خطري: التجمع الصحراوي الديمقراطي بديل لبوليساريو

الناطق الرسمي للتجمع قال إن الجبهة لا تملك رؤية مستقبلية لحل نزاع الصحراء شكل خامس مارس، تاريخ خروج الشباب الصحراوي للتظاهر ضد فساد قيادة بوليساريو، حافزا أمام القوى المعارضة داخل مخيمات لحمادة لتأسيس هيأة سياسية أطلق عليها اسم "التجمع الصحراوي الديمقراطي"، لتنضاف إلى ما يعرف بخط الشهيد. الهيأة التي رأت النور، أخيرا، في فرنسا، تطرح نفسها بديلا سياسيا لبوليساريو، وتدعو في بيان المبادئ الأساسية للحزب إلى حل سلمي متوافق بشأنه حول الصحراء وإلى وحدة المغرب العربي.الزميل أمين بنحدى، الصحافي براديو أطلنتيك، أجرى حوارا مع الصالح خطري محمد سيد أحمد، الناطق الرسمي باسم التجمع الصحراوي الديمقراطي، نقدمه لقراء "الصباح" تعميما للفائدة في ما يلي نص الحوار: هل جاء إنشاء التجمع الصحراوي الديمقراطي ليكون لواء للمطالب التي رفعها الشباب الصحراوي المطالب بالتغيير في مخيمات تندوف خلال الآونة الأخيرة؟نعتبر أنفسنا في التجمع الصحراوي الديمقراطي بمثابة بديل ديمقراطي لجبهة بوليساريو، كما نقدم أنفسنا أمام المجتمع الصحراوي كخيار قوامه الديمقراطية العدالة والحرية، وهو خيار يجعلنا نؤسس لتجربة ديمقراطية تجعلنا نقدم وننتخب ممثلين شرعيين يتفاوضون باسمنا ويطرحون على طاولة المفاوضات مع المملكة المغربية مقترحات متوافقا بشأنها تراعي مطالب ومستقبل سكان المنطقة.الآن نحن بصدد جمع شتات كافة مقترحات الصحراويين الموجودين في المخيمات ونظرائهم الموجودين في باقي العواصم الدولية... وهمنا الوحيد تأسيس هيأة سياسية ديمقراطية تمثل الصحراويين وتفاوض المغرب لإيجاد حل سلمي لأزمة الصحراء. لدينا فكرة واضحة، لا بد أن نكون ديمقراطيين كي يكتسي دفاعنا عن مصالح سكان الصحراء طابع المصداقية والمشروعية.ما هو تقييمكم في التجمع الصحراوي الديمقراطي لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل مشكل الصحراء؟الحسم في مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب تركناه إلى أن يبت فيه مؤتمر الحزب المقرر عقده إما شهر نونبر أو دجنبر من العام الجاري، لكن على كل حال التجمع الصحراوي الديمقراطي مع حل سلمي متفاوض بشأنه لحل قضية الصحراء.لحد الآن، لم نقم بربط الاتصال بالأطراف المتدخلة في النزاع كالجزائر والمغرب وموريتانيا. بدأنا للتو عملنا كتنظيم سياسي، وأصدرنا إعلان المبادئ السياسية للحزب في ثاني فبراير الماضي، وعقدنا في 25 مارس ندوة صحافية في باريس. وما زلنا في بداية الطريق، لكننا منفتحون أمام الجميع للتحاور والتعاطي الجدي لما فيه مصلحة للمنطقة المغاربية. إن التجمع الصحراوي الديمقراطي، في اعتقادنا، جزء من الحل وبديل ديمقراطي وليس مشكلا.من وجهة نظرنا، السبيل الوحيد لحل مشكل الصحراء هو إرساء الديمقراطية في منطقة المغرب العربي. باعتبارك من قياديي التجمع الصحراوي الديمقراطي، أنتم الآن مستقرون في فرنسا، ما هي تمثيلية تنظيمكم السياسي على أرض الواقع، وهل تملكون روابط أو بالأحرى تنسقون مع الشباب الصحراوي الداعي إلى الإصلاح داخل مخيمات لحمادة؟ يجب أن أشير هنا إلى أن التجمع الصحراوي الديمقراطي انطلق من داخل مخيمات اللاجئين، ويضم صحراويين من تندوف وفرنسا والجزائر وموريتانيا و(منطقة الساقية الحمراء و وادي الذهب). صحراويون من مختلف الأطياف والمشارب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. كما أننا حاضرون بشكل جيد عبر لجان سرية في كافة "ولايات" مخيم تندوف. وقد سجلنا مشاركتنا في مظاهرات خامس مارس التي دعونا إليها، والتي كان الهدف منها فضح ممارسات جبهة بوليساريو وإقامة ديمقراطية حقيقية.نحن نريد الخروج من حالة الظلم والانعتاق من نظام سياسي واجتماعي مغلق. والشباب الصحراوي قرر اليوم أن يفتح صفحة جديدة، نتيجة لأنه عاينا 35 سنة من المعاناة والمآسي. كما أنه لا يوجد هناك أفق للخروج من هذه الأزمة. من هنا جاءت فكرة إصلاح البيت من الداخل، لأن الديمقراطية هي الكفيلة بحل أزمة الصحراء وتطوير المغرب العربي، بعيدا عن الحساسيات الجيوسياسية والتاريخية التي يدفع ثمنها يوميا الصحراويون الموجودون داخل المخيمات.نحن، قيادة وقواعد في التجمع الصحراوي الديمقراطي، نعتبر أن السلطة السياسية في جبهة بوليساريو لم تعد تواكب طموحات وأهداف الشباب الصحراوي. الجبهة أصبحت منذ سنوات مرهونة برهانات أخرى تدفعها للتمسك بخيارات عمياء، ليست هناك مبادرة، ليس هناك قوة اقتراحية. أصبحنا محجوزين كبضاعة نسوق من اجل أهداف وطموحات شخصية ومادية وأغراض سياسية. أنا جعلتني الظروف لأكون في الخارج، وأسمع صوت شباب المخيمات، وأتحدث باسمه. طبعا نحن اليوم لا يمكن لنا أن نكشف أسماء قواعدنا الداخلية في تندوف، نتيجة المتابعات الأمنية هناك، لكن سيأتي الوقت لنعلن فيه كل شيء، عندما يحين المؤتمر الذي سنعقده داخل المخيمات.إلى إي حد يمكن اعتبار ما يشهده العالم العربي حاليا من حراك سياسي واجتماعي داع إلى الحرية و الكرامة والمساواة، حافزا أبرز للشباب الصحراوي لكسر جدار الصمت والاحتجاج على الوضع السياسي في مخيمات تندوف؟نحن سنفرض الخيار الديمقراطي، نحن امتداد للوطن العربي وامتداد لهذه الثورات العربية. الشباب الصحراوي يريد اليوم الديمقراطية ويريد انفراجا سياسيا، سئمنا حكم 35 سنة لمجموعة من الرجال "لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل على العباد"، ليس لديهم رؤية مستقبلية إلى المجتمع وإلى الصراع، ولا يملكون أطروحات وبدائل واضحة. في المقابل، يسعون نحو المصلحة الشخصية، وهو أمر لم يعد يطاق. 35 سنة هي مدة طويلة، وبالتالي نحن لسنا مستعدين للتضحية بخمس وثلاثين سنة أخرى أمام رجال لا تحركهم سوى مصالحهم الذاتية.سؤال أخير ... ما موقع التجمع الصحراوي الديمقراطي كمكون سياسي من الجزائر ومواقفها حيال ملف الصحراء؟نحن منفتحون على الحوار مع كل الأطراف المعنية بالنزاع، من أجل مصلحة سكان الصحراء و دمقرطة ووحدة الأنظمة في المغرب العربي. نحن منفتحون - كما قلت - على الجميع، مادام الجميع يسعى إلى الديمقراطية وخدمة مصالح الصحراويين، وليس استغلالهم بغية خدمة مصالحه الخاصة. أجرى الحوار : أمين بنحدى (صحافي براديو أطلنتيك) مقتطفات من بيان إعلان المبادئ الأساسية إن الحالة التي يعيشها الصحراويون قائمة على التوترات والشك مما يعبر عن أزمة حقيقية ما بين سياسة الحاكمين والصحراويين. وتولد هذه العلاقة المتوترة شعورا بالإحباط والخيانة لديهم ينبعث من داخلهم رفض حقيقي لسياسة هذه الطغمة المتسلطة منذ أكثر من ثلاثين سنة ونظامها القائم على التهميش والكراهية. هذه السياسة التي أدت إلي تدمير القيم الحقيقية للحرية والعدالة، وقد تمادت وتجاوزت حدود المعقول في وقتنا الراهنإن هذه الأزمة تعبير حقيقي عن إفلاس هذا النظام وإستراتيجيته، التي ساهمت في قتل الحلم والأمل، مما يجبرنا اليوم على رفض هذه الحالة، وبإعلاننا لرفضها نزداد قوة، ودورنا ودور كل وطني حر هو التعبير العلني عن هذا الرفض، والبحث عن صيغ جديدة قادرة على احتضان آمال وآفاق الصحراويين .الصحراويون اليوم بحاجة إلى تجديد مشروعهم السياسي والاجتماعي، والبحث عن المعاني الحقيقية للمصلحة العامة، التي كرس في محلها الحكام مفاهيم القبلية والمحسوبية والرشوة ودورنا ودور كل ديمقراطي هو محاربة هذه المفاهيم التي أصبحت معتقدات والمساهمة في الانفتاح الديمقراطي.نحن مجموعة من أبناء هذا الشعب من جميع الخلفيات الاجتماعية، وجميع الحساسيات السياسية، نعتزم تعزيز حوار الأفكار، دون أن تكون مقيدة بالانقسامات الموروثة من الماضي نمتلك الوعي بالمستقبل والضمير الحي، ونحمل هاجس مستقبل أطفالنا، والحلم بتحقيق عالم أفضل، ونتحمل مسؤولية التعبير عن أفكارنا ونريد تحقيقها والدفاع عنها وتطبيقها بشكل صحيح في ظل الديمقراطية والعدالة والحرية...ومن خضم هذه المعاناة والصعوبات اليومية التي يعيشها الصحراويون، نعلن ميلاد حزب التجمع الصحراوي الديمقراطي، حزب ولد من خضم الصراخ والتمرد على المأساة والمعاناة اليومية والحالة المزرية التي يعيشها الصحراويون، وفشل سياسة جبهة بوليساريو في تحقيق التوازن الفردي والجماعي لهم، والقدوم بهم إلى آفاق جديدة يحقق الفرد فيها حريته وكرامته، فالبوليساريو محام ثبت فشله في الدفاع عن حقوق الصحراويين...ـ حزب التجمع الصحراوي الديمقراطي، وتجمعنا منفتح على كل التوجهات السياسية والاجتماعية على أن تكون الديمقراطية مبدأها الأساسي، وهذا يعني أننا نشترك في القيم، ولدينا رؤية مشتركة لقضيتنا مبنية على الولاء لمصالح الصحراويين والطموح في الوقت نفسه، لأننا نريد أن ننظر ونفكر بحزم فى المستقبل، وهو ما يعني لنا أيضا الدفع بالمطالب الديمقراطية إلى أبعد حد ممكن.

خطري: التجمع الصحراوي الديمقراطي بديل لبوليساريو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نيويورك تحتفي بالثقافة المغربية

فرنسي يرفع خروقات شركة عالمية إلى مسؤوليها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات