قرر المغرب نقل معركته مع بوليساريو في المحافل الأوربية والدولية إلى المستوى القانوني، من خلال طرح مسألة الأهلية القانونية للترافع باسم سكان الصحراء.وجدد المغرب موقفه الثابت بخصوص تمثيلية سكان الصحراء، مؤكدا رفضه المطلق منح الأهلية القانونية لانفصاليي بوليساريو للترافع باسم السكان الصحراويين، في الوقت الذي يعتبر الممثلون الحقيقيون لسكان الأقاليم الجنوبية، هم المواطنون المحليون بمختلف مدن وأقاليم الصحراء، والمسؤولون المحليون والجهويون والمنتخبون والفاعلون الاقتصاديون.وقالت امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن محكمة العدل الأوربية تتناقض مع نفسها، إذ أنها تعترف بأن بوليساريو ليست له شرعية دولية ولا شخصية قانونية، ورغم ذلك، تقول إن لها الحق بطرح طلب إلغاء الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوربي.ومن المنتظر أن يعرف استئناف القرار من قبل الاتحاد الأوربي، في مستقبل الأيام، جدلا سياسيا وقانونيا كبيرين، بالنظر إلى الخطورة التي مثلها قرار المحكمة، والذي أجمع العديد من النواب والمسؤولين الأوربيين على أنه شابته اختلالات تتمثل في أن المحكمة أعطت لنفسها الحق في المس باتفاقية دولية، ومنحت نفسها أيضا الصلاحية للإدلاء برأي بخصوص قضية سياسية من اختصاص الأمم المتحدة.وبالعودة إلى مشكل تمثيلية سكان الصحراء، فإن بوليساريو هي آخر من يمكن أن يتحدث عن تمثيلية سكان الصحراء، بالنظر أولا إلى أن غالبية سكان الصحراء تعيش في الأقاليم الجنوبية، وتساهم في التسيير والتدبير من خلال الجماعات المحلية والجهوية والمؤسسات الوطنية، وعبرت في أكثر من مناسبة عن تشبثها بمغربية الصحراء.إن بوليساريو التي كرست محمد عبد العزيز زعيما مدى الحياة، وهو الذي ظل في قيادة الجبهة لأزيد من 40 سنة، ليست لها الشرعية القانونية للحديث باسم الصحراء، بعد عودة العشرات من قيادييها ومؤسسيها والمئات من المغرر بهم إلى أرض الوطن، واستمرار فرض الحصار على مخيمات الحمادة بتندوف، وتجاهل أصوات المحتجزين داخلها، التي تطالب برفع الحصار الذي تضربه قوات الجيش الجزائري وعصابات بوليساريو عليهم.وسبق للعديد من قياديي بوليساريو الذين عادوا إلى أرض الوطن، أن نازعوا قيادة الجبهة في شرعية الحديث باسم سكان الصحراء. وفي هذا الصدد، أكد البشير الدخيل، الخبير في الشؤون الصحراوية، والقيادي السابق في جبهة بوليساريو، في تصريحات إعلامية، لمناسبة الزيارة الملكية إلى الأقاليم الجنوبية في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، أن قادة بوليساريو لا شرعية لهم، لأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، من خلال بسط السيطرة على سكان المخيمات وتحويل القضية إلى سوق للمتاجرة.وأوضح الدخيل أن قيادة بوليساريو أصبحت في تعداد الماضي، والجزائر نفسها أصبحت مقتنعة بذلك، حتى وإن ظلت تتستر بشعارات قديمة لا تقدم جديدا من قبيل تقرير المصير، في الوقت الذي وضع المغرب آليات ومؤسسات منتخبة لتدبير شؤون سكان الأقاليم الصحراوية، والصحراويون هم أنفسهم من يدبر حاجيات السكان من خلال 467 منتخبا و25 برلمانيا.وأوضح أن بوليساريو أقلية فرضتها الجزائر على مدار أربعين سنة على سكان المخيمات، حيث لا حرية تعبير، ولا جمعيات، ولا أحزاب.برحو بوزياني