الخصوبة الحضرية في منعطف خطير

سجل البحث الوطني الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط أن الخصوبة الحضرية تعرف منعطفا غير مسبوق، لأنها استقرت دون عتبة تجديد الأجيال أي 1.84 طفل لكل امرأة. وإذا ما تبين أن هذا الانخفاض متواصل، يضيف البحث، فإننا سنعرف في غضون السنوات المقبلة تباطؤا متزايدا للتكاثر الديمغرافي للسكان الحضريين الذين لن تغذيهم آنئذ سوى الهجرة القروية. ويربط البحث نفسه بين ظواهر الإنجاب والخصوبة التي تخضع، حسبه، إلى عدة عوامل سوسيو اقتصادية وثقافية ودينية. موضحا ذلك بالقول "لكي يقبل الفرد منذ البداية إنجاب الطفل في هذا العالم ينبغي أن يكون مطمئنا أن أطفاله سيعيشون ويبقون أحياء إلى سن متقدمة"، ولذلك يضيف البحث أن المغاربة، القرويين منهم على الخصوص، يعتمدون على ذريتهم عند بلوغهم سنا متقدمة والذكور منهم على وجه الخصوص، وهذا يعني، حسب البحث، أن "ما سمح أو سهل الانخفاض الشديد للخصوبة هو خلفية الانخفاض القوي للوفيات". وأظهرت نتائج البحث نفسه أن مغربية واحدة كانت تنجب في بداية الستينات 7.2 من الأطفال، أما اليوم فإن هذا العدد لا يزيد عن 2.19 من الولادات الحية أي 5 أطفال أقل عما كان عليه الحال منذ خمسين سنة أو 70 في المائة. ورغم أن الخصوبة القروية (2.70) لم تبلغ بعد عتبة التعويض، يشرح البحث، فإن وتيرة انخفاضها مع مرور السنين تؤشر عن تطور شبيه بما حصل في المدن. ذلك أن الفارق في الخصوبة ما بين القروي والحضري انتقل من 3.2 طفلا سنة 1986 إلى 0.9 طفلا سنة 2009 . وهذا الالتقاء يدفع الى الاعتقاد بأن الخصوبة القروية على غرار الوسط الحضري ستنخفض ولا شك إلى ما دون عتبة تجديد الأجيال.إلى ذلك، يشير البحث إلى أنه إذا كانت مكافحة الموت شيئا طبيعيا وغريزيا، "فإن اختيار الخصوبة المراقبة يعد فعلا إراديا يقتضي اختيارات فردية أو اختيارا للزوجين معا، وبالتالي فإن هذا الانخفاض الشديد للخصوبة يعكس، بالطبع، بروز نزعة فردية على حساب القيم المجتمعية". مسجلا أن المغرب بات في طليعة الدول العربية (تونس: 2.05، لبنان :1.69 ) بالنسبة إلى انتقال خصوبته. ولم يعد يفصله عن فرنسا (2.02) إلا بضعة الأعشار.وقال البحث نفسه إن السنوات الأخيرة كانت حاسمة بالنسبة إلى الانخفاض الشديد للخصوبة لما تحت عتبة تجديد الأجيال (2.1 طفل لكل امرأة)، إذ بلغ مؤشر الخصوبة 2.46 سنة 2004 وكان من الممكن أن يبقى قريبا من هذا المستوى الذي لن يرضى به أحد، إلا أنه وفي ظرف 6 سنوات انخفض وبوتيرة قوية ناهزت 2 في المائة سنويا وهي ظاهرة جديرة بالملاحظة، خصوصا عندما تكون الخصوبة منخفضة من قبل. ض. ز

الخصوبة الحضرية في منعطف خطير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توجه المغرب نحو الشيخوخة ظاهرة غير صحية

أمد الحياة في تزايد... المغربي يعيش 28 سنة إضافية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات