التحول الديمغرافي يفرض على المغرب تحديات كبرى

شيخوخة المجتمع تزيد أعباء صناديق التقاعد وتفرض توفير خدمات صحية واجتماعية خاصة يبدو أن المجموعة السويسرية «ليبرا كابيتال ليمايتد»، استشرفت الانتقال الديمغرافي للمغرب حتى قبل أن تعلن المندوبية السامية للتخطيط أخيرا عن نتائج البحث، الذي أنجزته في ثلاث زيارات، تمت كل ستة أشهر في الفترة الممتدة من ماي 2009 وغشت 2010، لدى 105 آلاف أسرة، تمثل عينة تمثيلية لمجموع السكان المغاربة خلال ثلاث زيارات فمنذ ما يزيد عن ثمانية أشهر، قررت المجموعة السويسرية إنشاء مركب سياحي "موروكو ريفييرا"، لفائدة المتقاعدين، وذلك بغلاف مالي يناهز 63 مليار درهم ويمتد على مساحة تقدر بحوالي 3850 هكتارا على الساحل الممتد ما بين طانطان وكلميم، ويعتبر أول مشروع من نوعه بالمغرب. وبعد الكشف عن نتائج البحث الوطني الديمغرافي متعدد الزيارات، الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، أخيرا، اتضح أن أصحاب المشروع السياحي لم يكونوا مخطئين بتهييئ بنيات استقبال للمتقاعدين، إذ أن من بين أهم خلاصات الدراسة، تراجع نسبة الخصوبة إلى ما دون المعدل المطلوب لإعادة إنتاج الأجيال، ما يعني أن المجتمع المغربي يتجه نحو الشيخوخة، وأن قاعدة الهرم السكاني للمغرب، المشكلة من الشباب، أصبحت تتئاكل، لفائدة الفئات العمرية الكبيرة. الأمر الذي جعل المجموعة السويسرية من خلال إستراتيجية استباقية تقرر إنشاء مركب ترفيهي وسياحي لهذه الفئات، إذ ينتظر أن يصل زبناؤه، حسب أصحاب المشروع، إلى 270 ألف زبون.وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن التحول الديمغرافي الذي يشهده المغرب، بقدر ما سيخفف على الدولة العبءالمالي الذي تتحمله من أجل ضمان تمدرس الفئات العمرية التي تقل أعمارها عن 15 سنة، نظرا لتقلصها في المستقبل، فإنه، بالمقابل، يفرض العديد من التحديات، التي يتعين مواجهتها مستقبلا، إذ أن ارتفاع نسبة الشيخوخة والسكان غير النشيطين، خاصة المتقاعدين منهم، من شأنه أن يؤزم أكثر منظومة التقاعد، التي يتهددها الإفلاس ما لم تتخذ إجراءات وإصلاحات هيكلية بشأن هذه المؤسسات، كما أن ارتفاع الشيخوخة يتطلب توفير الخدمات الصحية الضرورية لهذه الفئات، التي تتطلب رعاية خاصة. كل ذلك يتطلب مجهودات مالية إضافية ويتعين على المغرب البحث عن مصادر لتمويلها.في السياق ذاته، فإذا كان المغرب ربح خلال خمسين سنة الأخيرة 28 سنة على مستوى أمل الحياة، إذ انتقل من 47 سنة خلال 1960، إلى 74.8 سنة حاليا، فإن ذلك يعني أن الدولة يتعين عليها تحمل فئة من السكان غير النشيطين، الذين ستزداد أعدادهم مع مرور السنوات، لمدة أكثر، إذ أصبحوا يعمرون أكثر من السابق، مع ما يعني ذلك من عبء على صناديق التقاعد، إذ أنها بدورها ستضطر إلى أداء معاشات لفترات أطول من السابق. وبعد ما أعلنت المندوبية السامية للتخطيط عن نتائج دراستها، فإن الحكومة مطالبة بالتفكير في كيفية التعامل مع المعطى الديمغرافي الجديد، إذ يطرح الانتقال الديمغرافي الحالي العديد من التحديات على المدى المتوسط والطويل، سيما أن المغرب يتجه نحو اتساع قاعدة المسنين وتقلص الفئات العمرية الصغيرة، ما دام أن مؤشر الخصوبة المسجل بالمغرب لا يسمع بتعويض وإعادة إنتاج الأجيال. عبد الواحد كنفاوي

التحول الديمغرافي يفرض على المغرب تحديات كبرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هاكش: الحديث عن شيخوخة المجتمع ليس جديدا

شبح الشيخوخة يزحف على المجتمع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات