قضية الصحراء أصبحت ذات استقطابات دولية

أيت يدر قال إن دعوة رسمية وجهت إلى بوليساريو لحضور ندوة مراكش تحدثت بعض المواقع الإعلامية عن توجيه المركز رسالة إلى زعيم جبهة بوليساريو بخصوص ندوة مراكش. نود أن نعرف حقيقة الأمر، وهل أكدت بوليساريو المشاركة؟ أنتم تعلمون أن مركز بنسعيد للدراسات والأبحاث سينظم مناظرة دولية كبرى بمراكش، خلال أبريل المقبل، وتستهدف فتح أبواب الحوار الجاد والنزيه حول قضية الصحراء .وأملنا أن تحضرها كافة الأطراف المعنية بهذه القضية التي دام النزاع حولها 40 سنة أهدرت فيها القدرات والإمكانيات والفرص الذهبية لتنمية الفضاء المغاربي، وبناء إطاره المشترك على أساس التعاون والتكامل والتآزر. وقد وجهنا الدعوة إلى مختلف الأطراف والفعاليات التي بدت لنا معنية بالموضوع، ومن ضمنها جبهة بوليساريو، وهي الدعوة التي وجهناها رسميا للجبهة، آخر الأسبوع الماضي. ولا بد من إعطاء الوقت لمناقشتها والتداول بشأنها واتخاذ الموقف وإخبارنا به.ونحن نأمل أن يقع التجاوب مع هذه الدعوة من قبل الجميع، علما بأننا ما زلنا في مرحلة الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع كل من نراه معنيا بمبادرتنا. وسندق أبواب إخواننا في تونس وموريتانيا، وربما ليبيا، إذا استقر أمرها كما نتمنى، في الوقت الذي ستتوجه وفود من المركز إلى دول أجنبية أخرى لضمان المشاركة الوازنة في المبادرة، والمساهمة في إنجاحها. أكدتم في تصريحات سابقة أن الندوة ستحضرها شخصيات دولية لها علاقة بملف الصحراء من أوربا وأمريكا. أين وصلت الاستعدادات، وما هي الجهات التي ستوفدون إليها وفودا قريبا؟ نحن نعتقد، في المركز، أن المبادرة تعني جهات متعددة من المنطقة المغاربية ومن خارجها، إذ أصبحت قضية الصحراء، منذ مدة، ذات استقطابات دولية سواء من قبل الدول، أو الجمعيات والهيآت المختلفة. وأضحى هذا الاستقطاب ينعكس على المناسبات والتجمعات والمؤتمرات. ولهذا قررنا أن نتوجه بدعوتنا لحضور المناظرة إلى مؤسسات وشخصيات وازنة على المستوى الوطني والمغاربي والدولي، وكلها شخصيات ذات وزن دولي كبير. ويمكن أن تسعف في البحث عن الحل المنشود، أو على الأقل رسم طريقه السالكة، وتدشين سبل إيجاد الحل الذي يضمن الاستقرار والأمن والوحدة، ويفتح أفق التعاون والتكامل المغاربيين.ولدينا أصداء طيبة من قبل العديد من الجهات، وقد تلقت العديد من الشخصيات والمؤسسات مبادرتنا بالترحيب. وتعمل اللجن المسؤولة عن التواصل في مركزنا بكثافة ونشاط من أجل تلقي الأجوبة.كما أننا نتوصل من باحثين وباحثات بطلبات المشاركة، والتي نشكر أصحابها وسنعالجها في الإطارات المختصة، وبما يخدم أهداف المناظرة . يتساءل المتتبعون لملف الصحراء عن مبادرة المركز بشأن قضية ظلت دوما محتكرة من طرف الدولة. هل كانت لكم اتصالات مع مسؤولين في الدولة. وما هي نوعية المساعدة التي ستقدمها لكم بالنظر إلى مصاريف وكلفة ندوة من هذا الحجم؟ نحن في المركز، نعمل منذ التأسيس، بصفة مستقلة عن أي جهة مهما كانت، ونحرص أشد ما يكون الحرص علــى صيانة استقلاليتنا. وبقدر تشبثنــا باستقــلاليتنا عن كل الجهات، بقــدر ما نحـرص على التواصل في هذا الموضوع الذي نعتبره قضية الجميع. ونجاح المبادرة رهين بالثقة الجماعية، وبالتعامل الإيجابي للجميع، وفي مقدمتهم الدولة. ولهذا، فإن الدولة المغربية تتابع الموضوع. ونعتقد أنها تتعامل وستتعامل بشكل إيجابي مع المبادرة التي سيكون نجاحها نجاحا للجميع. وفي هذا السياق، ومن المنطق نفسه، نحن نحرص على استقلاليتنا، وندق الأبواب التي يمكن أن تشمل المناظرة بالاحتضان الإيجابي، وضمان شروط نجاحها ماديا وأدبيا ومعنويا. حظيت الندوة منذ الإعلان عنها باهتمام إعلامي وسياسي كبيرين داخل المغرب وخارجه، لم يخل من تشويش ونشر أخبار زائفة، خاصة من قبل بعض الأوساط المقربة من الجزائر. هل وضعتم خطة للتواصل في الموضوع؟ تماما، منذ توجهنا إلى العاصمة الجزائرية، وعودتنا منها، حظيت مبادرة المركز باهتمام بالغ سواء داخل المغرب أو خارجه، وحتى من جهات ومنابر من أوربا وغيرها . وتم التعبير عن مواقف مختلفة، ولكننا سجلنا باعتزاز أن الغالبية العظمى للمواقف إيجابية جدا، وتطرح أسئلة مشروعة. ونحن نهتم بكل ما يصدر في الموضوع، ونحلله بالرجوع إلى المواقف والتوجهات والمواقع والارتباطات والمصالح وطبيعة النزاع وامتداداته. وحتى محاولات التشويش، نقرؤها علـى أنها تعكـس المواقـف المتباينة لمصادر القـرار، ومحاولات التشــويـش طبيعية، ونحن لا نجيــب في هذه المرحلة، إلا عــن الأسئلة التي توجه إلينا مباشـرة مثل أسئلة جريدتي الحرية والخبر الجزائريتين.واعتبرنا إجابتنا من باب التوضيح الواجب تجاه أشقائنا في الجزائر وخارجها. ولن نسقط أبدا في الاستفزاز، لأن مبادرتنا أكبر من أن تزعجها المناوشات، مهما كان مصدرها، ونؤكد أن لا علاقة لها بأي أجندة. إن نبل المبادرة ونبل مقاصدها يفرض علينا التأني والتفهم والتأويل الإيجاب . الحق في الاختلاف توجست بعض الأحزاب المغربية من مبادرة المركز، خاصة في الجانب المتعلق بحضور بوليساريو، هل ستوجهون الدعوة إلى ممثلي بعض الأحزاب لحضور الندوة، أو شخصيات مغربية يمكن أن يكون حضورها مفيدا في الحوار من أجل فتح أفق نحو الحل؟ نحن نتفهم كل المواقف المعبر عنها من باب إيماننا بأحقية الاختلاف، خاصة عندما تغيب المعلومة عن طبيعة المبادرة وأهدافها النبيلة المستقبلية .وفي إطار مخططنا الإعلامي والتواصلي، ندق أبواب الشخصيات الوطنية من كل المشارب لوضعها في الصورة، وطلب مساعدتها وانخراطها، وتقديم مشورتها، وما زالت مرحلة دق أبواب الأحزاب الوطنية لم تحن بعد. ونؤكد أننا لم نجد من الجميع إلا التجاوب والتعامل الطيب ومشاركتنا الأمل الذي انفتح في تلمس طريق الحل الإيجابي في إطار الفضاء المغاربي المشترك.ونحن إذ نشكر «الصباح» على متابعتها لهذا الموضوع، فإننا نأمل أن يتعامل الإعلام في المغرب والجزائر بكثير من التروي والصبر مع هذه المبادرة، ويسهم الجميع في إنجاحها من أجل مصلحة المنطقة ككل والأجيال المقبلة. في سطور > ولد بقرية تينمنصور بشتوكة آيت باها في 1925. > تلقى تعليمه بعدد من مدارس سوس العتيقة، وانتقل إلى مراكش لمتابعة دراسته بمدرسة ابن يوسف. شارك في قيادة فرق وتكوين خلايا المقاومة. تعرض للاعتقال في بداية الاستقلال، مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير. وبعد الحكم عليه بالإعدام، لجأ مبكرا إلى الجزائر، ومنها منفيا إلى فرنسا، حيث ساهم في تأسيس منظمة 23 مارس. > بعد عودته إلى المغرب، أسس في 1983 منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وانتخب نائباً في البرلمان عن منطقة شتوكة آيت باها لولايتين. وساهم خلال 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية، وفي توحيد اليسار في 2002 بتأسيس حزب اليسار الاشتراكي الموحد، وبعده الاشتراكي الموحد.> وشح أخيرا بوسام العرش من درجة ضابط، لمناسبة احتفالات عيد العرش. > صدرت له كتاب صفحات من ملحمة جيش التحرير بالجنوب المغربي.

قضية الصحراء أصبحت ذات استقطابات دولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغـرب يصفـع الاتحـاد الأوربـي

المشاركة في تظاهرة قطر مكسب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات