الناصري… المخلّص

لم يكن في ذهن سعيد الناصري، في يوم من الأيام، أن يرأس "الوداد البيضاوي"، مثلما صرح هو نفسه، في حوار مع إحدى الجرائد الوطنية. لكن متتبعين لمسار الرجل، يقولون العكس، بل يذهبون أكثر من ذلك، حين يعتبرون أنه خطط جيدا من أجل الوصول إلى المنصب، بل وأنه كان وراء حملة "ارحل" التي تعرض لها الرئيس السابق للنادي عبد الإله أكرم، والذي كان الناصري، في تلك الفترة، نائبه، ويده اليمنى، قبل أن تتحول الصداقة الكبيرة بينهما إلى عداوة.آخرون، على معرفة جيدة به، أكدوا أن الوداد، التي كان عضوا منخرطا فيها لمدة 11 سنة، "ما تقدوش"، وأن طموحه لا حدود له، ولن يقف إلا عند أعتاب رئاسة الجامعة الوطنية لكرة القدم، خاصة بعد انتخابه قبل 6 أشهر تقريبا، على رأس العصبة الاحترافية لكرة القدم، ليكون بذلك أول رئيس لهذه العصبة التي تأسست أخيرا، مع العلم أنه، إلى جانب رئاسته "الوداد" لكرة القدم، يشغل منصب رئيس المكتب المديري للنادي الذي يضم 16 فرعا. وإذا كانت المصادر تكاد تجمع على تواضع مستواه الثقافي والدراسي، فإن الجميع يؤكد أن قوة الناصري تتجلى في دهائه وذكائه الخارق، وقدرته على دراسة الشخصيات التي أمامه وقراءة أفكارها واستباق ردات فعلها. قوته تتجلى أيضا في حسه التفاوضي وتمكنه من عقد الصفقات المربحة. إذ لا يخفى على أحد أنه كان مهندس صفقة "لاسامير" التي أصبحت مستشهرا رسميا ل"الوداد"، وربح من ورائها الفريق الملايين. يعود إليه الفضل أيضا في جلب الإماراتيين لخوض كأس "السوبر"، والتي جنى من ورائها الفريق مليار سنتيم في مباراة واحدة، يقول مقربون منه في حديث إلى "الصباح". الكثيرون يتساءلون ماذا وراء رئاسة الناصري ل"الوداد"؟ هل هو المال؟ أم السعي نحو الشهرة والنجومية؟ أم تراه حب "الحمرا"؟ لكن ما يعرفه الكل، هو أنه ترأس "الوداد" في عز أزمته المالية والتسييرية، واستعمل علاقاته الكثيرة والمتشعبة من أجل إنقاذها وتخليصها من الورطة، لذلك يحب الوداديون الناصري. بفضله "تخلصو" اللاعبين، وفي عهده "داو" البطولة بعد فراق 6 سنوات. يتحدر الناصري من أصول متواضعة. ابن حي "مبروكة" الشعبي بالبيضاء، الذي لا يزال يزوره إلى اليوم رغم أنه "مسك عليه الله". كل ما تعرفه المصادر عنه، هو أنه كان يشتغل بائعا في أحد محلات "درب غلف"، قبل أن ينتقل إلى الأعمال الحرة، وبالضبط في مجال البناء. وكان يملك، قبل "المرسيديس السبور"، آخر طراز، التي يقدر ثمنها ب250 مليون سنتيم، سيارة "سي كانز".ويقال إن القفزة النوعية التي نقلته من عالم "التحفحيف" والفقر، إلى عالم الغنى، كانت أثناء انتقاله إلى مكناس بعد أن ضاقت به المدينة الاقتصادية، وتعرفه على إحدى الشخصيات النافذة التي فتحت له أبواب النعيم، قبل أن تتشعب علاقاته الأخطبوطية التي صنعت منه سعيد الناصري مثلما يعرفه الجميع اليوم، عاشق "مازاغان" والساعات الفاخرة و"الماركات". لا أحد يعرف بالضبط كيف وصل الناصري إلى القبة برلمانيا باسم حزب الأصالة والمعاصرة عن دائرة زاكورة من حيث يتحدر. والتي زارها لثلاثة أيام فقط، ليعود منها فائزا بالمقعد. يقول مصدر مطلع ل"الصباح": "الناصري كائن غامض سياسيا. والأكيد أن انتماءه إلى تامكروت، مركز الزاوية الناصرية بزاكورة، كان وراء نجاحه في كسب أصوات هذه الدائرة الانتخابية".هو رجل ظلّ داخل الحزب، لكنه استفاد من علاقته المقربة وصداقته بإلياس العماري، أبرز القياديين داخل "البام". لذلك، حين تحدث عبد الإله بن كيران عن "بلطجية" في "الوداد"، على خلفية الصراع بين حزبه "العدالة والتنمية" وحزب "الأصالة والمعاصرة"، صمت الناصري، كما هي عادته، واكتفى بتصريح أو اثنين، وانتفضت جماهير "فريميجة" ضد رئيس الحكومة، وعاد بن كيران ليعتذر ويقول "الوداد عزيزة عليا".ورغم كل ما يقال حول الرجل ومصدر ثرائه، يصفه كل من يعرفه أنه خدوم ومتواضع و"سخي". وهي الصفات التي لا يمكن إلا أن تكون دعما وسندا للناصري، برلمانيا ورئيسا لناد عريق مثل "الوداد البيضاوي".نورا الفواري

الناصري… المخلّص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبرون...سيد الأرباح المضمونة

بودريقة ... تسويق لمنتوج عقاري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات