الملك في موسكو ردا على بروكسيل ونيويورك

زيارة ملكية لروسيا تعيد رسم خارطة الدبلوماسية الجديدة القائمة على مبدأ المعاملة بالمثل لم يتأخر الرد الملكي على الرسائل غير الودية الآتية من بروكسيل مقر الاتحاد الأوربي، ومن نيويورك مقر الأمم المتحدة، وذلك بإشارة لا تقل قوة من خلال زيارة الدولة التي بدأها جلالة الملك أمس (الأحد) إلى روسيا، التي أصبحت تكرس خيارات مضادة لسياسة الاتحاد الأوربي والمنتظم الدولي على حدودها وعموم المنطقة. وفي الوقت الذي أعلن فيه الديوان الملكي عن موعد الزيارة الرسمية إلى روسيا، رد «الكرملين» الروسي بدوره أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي بالملك لمناقشة العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية، إذ جاء في بلاغ روسي أن الملك وبوتين سيبحثان «القضايا الملحة للتعاون الثنائي، مع التركيز على الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتسوية السورية، على أن الموضوع ذو الأولوية هو توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية، بما في ذلك في مجال الطاقة والتعاون الزراعي».وكشفت مصادر دبلوماسية أنه فور الإعلان الرسمي عن الزيارة ارتفعت أصوات من دول الاتحاد الأوربي تحذر من عودة الروح إلى محور الرباط وموسكو، على اعتبار أن البلدين لهما مصالح اقتصادية مشتركة ستشكل تحديا جديدا لدول القارة في حال تم الاتفاق على تطويرها، موضحين أن السوق الروسي مهتم بالمنتجات الفلاحية للمغرب، كما أن روسيا سوق واعد بالنسبة إلى قطاع السياحة، وهو سلاح قد تستعمله الرباط للرد على قرار المحكمة الأوربية تعليق الاتفاق الفلاحي. وتكتسي الزيارة الملكية إلى روسيا، العضو الدائم العضوية بمجلس الأمن أهمية قصوى لأنها جاءت أياما قليلة بعد تصريحات بان كي مون أمين، التي وصف فيها المغرب بـ «المحتل»، ما تسبب في غضب شعبي وسياسي وصل حد المطالبة بقطع الاتصالات مع المنتظم الدولي إلى حين انتخاب أمين عام جديد. من جهته أكد عبد القادر الأشهب، سفير المغرب لدى روسيا، أن العلاقات السياسية بين البلدين تميزت على الدوام بطابعها الودي وبروح التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، موضحا مدى التطور المطرد الذي تعرفه العلاقات الثنائية بفضل «التعاون الإستراتيجي القائم بين البلدين والنمو المتزايد في المبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية.وأضاف الاشهب في تصريح للصحافة قبيل الزيارة الرسمية للملك الى موسكو أن العلاقات بين البلدين شهدت خلال الفترة الأخيرة نموا مطردا إذ أصبح المغرب الشريك التجاري الثاني لروسيا على المستويين الإفريقي والعربي، مبرزا أن البلدين يتقاسمان الرغبة والإرادة نفسهما لتطوير التعاون في ما بينهما، خاصة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع ليصل إلى مليارين و500 مليون دولار العام الماضي، منوها في الوقت ذاته بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين والذي شمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.وأوضح الديبلوماسي أن هذه الزيارة ستعطي دفعة قوية وكبيرة لمسار العلاقات المتينة التي تجمع البلدين، مبرزا في هذا السياق أن الزيارة الملكية تكتسي أهمية قصوى وبعدا تاريخيا نظرا للظرفية الراهنة وكذا للمكانة الرفيعة التي يحظى بها الملك لدى السلطات الرسمية والشعبية قائدا كبيرا له من الحكمة وسداد الرأي، ما جعل المملكة المغربية تخطو خطوات غير مسبوقة في درب النماء الاقتصادي والاجتماعي والديمقراطي . وتهدف الزيارة الملكية إلى توسيع دائرة التعاون الإستراتيجي خارج مجالات الصيد البحري والمعاملات التجارية، لتشمل تكنولوجيات الاتصالات والبحث العلمي والتقني والمسح الفضائي ومجال الفضاء واستخداماته العلمية والتكنولوجية والاقتصادية، فضلا عن المشاريع الكبرى التي تهم الهندسة المدنية والتجهيز والطاقة والمعادن والفلاحة والسياحة.ياسين قُطيب

الملك في موسكو ردا على بروكسيل ونيويورك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاولة اغتصاب تنتهي بذبح

مليونية الرباط... وحدة شعبية ضد بان كي مون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات