وفاة مغربي «لاجئ سوري» بسواحل اليونان

25 ألف مشارك تزعمهم أمناء النقابات طالبوا الحكومة بالرحيل نزل آلاف العمال والمستخدمين والموظفين وهيآت المجتمع المدني والنقابات المستقلة وعاطلون وأحزاب المعارضة وأحزاب اليسار الديمقراطي ونقابيين غير منتمين، صباح أمس (الأحد)، إلى ساحة النصر بوسط البيضاء، حيث صدحوا بصوت «بنكيران برا برا..المغرب أرض حرة ». أكثر من عشرين ألف مغربي غادروا مدنهم وقراهم ومقرات عملهم، منذ أول أمس (السبت)، وبعضهم في الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد)، تلبية لنداء أربع مركزيات نقابية (الاتحاد المغربي للشغل، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفدرالية الديمقراطية للشغل) التي دعت إلى مسلسل احتجاجي تصعيدي يبدأ بمسيرة وطنية حاشدة بشوارع البيضاء، تحت شعار مركزي: «التشغيل وتحسين الدخل». أول الغيث مسيرةمنذ مساء الجمعة الماضي، لم تغلق المقرات النقابية للمركزيات الأربع أبوابها التي ظلت تستقبل الوفود المشاركة في المسيرة، وتضع الترتيبات الأخيرة على برامج التنسيق والإعداد اللوجيستيكي والتقني والفرق التنظيمية ولجان اليقظة، واللجان المالية التي تكلفت بتدبير مصاريف مسيرة افترضت تعبئة موارد مالية مهمة لإنجاحها.لا مجال للخطأ، أو الصدفة، لتوفير شروط التعبئة، في حدودها القصوى والمشاركة المكثفة، في مسيرة وطنية احتجاجية، هي الثانية من نوعها في أقل من سنتين، تريدها المركزيات النقابية رسالة قوية إلى حكومة عبد الإله بنكيران، في انتطار رسائل أقوى في الأيام المقبلة، أهمها الإعلان عن إضراب وطني شامل سيشل جميع القطاعات العمومية وشبه العمومية والقطاع الخاص والقطاعات الحيوية (المستشفيات والنقل الطرقي والمطارات ومحطات الوقود..). انطلاقة قبل الأوانمجموعات من المشاركين والمشاركات متلحفين بالأعلام الوطنية والشعارات النقابية وألوانها يلتحقون تباعا بساحة النصر وسط درب عمر الشهير بالبيضاء، حيث وضع رجال الأمن سياجات حديدية حول جميع مداخلها، لمنع مرور السيارات والشاحنات والدراجات النارية.من الأزقة المتفرعة عن شارع للاياقوت وشارع مديونة ومصطفى لمعاني، تظهر مجموعات أخرى من الملتحقين، وبعضهم يسأل عن مكان تجمع المسيرة ونقطة انطلاقها.المسيرة انطلقت قبل وصول الأمناء العامين للمركزيات النقابية والقيادات الحزبية التي التحقت بالمقر الجهوي للكونفدالية الديمقراطية للشغل بدرب عمر.الشعارات الأولى التي صدحت في ساحة النصر رفعها مجموعات من عمال شركات النظافة والحراسة، ببذلات العمل، الذين رقصوا وغنوا في مقدمة المسيرة حاملين شعارات تنوه بالملك محمد السادس «المسؤول الوحيد الذي يشغل في هذه البلاد والباقي كله لصوص وخونة ومفسدون، حسبهم.الإجراءات «الأمنية» مشددة في مقدمة المسيرة ومحيطها، إذ أعطيت تعليمات صارمة لفرق التنظيم ولجان اليقظة، المشكلة من مناضلي المركزيات الأربع، لمنع تسرب أيا كان للمقدمة، بمن فيهم الصحافيون والمصورين الذين وجدوا صعوبة في اختراق الأذرع المتشابكة لرجال غلاظ مستعدين للشر في أي لحظة، أحدهم قال لزملائه «جبدو السمطة لمابغاوش يمشيو فحالهم».الساعة التاسعة و45 دقيقة، تلتحق القيادات النقابية والحزبية تباعا بمقر الكونفدرالية، فيما انطلقت الشعارات، بساحة النصر، بشكل فوضوي، واختلطت أغاني «المسيرة الخضراء» بأغاني القدس وفلسطين وفيروز، ورفعت الأعلام الوطنية الصغيرة ترفرف عاليا، بدل اللافتات وألوان وشعارات المركزيات النقابية ومطالب العمال. انفلات وفوضى في تلك اللحظة انفلت زمام الأمور من الجميع، وأضحت الفوضى سيدة الموقف، إذ وجد المخارق والأموي والعزوزي والشراط وضيوفهم من أحزاب السيار في موقف لا يحسدون عليه.أمواج بشرية تدفقت من كل الاتجاهات، بشكل مفاجئ، وهدمت الأذرع التنظيمية التي يشارك فيها العشرات من المنظمين ووصلت إلى المقدمة، حيث مازال الزعماء يبحثون عن مكان يضعون فيه أقدامهم. وشوهد الأموي في حالة تعب كبيرة يطلب من المنسقين الإسراع بإخلاء مساحات كافية لتحرك المسيرة، ما فشل فيه الجميع.الأصوات الصاخبة تنطلق من الخلف، حيث استعانت النقابات بسيارات لنقل البضائع (هوندات) وضعت فوقها مكبرات للصوت وأشخاص بحناجر قوية لترديد الشعارات المتفق عليها.في الجهة الأخرى، تصدت لجنة يقظة إلى «هوندا» مغطاة بألوان حجرية تابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل (عبد الحميد فاتحي)، ويمشي وراءها عدد كبير من مناضلي النقابة في قطاعات نقابية مختلفة.اللجان كادت تتشابك مع الفدراليين الذين تشبثوا بحقهم في المشاركة في المسيرة الوطنية بالطريقة التي تروق لهم إيصال صوتهم، بينما يرى المنظمون العكس، بحجة أن للمسيرة «قانونها» الخاص المتفق عليه داخل لجان التنسيق بين المركزيات الأربع. "داسيا" للزعماء وصل محمد نوبير الأموي، الأمين العام للكونفدرالية وأعضاء مكتبها الوطني الذين تقطعت أنفاسهم قبل الوصول إلى الطابق الثالث للمقر الجهوي، وتبعهم عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل وقيادات في النقابة، ثم وصل الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، والكافي الشراط، الأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعبد الرحمان بنعمرو ومحمد مجاهد وعبد السلام عزيز عن فدرالية اليسار ومصطفى ابراهمة، الكاتب العام للنهج الديمقراطي.الساعة العاشرة، ت عطى الإشارة لتحرك الوفد الرسمي من مقر الكونفرالية، بعد أن تأكد منسقو التنظيم أن الوقت حان لإعطاء إشارة الانطلاق الرسمية.من بعيد، تظهر سيارة من نوع «داسيا»، محاطة بحشد كبير من المصورين وفرق التنظيم وكثير من الفضوليين. بالمقعد الأمامي، ظهر الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، يتحدث في هاتفه المحمول، وفي الخلف ازدحم كل من نوبير الأموي وعبد الرحمان العزوزي وكافي الشراط.حسب منظمين، فإن الزعماء فضلوا هذه الطريقة لاختراق الحشود الكبيرة من المشاركين الذين رابطوا في عدد من الأزقة التي تفصل مقر الكونفدرالية وساحة النصر، بينما أسر قيادي لـ»الصباح» أن بعض الأمناء العامين أضحوا عاجزين عن قطع هذه المسافة القصيرة مشيا، كما كانوا يفعلون سابقا، بسبب السن والأمراض التي تنخر الأجساد.وصول القياديين الأربعة إلى مقدمة المسيرة كان إيذانا أسطورة التنظيم المحكم، التي حرص المئات من المناضلين على ارتداء صدريات بألوان خضراء وبرتقالية فاقعة. ألفا أستاذ متدرب يحاسبون بلمختار لم يتأخر الأستاذة المتدربون الذين يقاطعون الدروس النظرية والتطبيقية في تلبية نداء المركزيات النقابية الأربع الداعية إلى تنظيم مسيرة بالبيضاء، وحضروا بقوة رافعين شعاراتهم إلى جانب مطالب المركزيات النقابية، كما استغلوا الفرصة لتوجيه انتقاداتهم لرشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين بسبب "تعنته ورفضه الاستجابة لمطالبهم". قبل انطلاق المسيرة، بحوالي ساعة، اجتمع الأساتذة المتدربون، وارتدوا وزراتهم البيضاء، ووضعوا الشارات الحمراء، استعدادا لانطلاق احتجاجاتهم إلى جانب المركزيات النقابية، مشكلين حلقة ليثبتوا وجودهم في المسيرة برفع شعاراتهم، ومطالبهم، وإعلان تضامنهم مع النقابات في معركتها مع الحكومة لحثها على تحقيق ملفهم المطلبي، والالتزام بوعودها.الشعارات المرفوعة في حلقة الأساتذة المتدربين قبل انطلاق المسيرة، تؤكد استمرارهم في معركتهم من أجل "إسقاط" المرسومين الوزاريين، والدفاع عن الحق في الوظيفة العمومية ، والتنبيه إلى "المخططات التي تهدف إلى الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات المغاربة في الوظيفة العمومية والتعليم"، على حد تعبيرهم.مساندة متدربي مراكز تكوين الأساتذة للمركزيات النقابية، لم تكن وليد الصدفة، إذ أن أسبابا، حسب تأكيد بوشعيب العسري، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمراكز الجهوية لمهني التربية والتكوين بالمغرب، دفعتهم إلى ذلك، مشيرا إلى أن التنسيقية عبرت عن الدعم بعدما أن تلقت المساندة من قبل عدد من النقابات.وأوضح العسري في حديثه مع "الصباح"، أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ أن قرار المشاركة جاء بعدما طرح الملف المطلبي للمتدربين، واحتجاجاتهم المتواصلة، أخيرا، بمجلس المستشارين "لم يكن من الممكن عدم المشاركة في المسيرة التي دعت إليها النقابات، سيما أنهم لمسوا الدعم من النقابات وعبرت عن مساندتها لهم"، مشيرا إلى أن حوالي ألفي أستاذ متدرب حجوا إلى البيضاء، من مختلف المراكز الجهوية، للتأكيد أنهم سيستمرون في مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية ، وعزمهم خوض كل الخطوات الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبهم والتخلي عن المرسومين الوزاريين. العاطلون يرفعون مطالبهم حضر بعض أعضاء الجبهة الموحدة ضد البطالة، في مسيرة المركزيات النقابية، ورغم أن حضورهم لم يكن قويا، استطاعوا إثبات وجودهم، وتوزيع دعوات المشاركة في مسيرتهم التي من المنتظر أن تنظم 20 دجنبر المقبل. ووجد العاطلون الذين يرابطون منذ خمس سنوات بشوارع الرباط من أجل تحقيق مطالبهم، والتوظيف المباشر دون إجراء المباريات، مكانا لهم بين المشاركين في المسيرة التي دعت إليه المركزيات النقابية والتي تعد الخطوة الأولى في مسلسلها الاجتماعي. وإلى جانب تقديم الدعم ومساندة المركزيات في خطوتها الاحتجاجية، تكلف بعض أعضاء الجبهة، التي تشكلت أخيرا، تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بحمل لافتة يؤكدون فيها مساندة النقابات من أجل القضاء على السياسات اللا شعبية التي تنهجها الحكومة، مؤكدين أن الشباب والعاطلين أكثر تضررا منها، سيما أنها تمس حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة العموميتين وفي التوظيف والشغل القار. خروج العاطلين إلى جانب المركزيات النقابية، يأتي أيضا، على حد تعبيرهم، من أجل التعبير عن استنكارهم اختيار الحكومة لغتي العنف والقمع مع احتجاجاتهم ونضالاتهم العادلة والمشروعة، وللمطالبة بتوفير الوظائف ومناصب كافية في الشغل القار، وبالتراجع عن المراسيم والقوانين التراجعية الماسة بحقوقهم ومكتسباتهم. أعضاء الجبهة الذين حضروا المسيرة لم يفوتوا فرصة دعوة تنظيمات العاطلين والإطارات السياسية والنقابية والحقوقية ، للمشاركة في مسيرة دجنبر المقبل، ضد البطالة، وللاحتجاج على مشروع القانون المالي 2016، ومن أجل المطالبة بقانون مالي اجتماعي يوفر مناصب شغل كافية كفيلة بامتصاص البطالة المسجلة في صفوف الشباب.حناجر العاطلين الذين حضروا المسيرة، صدحت أيضا بمطالب العاملة، والتي من أجلها نزلوا إلى الشارع من أجل تحقيقها، مستنكرين مس الحكومة القدرة الشرائية للمغاربة عبر الزيادات الصاروخية في الأسعار وتجميد الأجور وتفكيك صندوق المقاصة.

وفاة مغربي «لاجئ سوري» بسواحل اليونان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكحول من أسباب المرض

دواء فيروس الكبد على محك الفعالية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات