“مدينة بيس” خسرت 200 مليار في 10 سنوات

الودغيري مدير الرأسمال البشري للشركة قال إن حوادث سير الشركة أقل من المعدل الوطني سجل مؤشر المخاطر، أخيرا، ارتفاعا كبيرا في حوادث السير التي تتسبب فيها حافلات شركة "مدينة بيس"، المكلفة بالتدبير المفوض للنقل الحضري بالبيضاء، وتزايد حالات "الارتطامات" وسط الشوارع الكبرى، آخرها حادثة مقاطعة مرس السلطان التي كادت تودي بحياة عشرات المواطنين. "الصباح" نقلت هواجس المواطنين والمسؤولين إلى يوسف الودغيري الإدريسي، مدير الرأسمال البشري، الذي بسط المبررات، وعرج على أهم الإشكالات المالية والتنظيمية التي تمر منها شركة تراكم عجزا سنويا يصل إلى 12 مليار سنتيم. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: يوسف الساكت كيف تفسرون "تسونامي" حوادث السير لحافلات "مدينة بيس"؟التوصيف يتضمن قدرا من المبالغة، ربما لأن الحوادث المرتبطة بالحافلات و"الحديد الكبير" تثير الاهتمام أكبر من الحوادث الأخرى المرتبطة بالسيارات والدراجات النارية مثلا. على مستوى الأرقام، تسجل الحوادث بالشركة نسبة متدنية جدا عن المعدل الوطني. فخلال 2014 لغاية 30 نونبر، سجل المؤشر 0.78 حادثة في كل 10 آلاف كيلومتر، في حين سجلت 0.84 حادثة في كل 10 آلاف كيلومتر في 2015 لغاية 30 نونبر، وهي نسب معقولة.هذا مع العلم، أن حافلات "مدينة بيس" تقطع 46 مليون كيلومتر في السنة، أي ما يعادل 1125 دورة على الكرة الأرضية، تؤمنها حوالي 700 حافلة تتحرك يوميا في البيضاء تقطع كل واحدة منها 16 ساعة في اليوم، وهي مؤشرات كبيرة وقوية تدل على حجم الحركية لتجهيزات الشركة. لكن، أليس مثيرا أن "تُمسح" جميع الحوادث فوق ظهور السائقين، دون إغفال "التنويه الشديد" بالحالة الميكانيكية للحافلات؟ نحن لا نتكلم من فراغ، ولا نتحامل على أحد. فعلى المستوى الوطني، يعتبر العنصر البشري العامل الأول المسبب لحوادث السير، ونحن نقدر دور الخبرة التقنية والقضائية والأمنية في تحديد أسباب الحوادث المتتالية الأخيرة، التي تثبت في كل مرة أن "حكاية" ضعف الفرامل عارية من الصحة.أما في ما يخص حادثة الفداء التي كادت أن تودي بحياة سبعة مواطنين، فقد نُقلت الحافلة، بأمر من السلطات المعنية، إلى المحجز من أجل إخضاعها إلى الخبرات اللازمة من قبل مختصين.جدير بالتأكيد هنا أن سلامة العاملين والركاب والمواطنين خط أحمر بالنسبة إلى الشركة ولا يمكن التنازل عنه والتسامح فيه تحت أي اعتبار. لأجل ذلك، يعتبر التكوين والتكوين المستمر والمراقبة حلقة أساسية في إستراتيجيتنا لتأهيل العنصر البشري. إذا كان الأمر كذلك، فما سبب كل هذه الحوادث، ألا يتعلق الأمر بالحالة الميكانيكية والعامة للحافلات؟ أبدا، أنا اليوم أتحدى أي بيضاوي يطلب الاطلاع على وثائق أية حافلة يصادفها، وحتما سيجد ضمنها جميع أوراق التأمين والأوراق الخاصة بها، وشهادات الفحص التقني. فهذه مسألة مبدئية لا يمكن التساهل فيها، إذ تخضع جميع الحافلات، دون استثناء، إلى الفحص التقني في المواعد المحددة لها، ونتوفر على شهادات من المراكز المختصة، وهي أمور يمكن التأكد منها بسهولة.أكثر من ذلك، تقوم الشركة حاليا بإجراء خبرات تقنية إضافية من طرف مراكز فحص معتمدة لدحض كل المزاعم المتعلقة بضعف الفرامل وقد وصلنا إلى نسبة 70 % لحد الآن من الأسطول الذي خضع لهذا الفحص دون تسجيل أية حالة لضعف في الفرامل. هل مجلس المدينة غاضب منكم لهذا السبب؟ أبدا، لم نلمس من خلال اجتماعنا الأولي مع رئيس الجماعة الحضرية للبيضاء وعدد من النواب والأعضاء المحترمين، أي غضب أو ردود فعل سلبية، بالعكس، لمسنا رغبة وإرادة قويتين في التعاون والشراكة للوصول لخدمة ذات جودة للمواطن البيضاوي، ما كنا نفتقده في التجربة الجماعية السابقة، إذ كانت قنوات التواصل منعدمة في غياب شبه تام لهيآت الحكامة ولجنة تتبع التدبير المفوض. ما هي الإشكاليات ذات الأولوية التي تتطلب حلولا عاجلة، بالنسبة إليكم؟ لا أخفيكم بأن الشركة عانت كثيرا في الفترة السابقة، وبذل المساهمون مجهودات جبارة من أجل ضمان استمرارية الخدمة العمومية للنقل الحضري، رغم المشاكل والإكراهات التي لا يمكن حصرها في هذا الحيز، وذلك راجع لأسباب مختلفة، ضمنها وطنيـة هؤلاء المساهمين وحبهــــــم لهذه المدينة.وأعتقد أن واحدا من الإشكـــالات الكبـيــــرة التـي تتخبـط فيهــــا الشركة، عدم التزام السلطة المفوضة بضمان التوازن المالي والاقتصادي للقطاع، وهو التزام منصوص عليه في عقد التدبير المفوض، وأدى عدم تنفيذ بنود الاتفاق إلى تحمل الشركة خسارات مالية بلغت ملياري درهم، بمعدل 120 مليون درهم خلال العشر سنوات الماضية في السنة تقريبا.أكثر من ذلك، أن مجلس المدينة السابق ظل يتعامل مع عدد من مطالب الشركة المفوض لها بلامبالاة كبيرة، مثل وضع حد لفوضى استغلال الخطوط التجارية الأكثر ربحا من قبل ثلاثة فاعلين انتهت عقود استغلالهم منذ 2009، ورغم ذلك مازالت تزاحم "مدينة بيس" في عدد من الخطوط، علما أن الأخيرة تتحمل، وفق عقد التدبير الموقع عليه في 2004، عددا من الخطوط ذات بعد اجتماعي محض، لضمان حق البيضاويين في النقل الحضري، وأنا أتحدث هنا عن أغلبية الخطوط حيث أن بعضها تمتد إلى خارج مدار عمالة البيضاء وتصل إلى المحمدية وإقليمي النواصر ومديونة.من بين الالتزامات التي أخلت بها الجماعة الحضرية وتتحمل الشركة تبعاتها، عدم إعطاء الأولوية للنقل الجماعي عبر الحافلات، من بينها على سبيل المثال تخصيص مسالك مرور خاصة بحافلات النقل الحضري لتسهيل حركة جولانها في مدد زمنية معقولة، حيث تصل السرعة التجارية لأقل من ثلاثة كيلومترات في الساعة في أوقات الذروة، ما يعني تأخر الحافلات، مهما كان عددها، وتردي جودة الخدمة، إضافة إلى خسارة محققة لمداخيل الشركة. لكن، مجلس المدينة السابق أعلن لمناسبات أنه ضخ أموالا واستثمارات جديدة لفائدة الشركة؟صحيح، وكان ذلك في إطار تسبيقات على خسائر مدرجة في إطار بروتوكولات، كما استفادت الشركة من جزء من الاستثمار في شكل شراء 118 حافلة جديدة لتعزيز أسطول الحافلات المكون من أكثر من 866 حافلة، هناك أيضا بروتوكول تمويل مشروع التذاكر الإلكترونية الذي رصدت له وزارة الداخلية ومجلس المدينة 50 مليون درهم لتعميم هذا النظام على جميع الحافلات، في إطار الملاءمة مستقبلا مع وسائل نقل عمومية أخرى، إضافة طبعا إلى تمويل المخطط الاجتماعي لمئات العاملين والمستخدمين الذين استفادوا من المغادرة الطوعية. الحكامة...نهاية مرحلة قدرنا أن نواصل العمل، ونجتهد في تحسين النتائج عن طريق الحكامة الجيدة واعتماد أساليب التدبير الحديثة، لكننا بلغنا اليوم حدود ما يمكن القيام به، في غياب التحفيز والدعم المستمرين، وفي غياب رؤية موحدة تعترف بحيوية القطاع والأدوار الأساسية التي يقوم بها في خدمة سكان المدينة.يكفي أن تطلع على لوائح المستخدمين للتأكد أنها وصلت منذ 2004، سنة التوقيع على العقد إلى اليوم، إلى 4 آلاف عامل، أي تأمين إعالة 4 آلاف أسرة، كما تواصل الشركة تأمين الخدمة العمومية بحوالي 866 حافلة تخضع إلى الصيانة والمراقبة بشكل دوري، كما تتحمل كلفة الخطوط الاجتماعية، ومنافسة فاعلين غير قانونيين في الخطوط التجارية الأساسية، كما تتحمل وضعية السير والجولان في مدينة ميتروبول مثل الدار البيضاء لا توجد فيها ممرات خاصة بالنقل العمومي. في سطور > خريج المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس خلال 1998> استكمل تكوينه بين 2000 و2003 في مدارس وجامعات فرنسية وأمريكية، قبل أن يلتحق بصندوق الإيداع والتدبير في 2009> التحق مسؤولا بعدد من الفروع والشركات التابعة للصندوق بتطوان والبيضاء، وتسلم مهام أساسية في "صوناداك"> 2011، سيلتحق بشركة "مدينة بيس"، مباشرة بعد دخول صندوق الإيداع والتدبير مساهما فيها> شغل مهام مدير مكلف بالرأسمال البشري بالشركة، وهو المنصب الذي مازال يشغله إلى اليوم

“مدينة بيس” خسرت 200 مليار في 10 سنوات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عماري "يحكر" على المحتاجين لإنقاذ ميزانيته

أمريكا مهتمة بنساء الجيش المغربي

مقالات ذات صلة