اليمنيون يستعدون لـ”جمعة الخلاص”

في الوقت الذي يصر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على عدم تنحيه عن السلطة، يواصل آلاف اليمنيين اعتصاماتهم في عموم أنحاء البلاد، مقرين الأربعاء «يوما للشهيد»، فيما خرج عشرات الآلاف أول أمس (الثلاثاء) لأول مرة من ساحة «التغيير» بالعاصمة صنعاء في مسيرة حاشدة وصفت بأنها «بروفة زحف» للقصر الرئاسي لإجبار صالح على التنحي. ويؤكد محتجون يمنيون يطالبون بتنحي صالح أنهم سيصرون على المطالبة بتنحي الأخير عن السلطة فورا، وألقوا عليه باللوم في أعمال العنف التي تشهدها البلاد، فيما وردت أنباء عن إمكانية التوصل إلى اتفاق حول رحيل صالح، لكنه يتطلع إلى تخفيف شروط تضعها المعارضة على أنشطة أسرته في المستقبل.وتروج أنباء عن وجود اتفاق بين السلطة وقيادات «اللقاء المشترك» المعارضة، يتضمن تشكيل حكومة يتزعمها أحد قادة المشترك برعاية أوربية وخليجية، فيما يتحدث آخرون عن إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية يتم على ضوئها إجراء انتخابات نيابية على أساسها يتم تعديل الدستور. في غضون ذلك، أعلنت الهيأة التنظيمية للثورة الشعبية في اليمن يوم أمس (الأربعاء)، «يوم الشهيد» وأن يوم غد سيكون «جمعة الخلاص» لحشد مظاهرات مليونية في مختلف المحافظات اليمنية للخلاص من نظام الرئيس علي عبد الله صالح. ودعت الهيأة في بيان تلاه المعتصمون عبر منصة ميدان التغيير بصنعاء جميع أبناء الشعب اليمني للمشاركة في «جمعة الخلاص»، مؤكدة أن شباب الثورة سيحددون موعد الزحف في حال لم يتنح النظام في الوقت الذي يرونه مناسبا. وكان الشباب أطلقوا على الجمعة الماضية «جمعة الرحيل»، وشارك فيها مئات الآلاف في مختلف المحافظات.وكانت الساحة شهدت يوم غضب عارم بسبب المجزرة التي شهدتها مديرية الحصين بمحافظة أبين (جنوب اليمن)، واتهموا نظام علي عبد الله صالح بتنفيذ تلك العملية، محملين قادة النظام كافة المسؤولية، وتعهدوا على ملاحقتهم جنائيا في الداخل والخارج.وفي شبوه، ما زال الآلاف يعتصمون، وتشهد الساحة نشاطا غير معهود ويقوم الشباب بتنظيم حركة الدخول والخروج إلى مكان الاعتصام. أما في لحج، خرج المئات من شباب الثورة، أول أمس (الثلاثاء)، في مظاهره سلمية للتنديد بالنظام وجرائمه، وأكدوا أن رحيل النظام هو صمام أمان للخروج من أزمات اليمن، ودعوا جميع أعضاء المجلس المحلي إلى تقديم استقالاتهم والانضمام إلى الثورة، فيما قاموا بتشكيل لجان شعبية لحماية الأحياء من الفوضى التي يخطط لها النظام، بحسب المحتجين. وشهدت عدن توافد الآلاف إلى أماكن الاعتصام استعدادا لإحياء يوم الشهداء.من جهة أخرى، قال المعارض اليمني حميد الأحمر، المنافس للرئيس اليمني: «انه يتعين على الدول الغربية أن تدعم الاحتجاجات المطالبة بخلع الرئيس صالح كي تسهم بذلك في بناء علاقات قوية في المستقبل».وأعرب الأحمر في مقابلة مع «رويترز» عن اعتقاده بأنه يتعين على المجتمع الدولي والولايات المتحدة والأوربيين أن يتكاثفوا مع الشعب اليمني، مضيفا أنه يريد منهم أن يطالبوا مباشرة برحيل صالح. وقال «إنه ينبغي عليهم أن يقوموا بما فعلوه في مصر وليس ما يقومون به في ليبيا»، مشيرا إلى أنهم في اليمن يرون أن دعما مثل الذي حدث في مصر سيكون كافيا لوضع حد للأمور.وحث الأحمر الغرب على كسب صداقة الشعب اليمني بدعمهم له ، مضيفا «انه يعتقد انه بإمكان اليمنيين أن يحرروا بلادهم من الإرهاب في غضون أشهر».وأضاف من جانبه، الشيخ حميد وهو من الشخصيات القبلية المهمة وينتمي إلى حزب الإصلاح، ذي التوجه الإسلامي أن بإمكان اليمن بعد رحيل صالح أن يسيطر على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يتخذ من اليمن قاعدة له.إلى ذلك، توقفت مفاوضات مباشرة كانت تستهدف التوصل إلى اتفاق لنقل السلطة في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات الشعبية المؤيدة للديمقراطية، لكن اتصالات غير مباشرة تجري حاليا وتقول مصادر سياسية إن اتفاقا على الأبواب، إذ يقول حلفاء اليمن في الغرب والسعودية إنهم يخشون من أن يتسبب التعثر الحالي في اقتتال بين الوحدات العسكرية المتنافرة سيما في العاصمة صنعاء، حيث لا يزال الرئيس يحتفظ بنفوذ ملحوظ.وحمل بيان أصدره تكتل اللقاء المشترك، وهو الائتلاف الرئيسي للمعارضة اليمنية، صالح وحاشيته، المسؤولية عن وجود الجماعات المتشددة، ومنها تنظيم القاعدة في محافظة أبين، حيث وقعت الانفجارات الاثنين الماضي.وقال الائتلاف في بيان له «إننا إذ ندين ونستنكر هذه الجريمة البشعة، نحمل الرئيس وحاشيته المسؤولية الكاملة عما حدث من تواطؤ مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة بتسليمهم مؤسسات الدولة وآلياتها العسكرية في محافظة أبين».وأضاف أن الفوضى مخطط لها من قبل السلطة، مشيرا إلى أنه «في ظل هذا السلوك الإجرامي الخطير الذي ينتهجه الرئيس صالح وحاشيته، فإن اللقاء المشترك وشركاءه يعتبرون بقاءه واستمراره يشكل خطرا على اليمن وشعبها والمصالح الدولية ويهدد أمن واستقرار المنطقة، ويدعون الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي عموما إلى الوقوف إلى جانب مطالب ملايين اليمنيين في ساحات التغيير وميادين الحرية بإسقاطه، للانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية تلبي طموحات وتطلعات اليمنيين كافة وتكون شريكا جديا للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب». وكالات

اليمنيون يستعدون لـ”جمعة الخلاص”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بيع لوحات نادرة من الفن المغربي المعاصر

الأسد يتحدث عن إصلاحات لتهدئة الشارع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات