ومنذ ذلك الحين، لم تظهر قوة عسكرية عربية مشتركة، إلا بحلول أبريل 2015، حيث قادت المملكة العربية السعودية، تحالفا عسكريا جديدا، بمشاركة المغرب والإمارات والكويت والبحرين وقطر ومصر والأردن والسودان، لدعم الشرعية في اليمن وإنهاء الانقلاب الحوثي، وهي القوة التي عدت أهم نموذج لتحالف عربي مشترك منذ حرب أكتوبر عام 1973.امحمد خيي 40 ألف جندي كشفت تقارير في الأشهر الماضية، أن القوة العربية المشتركة، التي أقرتها قمة الجامعة العربية بشرم الشيخ في 2015، ستتشكل من حوالي 40 ألف جندي من قوات النخبة في جيوش الدول المشاركة فيها، على أن تتلقى الدعم بمقاتلات جوية وسفن حربية.وأكدت التقارير ذاتها أن القوة العربية المشتركة سيكون مقر تجمعها في مكان الحدث إن كان ذلك ممكنا، أما إذا لم تسمح الظروف بذلك، فسيتم التجمع في أقرب دولة حدودية من مكان الحدث، لكن بشرط أن توجد السلطات الشرعية في البلد الذي سيتم التدخل فيه.ومن الشروط التي وضعت، وفق التقارير نفسها، أن لا تتدخل القوة إلا بعد طلب من الدول المعنية وإذا ما اقتضت الحاجة إلى ذلك، بما لا يمثل أي انتقاص من سيادتها واستقلالها، اتساقا مع أحكام ميثاقي الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفي إطار من الاحترام الكامل لقواعد القانون، وهي ليست موجهة ضد أي دولة ولا تمثل محورا أو تحالفا أو تهديدا لأحد، وإنما تهدف إلى محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي.

جيش العرب المشترك… حلم صعب المنال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بحتي ... شهيد التحالف العربي

رفض السراح لـ"مشرملة" نادل بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات