أعادت الهزات الزلزالية الأخيرة بالحسيمة، إلى الواجهة، ملف أسرة تعرض مسكنها لأضرار بالغة خلال زلزال 2004، وأدرجت ضمن لائحة 15 ألف أسرة، تعهدت السلطات بإعادة إعمار بيوتها، غير أن المقاول المكلف، استفاد من التعويضات المخصصة للأسرة، دون أن يقوم بترميم منزلها.ويوجد منزل الأسرة، المشكلة من ستة أفراد، هم الأم والابن وأربع فتيات، في أعلى قمة جبل "حمام"، بدوار معزول، يسمى إكلتومن، التابع لجماعة إمرابطن.وقامت "الصباح" بزيارة للأسرة، عبر رحلة صعبة، تطلبت ساعتين من السير بين جبال الريف، فوجدت عائشة بوعلي، ربة الأسرة، قد اضطرت، على خلفية عودة الهزات الارتدادية للأيام الأخيرة، إلى إفراغ البيت، وإخراج كافة أغراضها، والعيش خارجه، لأن المنزل مهدد بالانهيار منذ 2004.وكشف محمد آرخوش، ابن عائشة، الذي كان عمره 13 سنة حينما ضرب الزلزال في 2004، أن الفريق المدني لإعادة الإعمار، الذي تشكل بعد الزلزال، زار الأسرة وأدرجها ضمن لوائح المستفيدين.وتبعا لذلك، تسلمت الأسرة مبلغ 16 ألف درهم، ووصولات الإسمنت والحديد والأجور، وسلمتها للمقاول، وفقا للمساطر المعتمدة، حينها، ومنذ ذلك الحين، لم يباشر أي أشغال لترميم البيت.وتقدمت الأسرة بشكايات إلى عدة جهات، لكنها لم تتلق إلا وعودا لم تنفذ إلى الآن، فاضطرت، بعد أن اهترأت الخيمة المؤقتة التي سلمت لها في 2004، العودة إلى البيت المهدد بالانهيار، فظلت تعيش فيه بحذر، إلى أن ضرب الزلزال مجددا في يناير 2016.وقالت عائشة بوعلي، لـ"الصباح"، إن استمرار الهزات، ومخاطر المبيت في الخارج، في دوار صغير ومعزول فوق الجبل، جعل النوم يغادر أجفانها، وفاقم البرد آلام الأمراض التي ظهرت عليها، بعد أن بلغت من السن عتيا.أما ابنها محمد، الذي صار المعيل الوحيد لأخواته، بعد وفاة والده، عبر مساعدة تاجر بمركز إمزورن، التي تبعد عن الدوار بمسافة ساعتين بالسيارة في طريق جبلية وعرة، فلم يعد باله هانئا، منذ أن عادت أخواته إلى العيش في الخلاء.وتلتمس الأسرة من السلطات، لمناسبة الإجراءات المتخذة بعد الزلزال الأخير، أن تنصفها وتتدخل لتستفيد من حقها الذي حرمه منها المقاول المكلف بإعادة بناء بيتها بعد زلزال 2004.امحمد خيي