تيسيما… اليد الواحدة لا تصفق

وفاء وداد يتكلف بمصاريفه الباهظة سنويا دون تلقي مساعدات يعاني ملعب تيسيما بالدار البيضاء، الموجود في منطقة سيدي عثمان، إهمالا كبيرا، أثر على وضعيته ووضعية الممارسين فيه ، وذلك رغم المجهودات الكبيرة والوحيدة، التي يقوم بها مسؤولو وفا وداد، الذين يسهرون على تسيير الملعب وصيانته ومراقبته وتطوير مرافقه سنويا.القليل من يعلم اليوم، أن الملك الراحل الحسن الثاني هو من أمر في 1988، بتسمية الملعب، لمناسبة الدورة 16 لكأس إفريقيا للأمم التي أقيمت في المغرب، نسبة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم آنذاك إيدتكاتشو تيسيما. ورغم أنه يعتبر مفخرة لأهل المنطقة والدار البيضاء عموما، غير أنه يعاني اليوم وضعية صعبة، إذ أصبحت ملاعبه الرملية كارثية، ولا تصلح لإجراء تداريب الفئات الصغرى، ناهيك عن الملعب الرئيسي المعشوشب، والذي يصارع مسؤولو وفا وداد من أجل إصلاحه في كل مرة، رغم المصاريف الباهظة المترتبة على ذلك. ملعب يقاوم السكتة القلبيةرغم ظروفه القاسية، فإن مسؤولي وفا وداد، وفي مقدمتهم الرئيس عبد القادر فلوز، يقاومون قلة الإمكانيات من أجل الإبقاء على هذه المعلمة صامدة، إذ يتكلفون بصيانة مرافقه وأرضيته، التي تكلف وحدها أزيد من 40 ألف درهم سنويا.ولأن عمليات الإصلاح تتطلب آلات وتجهيزات مهمة، فإن التكاليف تزداد سنة بعد أخرى، وتتكلف بها إدارة الفريق الذي يمارس في أقسام الهواة، والذي لا يملك مداخيل قارة ولا مساعدات مهمة يمكن أن تساعده على ذلك.في زيارة «الصباح الرياضي» لملعب تيسيما، وقفنا على الوضع الصعب لبعض الممارسين أيضا، والذين يتلقون مساعدات مستمرة من مسؤولي وفا وداد، والذين يقومون بمجهود كبيرة لتجنب الملعب «السكتة القلبية». تيسيما ... تاريخ لا ينسىعرف ملعب «تيسيما» بضمه لعدة نجوم من كرة القدم الوطنية، والذين تألقوا في تاريخ المغرب المجيد.اليوم، أصبح تيسيما يعرف بملاعبه الرملية، إذ يجد الآلاف من الشباب الممارسين أنفسهم في ملاعب تفتقر لأبسط ظروف الممارسة، ما عدا بعض الإصلاحات التي يقوم بها المسؤولون، والتي تبقى غير كافية.من هذا الملعب سطع نجم لاعبين كبار مارسوا في الرجاء الرياضي وفرق وطنية لسنوات، وأهدوا لكرة القدم المغربية ألقابا مهمة، مازالت ذاكرة المغاربة تتذكرهم.اليوم، أصبح متطوعون يقاومون من أجل إصلاح الملعب بين الفينة والأخرى، علما أن الملعب أصبح معلمة لأبناء المنطقة، وجزء لا يتجزأ منها. فلوز: مصاريف الملعب تثقل كاهلناقال عبد القادر فلوز، رئيس وفاء وداد الذي يمارس في أقسام الهواة، إن مصاريف ملعب تيسيما تثقل كاهل الفريق، يتكلف بكل أعمال الصيانة والمتابعة والمراقبة، علما أن النادي لا يتوفر على مداخيل قارة ولا على دعم كبير.وأوضح فلوز في حديث مع ”الصباح الرياضي”، أن تكاليف صيانة الملعب تصل إلى 47 ألف درهم، بحكم أن العشب الطبيعي مغاير للعشب الاصطناعي، إذ يتطلب مصاريف كثيرة، ويجب العناية بالأراضي المعشوشبة في كل الأوقات والفترات، ما يرفع من الإمكانيات التي يجب توفيرها من أجل صيانة هذه الملاعب. وأضاف فلوز ” في كل فترة من السنة تحتاج هذه الملاعب إلى الصيانة والمتابعة، وذلك يتم عبر أدوية ضد الحشرات وغيرها من المواد الضرورية. ناهيك عن الآلات التي تعمل بالملعب، والتي تتطلب إمكانيات مادية مهمة. المصاريف لا تحصى، وقد ازدادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إذ بدأنا باستغلال الملعب في 1999، وتلقينا بعض الإعانات من الرجاء الرياضي في حقبة حميد الصويري وبعده عبد السلام حنات وعبد الله غلام”. دعم الرجاء ... الوعود المؤجلةعن حقبة الرئيس الحالي للرجاء محمد بودريقة، قال فلوز إنه ”وعدنا بدعمنا من أجل مواصلة الاعتناء بالمركب والملاعب، إذ كانت بيننا اتصالات متواصلة، غير أننا لم نتوصل بأي شيء”.وأضاف فلوز ”لم نتوصل بأي دعم من الرجاء. الفريق الأخضر يهتم بملعبه، لكننا منفتحون على مسيريه ولدينا علاقة جيدة معهم. الرجاء فريق كبير ومازال يستغل الملعب في بعض المناسبات دون أن نشترط عليهم أي دعم. طالبنا بتقديم مساعدات وربطنا اتصالات مع مسؤوليه، غير أننا لم نصل إلى شيء ملموس. ومع ذلك فإن الرجاء يستغل الملعب في بعض المباريات الدولية التي يلعبها بالدار البيضاء، إذ ”نقدم الملعب للفرق التي تأتي إلى هنا لإجراء حصص تدريبية، وذلك بطلب من مسيري الرجاء، وكانت العلاقة معهم دائما جيدة، وكنا نقدم لهم يد العون في كل مناسبة. هدفنا مساندة الرياضة الوطنية والفرق التي تنافس قاريا، وهي أولوية بالنسبة إلينا قبل أي شيء. وفا وداد منفتح على جميع الناس. ورغم ذلك فإن الرجاء يتوفر حاليا على مدرسة خاصة به في الملعب، لكنها مستقلة، إذ يدخل ذلك على حسب قول فلوز” في إطار العلاقة الجيدة التي تربط بيننا وبين الفريق الأخضر”. المساعدات... إلا من رحم ربيعن تلقي الفريق لمساعدات من جهة ما، قال رئيس وفا وداد ”نتوصل بمساعدات من هيأة المحامين بالدار البيضاء، التي تقدم لنا مساعدات تهم إصلاح الملعب لوجيستيكيا. يجب أن نقدم لهم الشكر لأن دعمهم مهم، وخففوا علينا عبئا كبيرا، غير أن الإكراهات مازالت موجودة، بحكم أننا لا نتوفر على مداخيل قارة، ولا نعتمد على المدرسة، علما أننا في منطقة هشة مثل مولاي رشيد وسيدي عثمان وحي السدري ومبروكة وحي السلامة وغيرها. هؤلاء ناس بسطاء ولا يمكن أن تطلب منهم أشياء فوق طاقتهم”.وأضاف فلوز ”بدورنا نحاول توفير كل الظروف لهم، مثل تخصيص بذل رياضية على نفقاتنا، إذ يمارس هؤلاء دون مقابل. نحن فريق الشعب وهدفنا التعاون والتضامن. الفريق تأسس في زمن الاستعمار، وناضل عليه الكثير من أجل جعله فريق الشعب وهذا ما نسير على نهجه. نبذل مجهود من أجل الفريق، ونحاول تطوير أنفسنا، علما أننا نتوفر على كل الفئات العمرية، والتي تحتاج مصاريف كبيرة وعلى المسيرين توفيرها”. وأبرز فلوز أن العشب الطبيعي، يتطلب وضع برنامج محدد لكي لا يتأثر الملعب، ”وهذا عمل إضافي يجب القيام به للعناية بالعشب الطبيعي الذي نتوفر عليه. أي خلل في البرنامج يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الملعب”. إنجاز: العقيد درغام

تيسيما… اليد الواحدة لا تصفق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطاحنات منعت التحاقي بالوداد

انتحار شاب بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات