الغالي: عهد بنكيران لم ينته

< تعالت الأصوات في العدالة والتنمية من أجل التنبيه إلى ضرورة التفكير في مرحلة ما بعد بنكيران واغتنام فرصة المؤتمر الوطني المقبل لتغيير القيادة، ما هي في اعتقادكم سيناريوهات الأشهر القليلة التي تفصل الحزب الحاكم عن الانتخابات التشريعية؟ < كل المؤشرات السياسية تقول إن الظرفية الحالية مازالت تحمل طابع المواجهة بين الأحزاب خاصة بين الحزب الحاكم العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة باعتباره قطب المعارضة، الأمر الذي يبقي عبد الإله بنكيران مرشحا فوق العادة للعودة إلى منصب الأمانة العامة، خاصة في ظل وجود إجماع داخل «بيجيدي» على عدم وجود منافس على الزعامة من العيار نفسه، بالنظر إلى قدرة رئيس الحكومة الصدامية، التي أظهرها منذ الأيام الأولى، التي تلت انتخابات 25 نونبر 2011 ، وكيف تمكن من النجاح في امتحان تشكيل الحكومة وتجاوز انسحاب حزب الاستقلال منها، وكل المطبات السياسية التي واجهتها على امتداد الولاية الحكومية بثلاثة تعديلات وزارية. كما أن مآلات معارك بنكيران مع أحزاب المعارضة في البرلمان عززت ترشيحه للبقاء على رأس الحزب، وبالتالي قيادة الحكومة المقبلة، على اعتبار أنه نجح في استعمال جلسات المساءلة الشهرية بمجلس النواب والمستشارين لصالحه. < هناك من يقول إن بنكيران سيعود إلى رئاسة الحكومة في ولاية ثانية، لكنه لن يتولى قيادة العدالة والتنمية لولاية ثالثة، لذلك فهو يدفع إلى تأجيل المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المرتقبة نهاية الصيف المقبل، هل تتفقون مع هذا الرأي؟ < كل الاحتمالات مطروحة بهذا الخصوص، خاصة بعد السجال المطروح بشأن الفصل 47 من الدستور، الذي ينص على أن «الملك يعين رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء مجلس النواب ويعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيسها»، على اعتبار ألا مانع يمنع من تعيين شخص آخر غير الأمين العام رئيسا للحكومة، لذلك لن أتفاجأ إذا عقد العدالة والتنمية مؤتمره قبل الانتخابات التشريعية ولا حتى إذا اختار أعضاؤه زعيما جديدا غير بنكيران. وبالنظر إلى طريقة تعامل "بيجيدي» مع الأحزاب الأخرى، باستثناء الأصالة والمعاصرة، ومع الدولة خاصة في علاقته بالملك، يظهر أن عهد بنكيران لم ينته بعد لأن الحزب يعتبر أن قيادة الحكومة الحالية ليس إلا تمرينا لما هو أكبر وخطوة نحو هدف آخر هو الوصول إلى الحكومة بأغلبية قوية تريحه من إكراهات التحالفات الصعبة، في حال تمكن من الحصول على الأغلبية المطلقة كما كان الحال بالنسبة إلى العدالة والتنمية التركي. < لكن هناك تيارا في العدالة والتنمية يدفع في اتجاه إنهاء مرحلة المواجهة الخارجية والاحتكام إلى الديمقراطية الداخلية وتحمل تبعاتها بغض النظر عما يقع في الساحة السياسية، ما مدى قوة هذا الطرح؟ < قلت إن المؤشرات الخارجية تصب في صالح بقاء بنكيران في القيادة وتعطيه الأفضلية لكن هذا لا يعني أنه الوحيد، فهناك أسماء في «بيجيدي» يمكن أن تحملها تجاذبات الساعة الأخيرة من المؤتمر، كما وقع عند سقوط الأمين العام السابق وصعود الحالي. كما يجب تحري بعض النسبية في القول إن بنكيران صدامي، بل على العكس من ذلك تماما، يستعمل البراغماتية الإسلامية كما نظر لها راشد العنوشي، أكثر من ذلك يمكن القول بأن العدالة والتنمية يعمل بمقياس درجة المخاطر، بأن اختيار الرشحين للقيادة في المرحلة المقبلة سيكون على أساس الأقل ضررا. * أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض (مراكش) أجرى الحوار: ياسين قُطيب

الغالي: عهد بنكيران لم ينته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة ألماني حاول قتل محام بفاس

قاصر مجد داعش أمام الفرقة الوطنية

مقالات ذات صلة