وجه مرصد الشمال لحقوق الإنسان أصابع الاتهام إلى موظفين بالقنصلية المغربية بجدة ب"احتجاز" خادمة، عاشت ظروفا مأساوية في بيت مشغلتها، قبل أن تتمكن من تسجيل شريط تشرح فيه معاناتها، غير أنه رغم ذلك لم تسمح لها مصالح القنصلية بالعودة إلى المغرب، إلا إذا وقعت محضرا تتراجع فيه عن ما تضمنه شريط "الفيديو". وقال المرصد الحقوقي إن الخادمة التحقت في أكتوبر الماضي، بجدة بالمملكة العربية السعودية، بعد حصولها على عقد عمل خادمة بيوت لدى امرأة سعودية، إلا أنها بعد وصولها كلفت بأشغال شاقة وفي ظروف زمانيـــة ومكانية صعبة جدا، وهو الأمر الذي لم تتمكن من تحمله. وواجهت المغربية بعد عجزها عن القيام بأشغال شاقة في وقت قياسي، عقوبات شديدة، إذ سجنت، حسب ما نقله عنها المرصد الحقوقي، في المرحاض لساعات طويلة دون أكل أو شرب، كما عانت مختلف أشكال العنف النفسي والجسدي. والأخطر من ذلك يقول مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن القنصلية المغربية بجدة رفضت السماح لها بالعودة إلى المغرب، ورهنت ذلك بشرط غريب، إذ ألزمتها بالتوقيع على محضر تتراجع فيه عما تضمنه "فيديو" سجلت فيه جزءا من معاناتها، وهددت بتركها رهينة إلى الأبد بالسعودية إذا لم تستجب لهذا الطلب. وكشـــف المرصـــد جــزءا من معاناة سعاد علوش، البالغـــة من العمر حوالي 40 سنة، مشيرا إلى أنها تعرضت إلى شتى أنواع التنكيل والمعاملة القاسية، قبل أن تحتجز تعسفيا وتعاني ضغطا من قبل مسؤولين بالقنصلية.واتهم المرصد موظفين بالقنصلية المغربية بجدة، بنقل الخادمة، بعد نشر الشريط الذي تحكي فيه معاناتها، إلى مقر القنصلية، حيث تعرضت لضغط شديد وطلب منها التوقيع على محضر أعد مسبقا ويتضمن حسب المرصد معطيات مغلوطة، مقابل إطلاق سراحها والسماح بعودتها إلى المغرب، وهو الأمر الذي رفضته الخادمة، ليتم وضعها تحت إشراف الموظفين نفسيهما وبأوامرهما تحت كفالة امرأة أخرى ضدا على إرادتها في العودة إلى المغرب.واستغرب مرصد الشمال لحقـوق الإنسان، الذي طالب وزارة الخارجية والسفــارة السعـــودية بفتح تحقيـــق، تعـامل القنصلية المغربية بجدة وانحيازها الواضح للكفيلة، وتماطلها في السماح للمواطنة المغربية بالعودة إلى بلادها، مطالبا بفتـــح تحقيق مع الموظفين بالقنصلية المغربية. ضحى زين الدين