بودريقة … تسويق لمنتوج عقاري

حصل على "تذكرة مرور" إلى أكثر من موقع بفضل الرجاء العنوان: استقبال ملكي لرئيس فريق الرجاء البيضاوي. التاريخ: 20 أكتوبر 2014. التفاصيل: استقبل جلالة الملك محمد السادس، اليوم، رئيس فريق الرجاء البيضاوي، محمد بودريقة، بصفته منعشا عقاريا ومن بين الممولين الأساسيين لبرنامج تأهيل المحاور الطرقية لقطب الرحمة-دار بوعزة-أولاد عزوز، بالبيضاء، وذلك من أجل تحسين ظروف التنقل وضمان حياة كريمة للمواطنين وتدبير النمو الحضري بهذه المنطقة". الفقرة أعلاه، "خبر" ورد في موقع إلكتروني، متخصص في أخبار الرياضة، لم ينفه، إلى اليوم محمد بودريقة، رغم أنه ملفق، إذ لم يرد في قصاصة رسمية للأنشطة الملكية أو في بلاغ للديوان الملكي، ما يرجح أنه "اجتهاد" لغرض في نفس يعقوب. والأمر الذي وقع، في الحقيقة، لم يكن بالحجم، الذي رسمه "الخبر": لقد كان الرئيس حاضرا، فعلا، في نشاط ملكي بالبيضاء، على غرار منعشين عقاريين آخرين. والفرق أنهم لم يتوفروا على قبعة خضراء يتوسطها طائر النسر، كما هو شأن بودريقة، ليضخموا الحدث. "بودريقة، أول رجاوي انتقل من مدرجات الجمهور إلى مقعد الرئاسة (...) عمره 31 سنة، ولم تكن له سابقا مشاركة في تسيير الرجاء، على غرار الرؤساء السابقين". هكذا تحدث أحد المقربين منه إلى "الصباح"، مبديا إعجابا بالمنخرط ولاعب الفئات الصغرى في زمن ولى، لكن، كيف أعد محمد بودريقة، لقفزته تلك من "المكانة" إلى مقعد الرئاسة؟ يوجد في الرجاء، منخرط، يؤدي أدوارا محيرة في النادي منذ نهاية الثمانينات، فتارة يوصف بالرئيس الفعلي، ومرة يقزم نفسه في مجرد مستشار، واسمه رشيد البوصيري. وأجرى هذا المسير، استجوابا ترويجيا، قبل فترة، وفيه تفاصيل، لا تعني الشيء الكثير بالنسبة إلى جمهور أخبار الكرة، ولكن حينما يدقق فيها شخص تعد شؤون كرة القدم، آخر اهتماماته، يجدها اعترافات تدين صاحبها. من بينها، الجزء الذي تحدث فيه البوصيري، عن أول لقاء أبدى فيه محمد بودريقة، وهو حينها صديق لابن أخيه، طموحه في الرئاسة، وهو جزء، حينما تتأمله اليوم، تبرز مرة أخرى، رائحة اختلاق من أجل شد الانتباه والتعاطف، عبر ترويج قصة اختلطت فيها دموع "بطل" حزنا على الوضع، وتماسكه واستعداده للتضحية بماله، من أجل "الشعب". إننا نتحدث هنا عن الرحلة البطولية لمحمد بودريقة، باكيا منكسرا إلى بيت رشيد البوصيري، ليعرض عليه رغبته في إنقاذ الرجاء، وفي يده 600 مليون، يريد ضخها. انتشرت القصة، وانطلت الأسطورة على قواعد فريق تعيش فترة حداد تام، فحصل محمد بودريقة على التعاطف، ولأنه عرف حينها، أن الماسكين بزمام الفريق، رجالات محنكون، ولا تنطلي عليهم الأساطير، طلب خدمات وكالة للتواصل المؤسساتي و"الماركوتينغ"، فأعدت له، إستراتيجية تواصلية، وظفت أعطاب الإعلام الرياضي بالمغرب، وكان أبرز مكون فيها، "الكتاب الأبيض... والأخضر"، وفي تفاصيله بدا الشاب، رجلا من طينة المسيرين الأوربيين، سيما بتوظيفه مصطلحات وافدة من قبيل "Merchandising" والفرانشيز و"رجاء ستور". قد يتساءل قارئ، فيقول: "ولكن بإمكان بودريقة، أن يروج اسم شركته العقارية، بعقد احتضان تجاري مع الرجاء، فيدمج اسمه على القميص الرسمي للفريق وبسعر أقل؟". هنا تسهل جدا معرفة الجواب: بودريقة، كان يريد، أكثر من إشهار، لقد كان بحاجة إلى "تذكرة مرور" إلى أكثر من موقع، وقد حصل عليها. فكيف ذلك؟ بعد أن أمضى محمد بودريقة، ثلاث سنوات في الرئاسة، لم يتردد، هو ورشيد البوصيري، في رمي أكثر من إشارة وعربون وفاء، نحو أكثر من جهة رسمية ورجالات في قلب مصدر القرار في البلاد، وهما في قرارة نفسيهما يقولان: "نحن هنا، ونحب الفريق نفسه". والمقصود هنا، وهذا ليس إلا مثالا، تلك الدعوة الشهيرة من قبلهما، إلى إنصاف رجال، انمحوا من ذاكرة الرجاء البيضاوي رغم أنهم لم يشتكوا لأحد الأمر، فأصر بودريقة والبوصيري على توجيه الإشارة، ذات يوم، ويتعلق الأمر بـ: محمد حصاد، وزير الداخلية الحالي، وصلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون ورئيس رابع قوة سياسية في البلاد، و"غلام، القاضي بالمجلس الأعلى". امحمد خيي

بودريقة … تسويق لمنتوج عقاري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الناصري... المخلّص

الكرة و السياسة... حكايات صعود ونزول

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات