تبادل الاتهامات بين مدير وتلاميذ المعهد العالي للدراسات البحرية

التلاميذ يتهمون المدير بسوء التسيير والأخير يطالب بلجنة افتحاص للاطلاع على حقيقة الأوضاع هدد التلاميذ الضباط التابعون للمعهد العالي للدراسات البحرية بالدار البيضاء بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام داخل مبنى المعهد إذا لم تتدخل السلطات المحلية للمدينة من أجل تلبية مطالبهم. وأوضح ممثلون عن التلاميذ الضباط التقتهم «الصباح» على هامش وقفة احتجاجية نظموها يوم الاثنين الماضي بمقر المعهد بأنهم دخلوا في إضراب مفتوح عن الدراسة إلى غاية تلبية مطالبهم التي أضربوا من أجلها.وأضاف ممثلو التلاميذ الضباط أن لائحة النشاطات التي يقاطعونها داخل المعهد تشمل إلى جانب الدراسة الأكل في مطعم المعهد بسبب انتقادهم الشديد لنوعية وكمية الوجبات الغذائية التي تقدم لهم من طرف إدارة المعهد، معتبرين أن الظروف المعيشية داخل المعهد أصبحت متدهورة بعد أن عرفت التجهيزات الأساسية للمؤسسة من قبيل الحمامات والملاعب الرياضية تراجعا في جودة الخدمات التي تقدمها للتلاميذ.وانتقد التلاميذ الضباط طبيعة المكونين الذين يتم التعاقد معهم، موضحين أن مستوى التكوين داخل المعهد أصبح يتراجع سنة بعد أخرى، وهو ما جعل المغرب يصنف من طرف المنظمة الدولية للبحار في اللائحة الرمادية أسوة بدول إفريقية لا تتوفر على أي خبرة أو تاريخ في هذا المجال، وطالب التلاميذ الضباط بفتح المسبح أمامهم لتمكينهم من تلقي دروس في السباحة ما داموا يتكونون في مهنة ذات علاقة مباشرة بالبحر.وحصلت «الصباح» على لائحة للتلاميذ المضربين تحمل 139 توقيعا من أصل 150 تلميذا المسجلين داخل المعهد، وهو يوضح أن أغلبية التلاميذ يشاركون في الحركة الاحتجاجية التي يعرفها المعهد والتي اعتبر التلاميذ أنها جاءت نتيجة تراكمات سنوات من المعاناة.ونفى التلاميذ الاتهامات الموجهة لهم من طرف الإدارة بأن الأحداث التي يعرفها المعهد منذ أيام مدبرة من طرف جهات خارجية تريد النيل من الإدارة، معتبرين أنهم يطالبون بوالي المدينة باعتباره شخصية محايدة لإطلاعه على ملفهم المطالبي الذي يحمل النقط التي سبق ذكرها.وأكد التلاميذ أنهم رفضوا دعوة للحوار وجهتها إليهم إدارة المعهد بسبب ما وصفوه بفقدان الثقة في وعود الإصلاح التي قدمت لهم من طرف إدارة المعهد وهي الوعود نفسها التي قدمت لهم في مناسبات سابقة ولم يتم تنفيذ أي منها وهدفت إلى امتصاص حالة الاحتقان التي كانت سائدة داخل المؤسسة حسب قولهم. مضيفين أنهم اكتشفوا أن الدبلوم الذي يسلم إليهم من طرف غير معترف به دوليا، لأن التكوين الذي يتلقاه التلاميذ الضباط يغلب عليه الطابع النظري ويفتقر إلى القدر المطلوب من الأشغال التطبيقية.وانتقد التلاميذ الضباط خلال وقفتهم الاحتجاجية مجلس المؤسسة والقرارات التي تتخذ داخله، معتبرين أنه لا يعبر عن وجهة نظر التلاميذ وأن قراراته لا تطبق، وهو ما جعل بعض أعضائه من الأساتذة يقاطعون أشغاله.واحتج التلاميذ على تدهور أوضاعهم المعيشية داخل المعهد، معتبرين أن هذا التدهور شمل زيهم الرسمي الذي أصبحوا لا يحصلون إلا على بذلة واحدة في السنة وهو ما يجعل أمر المحافظة على نظافته أمرا صعبا.إلى ذلك، كشف عبد العزيز بن حيدة، مدير المعهد العالي للدراسات البحرية، أن لجنة من وزارة التجهيز والنقل من المقرر أن تحل بالمعهد اليوم (الأربعاء) لحديث إلى التلاميذ الضباط حول المطالب التي رفعوها بخصوص تغيير الشركة المسؤولة عن التغذية، معتبرا أنه تعرض لإهانة شديدة بسبب رفع التلاميذ لشعارات تتهمه بسوء التسيير والرحيل عن إدارة المؤسسة التي اعتبر أنه تمكن من تحقيق قفزة نوعية داخلها منذ أن تولى إدارتها.وأقر بن حيدة أنه شديد في التعامل مع التلاميذ في إطار القانون والنظام الداخلي للمعهد الذي يفرض نوعا من الصرامة في تكوين ضباط البحرية على اعتبار أنهم سيمثلون في المستقبل واجهة المغرب بالخارج، مضيفا أن كثيرا من التلاميذ المحتجين يتغيبون عن بعض الأمور الهامة كتحية العلم الوطني الذي لا يمكنه أن يسمح بالتقاعس عنها مهما كان.وبخصوص مطالب التلاميذ بوجود بعض الأساتذة غير الأكفاء داخل المعهد أكد بن حيدة أن هذا المشكل تعرفه جميع مؤسسات التعليم العالي التي تتفاوت داخلها مستويات الأساتذة، معربا عن استعداده مناقشة أي شكاية تتعلق بأستاذ معين داخل المعهد شريطة أن تكون موضوعية ولا تتعلق بموقف شخصي للتلاميذ.ونفى بن حيدة أن يكون المغرب ضمن اللائحة الرمادية معتبرا أنه يوجد باللائحة البيضاء، مضيفا، الإدارة حريصة على توفير الدورات التدريبية للتلاميذ الضباط وأن فوج السنة الأولى يوجد حاليا على متن الخط البحري الرابط بين طنجة وسات الفرنسية.وحول العقوبات التأديبية الصادرة في حق بعض التلاميذ الضباط أكد بن حيدة أن هذا الأمر يتخذ بعد سلسلة من الغياب للتلميذ يتم بعده استدعاء ولي أمره لإخباره بعدم انضباط ابنه في الدراسة داخل المعهد. إسماعيل روحي نبذة عن المعهد يعتبر المعهد العالي للدراسات البحرية مؤسسة عمومية تابعة لوزارة التجهيز والنقل تعنى بتكوين الأطر العليا، وهي المؤسسة الوحيدة التي تسهر على تكوين ضباط الملاحة التجارية بالمغرب.وتصل الطاقة الاستيعابية للمعهد إلى 300 طالب يتمتعون بنظام الإقامة الداخلية، وأحدث المعهد سنة 1978 خلفا للمدرسة الوطنية لضباط الملاحة التجارية التي أسست سنة 1957 وقدمت حوالي 3000 دبلوم ضابط في جميع التخصصات.ترمي سياسة المدرسة إلى توفير أحدث تكنولوجيات الإعلام والاتصال لطلبتها حتى يستفيدوا جميعهم من المعارف المرتبطة بالتكوين البحري الخاضع لمعايير دولية منصوص عليها في المعاهدات ذات الصلة. ويتألف تكوين ضباط الملاحة التجارية بالمعهد من شعبتين القيادة والميكانيك يتخرج الطلبة من هاتين الشعبتين برتبة ملازم في ما يخص السلك العادي. ويتخرجون برتبة ربان أعالي البحار أو ضابط ميكانيكي من الدرجة الأولى.وتؤكد إدارة المعهد أن التكوين به تستجيب للمعايير الدولية المعتمدة وهو ما يمكنه من تسليم الشهادات والخفارة المنصوص عليها في المعاهدة الدولية سنة 1978 كما تم تعديلها.

تبادل الاتهامات بين مدير وتلاميذ المعهد العالي للدراسات البحرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رضوان: ضمان حقوق المعاق مدخل لحقوق الإنسان ودولة القانون

ثلاث حكايات عن غضب رسمي نزل باهرمومو (3/3)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات