ملاح مراكش يستعصي على الأمن

أحياء تعود إلى الفوضى والاختلالات رغم الحملات والإيقافات يشكل حي السلام (الملاح)، أحد أشهر أوكار لتفريخ الجريمة بشتى أنواعها، في تحد لرجال الأمن الذين ما فتئوا ينظمون حملات تمشيطية لإيقاف العديد من المنحرفين، وعرضهم على العدالة، لكن الحي الذي دأب على تفريخ و تكوين مجرمين يافعين سرعان ما يشهد الاختلالات و الفوضى نفسيهما. ورغم تعدد الأحياء التي تصنف ضمن النقط السوداء للجريمة بمراكش، كالحي العسكري، ودوار ايزيكي ودوار العسكر القديم، ودوار الظلام سيدي يوسف بن علي القديم، و غيرها من الأحياء بالمدينة، يحتل حي الملاح الريادة في ميدان الجريمة بشتى أصنافها.يعيش سكان الملاح على إيقاع مشاجرات بين محترفات الدعارة من جهة ومروجي المخدرات من جهة أخرى، ويذكر أن مصالح الشرطة بالدائرة الرابعة للأمن ما فتئت تقوم بحملات تمشيطية تداهم خلالها منازل للدعارة، كما يتم اعتقال مروجين للمخدرات، قبل تقديمهم للعدالة.وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الجرائم التي شهدها الحي منها مقتل (مصطفى. ت) يبلغ حوالي خمس وعشرين سنة جندي سابق) متأثرا بجروح خطيرة، بعدما وجه له تاجر خمور بحي الملاح ومن ذوي السوابق، طعنة بواسطة سلاح أبيض من الحجم الكبير على مستوى القلب، إثر خلاف بينهما، ترك خلاله الجاني الهالك مضرجا وسط بركة من الدماء، ليتجه مباشرة إلى الدائرة الرابعة للأمن، حيث تمت إحالته على مصالح الشرطة القضائية لتعميق البحث، فيما نقلت جثة الهالك إلى مستودع الأموات باب دكالة.كما شهد الحي في وقت سابق جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر يدعى حسن في ربيعه الثاني والعشرين، إثر خلاف بين المعتدي وأحد الأشخاص كانا معا في حالة سكر،تطور إلى عراك باستعمال الأسلحة البيضاء، تدخل إثره الضحية لفض النزاع، قبل أن يتلقى طعنة غادرة على مستوى العنق خر إثرها وسط بركة من الدماء ليفارق الحياة في الحال.يعرف الحي حركة دؤوبة، فدكاكين البقالة تشتغل إلى حدود منتصف الليل، ورائحة المخدرات تغزو فضاءات الحي، وأمام بيوت الدعارة تصطف العديد من الفتيات والنساء يعرضن أجسادهن، تحت حراسة بعض المنحرفين، لزوار الحي الذين يبحثون عن لذة عابرة، كما أن بعضهن يحترفن النصب على الزائر حيث يتحول المنحرف إلى قريبها مهددا الزائر باللجوء إلى القضاء ليغادر المنطقة بعدما سلم لخليلته المفترضة واجبات المتعة.أزقة ضيقة ودروب ملتوية، تعمها روائح كريهة وأزبال، بالإضافة إلى انتشار الدراجات النارية والعادية، نظرا لصعوبة ولوج السيارات للحي. كما يعرف الحي انتشارا كبيرا لدكاكين اللعب الخاصة بالأطفال، إذ تحول بعضها إلى أوكار لتناول المخدرات بكل أنواعها، الشيرا، "القرقوبي"، "السيلسيون" وغيرها. براعم في عمر الزهور يتذوقون المخدرات بعيدا عن أعين الأسرة التي تعتقد أن فلذات أكبادها بصدد الترفيه بواسطة آلات إلكترونية.ويشتكي سكان الحي من أحد الدكاكين المخصصة للألعاب الإلكترونية، حيث يعمد صاحب الدكان إلى جلب القاصرين وتشجيعهم على قضاء معظم وقتهم في اللعب،على إيقاع الموسيقى الصاخبة، التي تزعج الجيران دون احترام لتوقيت العمل، حيث يعمل من الصباح إلى وقت متأخر من الليل، يتحول خلالها الدكان إلى مرتع للمنحرفين يتعاطون جميع أنواع المخدرات التي ما إن تلعب بعقولهم يتحولون إلى وحوش يزعجون السكان المجاورين وينخرطون في معارك تنتهي بجروح وإصابات بالغة يستفيقون منها على أسرة مستعجلات ابن طفيل.ويذكر أن سكان حي الملاح سبق أن نظموا مسيرة احتجاجية، إثر جريمة قتل بشعة عرفها الحي، بعدما طعن شخص يبلغ من العمر 23 سنة من ذوي السوابق، زميلا له بواسطة سكين من الحجم الكبير، إثر مشاجرة بينهما أدت إلى وفاته.والمثير في الأمر أن بعض مروجي المخدرات يستعينون ببعض أطفال المدارس الذين يقومون بالمراقبة بمداخل الأزقة، أو بجوار ما يعرف ب"الكيشيات"، وهي دكاكين متنقلة يتم من خلالها ترويج المخدرات، إلى جانب إدمان مجموعة من الشباب بحي الملاح على تناول حبوب الهلوسة الأمر الذي يترجم العمليات الإجرامية المثيرة التي يعرفها الحي بين الفينة والأخرى والتي يتم خلالها استعمال السلاح الأبيض في مواجهات دامية.محمد السريدي (مراكش)

ملاح مراكش يستعصي على الأمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صوت المجتمع: أسرة شردها الزلزال منذ 2004

جرائم أحياء الجنوب بآسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات