جنازة رمزية للتجارة بفاس العتيقة

التجار حملوا نعشا في مسيرة غاضبة من هروب السياح بسبب الباعة الجائلين وغياب الأمن خرج تجار المدينة العتيقة بفاس، منتصف الأسبوع الماضي، في مسيرة احتجاجية على الركود التجاري الذي تعرفه مختلف الأسواق الواقعة داخل الأسوار، اختاروا لها أن تكون على شكل جنازة، عبر حملهم نعشا، يرمز إلى تجارتهم وآمالهم، على أكتافهم، وظلوا يطوفون به في ساحة سيدي العواد بحي الرصيف في مدخل المدينة القديمة، معلنين ركود نشاطهم.وقبل حمل التجار للنعش الرمزي لتجارتهم إلى مثواه الأخير، أغلقوا محلاتهم التجارية حدادا واحتجاجا على ركود قالوا إن وراءه عوامل وأسباب متشعبة، كما استقدموا أسرهم المتكونة من نساء وشباب وأطفال ليشاركوهم آلامهم. وصدحت الحناجر الغاضبة بشعارات حماسية، حاكمت التجربة الحكومية في تشكيلتها الجديدة، لأنها زادت من تأزم أوضاعهم الاجتماعية، وعجز مسؤولوها المحليون والجهويون عن إيجاد حلول عملية لمشاكلهم المتفاقمة التي جعلت قوتهم اليومي، في مهب الريح. ووقفت وراء الوقفة ست جمعيات قطاعية، دعت إلى الاحتجاج على الأوضاع المتردية والمزرية التي آلت إليها المدينة العتيقة من كساد، إن لم يكن "موتا تجاريا"، دون أن تنفع مراسلاتها للوالي والعمدة، لإعادة ساحة سيدي العواد لحالتها القديمة محطة لوقوف السيارات وفك العزلة والحصار عليها.ولم يخف المحتجون أن أكبر محرك أجج نار الغضب في نفوسهم، عدم وفاء السلطات بوعودها المقدمة إبان انتفاضة سابقة للتجار أعقبت الاعتداء الجسدي على سياح ألمان، وأعقبه اجتماع بـ"أبواب مغلقة" مع الوالي الجديد، أحيط فيه علما من قبل التجار والسكان وممثلي المجتمع المدني، بأسرار ركود تجارة المدينة العتيقة.وذكر المتدخلون مختلف الأسباب الكامنة وراء الوضع، منها الوضع الأمني بالمنطقة، وهروب السياح بسبب المرشدين المزيفين الذين يضايقونهم بتساهل من رجال سلطة، زيادة على سوط الضرائب المسلط على التجار رغم ركود النشاط، وارتفاع تكاليف العيش واستهلاك الماء والكهرباء.وفيما تفاقم الركود بعد حادث الاعتداء على السياح الألمان من قبل شابين أنهى قاضي التحقيق، التحقيق تفصيليا معهما في انتظار تسطير قرار إحالتهما، نبه المتضررون، إلى خطورة استمرار الركود الناتج عن إهمال التجارة التقليدية والموروثة عن الأجداد بالمنطقة، وتراجع الإشعاع المألوف تاريخيا.وطالب المتضررون، الذين يعيلون آلاف الأسر من أنشطة التجارة والصناعة التقليدية، الحكومة بالتدخل بالجدية اللازمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، "حينما لا ينفع البكاء على الأطلال في شيء" على حد تعبير أحدهم.واشتكى المتضررون، أيضا، من تساهل السلطات مع الباعة الجائلين الذين أضحوا ظاهرة تهدد قطاع التجارة المهيكلة برمته، سيما أن تناسل النشاط التجاري العشوائي امتد إلى مختلف الأحياء، وحتى الراقية، حد من تدفق الزبناء على المحلات التجارية بفاس العتيقة. حميد الأبيض (فاس)

جنازة رمزية للتجارة بفاس العتيقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سفير والباكوري يكتشفان ابن سليمان

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات