تسجل السهرة الفنية "نغنيوها مغربية"، التي تعرض على شاشة القناة الثانية بشكل دوري، نسبة مشاهدة هامة. وتعتبر من بين البرامج الفنية الراقية التي تبثها "دوزيم"، خاصة أنها تقدم الأغنية المغربية بشكل جديد وعصري، من خلال إشراك الرواد والفنانين الشباب في "ديوهات" خفيفة تجعلها قريبة إلى المشاهدين، خاصة من الشباب. البرنامج، الذي يجمع بين التثقيف والترفيه، يسلط الضوء أيضا على ظروف خروج بعض الأغاني الخالدة إلى الوجود ويحرص على استحضار جميع مكونات المجتمع المغربي في اختيار مواد ومواضيع السهرة، بما في ذلك المكون الأمازيغي والحساني والعبري. "الصباح" زارت استوديوهات القناة الثانية وجاءت بكواليس تصوير "نغنيوها مغربية"، مباشرة من "بلاتو" البرنامج، تجدونها ضمن الورقة التالية:الصباح تنقل كواليس تصوير إحدى الحلقات مباشرة من استوديوهات "دوزيم إنجاز: نورا الفواري - (تصوير: أحمد جرفي) الساعة تشير إلى الواحدة زوالا. المكان: استوديوهات القناة الثانية. الحركة دؤوبة في "بلاتو" تصوير سهرة "نغنيوها مغربية"، التي يعدها عبد السلام الخلوفي ويخرجها محمد ليشير. الحلقة تستضيف مجموعة من الفنانين، على رأسهم "القيدوم" عبد الواحد التطواني، والفنان الشعبي مصطفى بوركون، إضافة إلى الأصوات الشابة إلياس طه وليلى البراق ومريم الشجيري، والفنان السوري بدر رامي ونجم الأغنية الشعبية عمر شريف. الأولوية للفنان المغربييقول الخلوفي، في حديث مع "الصباح" يشرح فيه مراحل إعداد البرنامج الذي يعرض على شاشة "دوزيم": "في البداية، نختار موضوع الحلقة التي تكون إما خاصة، أو تضم ألوانا مختلفة، قبل أن يتم اقتراح الفنانين المشاركين فيها. تبدأ بعد ذلك عملية التوافق على الموضوع والأسماء بتنسيق مع خلية المنوعات داخل القناة الثانية التي تشرف عليها نادية شوكت، قبل أن تتم مناقشة الحلقة مع مدير البرمجة تتداول خلالها مجموعة من الأفكار للوصول إلى اتفاق وصيغة نهائية. بعدها يتم الاتصال بالفنانين المشاركين والحصول على موافقتهم وإخبارهم بما هو مطلوب تحضيره، واقتراح ما هو مناسب لهم من أغان والاتفاق على تقطيعها".ويضيف الخلوفي، في رده على سؤال ل"الصباح"، حول إن كان البرنامج لا يفكر في الانفتاح على فنانين أجانب، خاصة بعد "الفورة" التي أصبحت تعرفها الأغنية المغربية على مستوى العالم العربي، إن الأولوية تبقى للفنان المغربي، كما أن الهدف من البرنامج هو إعلاء قيمة الأغنية المغربية بجميع تلويناتها وتقريبها إلى جمهور الشباب بصيغة عصرية وإرضاء جميع مكونات المجتمع المغربي بدون طغيان عنصر على آخر، بما في ذلك المكون الأمازيغي والحساني والعبري. العمل الجماعي وراء النجاحمن جهته، اعتبر عبد القادر الكرتيلي، المسؤول داخل إدارة الإنتاج، أن القناة الثانية تقوم بكل ما في وسعها من أجل أن يمر البرنامج في ظروف جيدة ويطل على المشاهدين في أبهى حلة، سواء على مستوى إعداد الأستوديو فنيا وتقنيا ولوجستيكيا، أو على مستوى الصورة والإضاءة والصوت، وتوفير جميع شروط الراحة للفنانين المشاركين ومنحهم تعويضاتهم وفق "الباريم" المعمول به، وتوفير الأكل والفندق وتعويضات التنقل بالنسبة إلى الفنانين المقيمين خارج الدار البيضاء، نافيا، في حديث إلى "الصباح"، أن تكون الإمكانيات المخصصة للبرامج لها علاقة بجودة المنتوج المقدم. وقال، في رد على سؤال "الصباح" في السياق نفسه "صنع برنامج جيد لا علاقة له بالإمكانيات. نحن نحرص على تقديم مادة جديدة وجيدة تحترم ذكاء المشاهد وصورة البلد، وذلك من خلال عمل جماعي تشارك فيه مجموعة من العناصر وتساهم في نجاحه، بغض النظر عن الإمكانيات المخصصة، والتي تبقى في المستوى المطلوب، رغم كل ما يمكن أن يقال". "نغنيوها مغاربية" فكرة واردة أوضح الكرتيلي أن برنامج "نغنيوها مغربية"، حسب دراسة قامت بها القناة، يسجل نسبة مشاهدة هامة لا تقل عن 30 في المائة، وتصل أحيانا إلى 40 في المائة، مع العلم أن البرنامج يحرص على أن يكون تثقيفيا وترفيهيا في الوقت نفسه، مؤكدا أن البرنامج يعرف نسبة مشاهدة عالية جدا في الجزائر، تصل تقريبا إلى نسبة المشاهدة العالية التي كان يعرفها برنامج "استوديو دوزيم".من جهته، أكد الخلوفي ما قاله الكرتيلي حول ارتفاع نسبة المشاهدة في الجارة الجزائر، مشيرا إلى تلقيه اتصالات من فنانين جزائريين يرغبون في المرور بحلقاته، وهو ما يجعل التفكير في إمكانية تحويله إلى برنامج مغاربي تحت اسم "نغنيوها مغاربية"، وارد. الخلوفي، أشار أيضا إلى أن الحلقة الخاصة بالمسيرة الخضراء، والتي عرضت السبت الماضي بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الأربعين للحدث التاريخي، سجلت حصة مشاهدة وصلت إلى 37.2 في المائة، رغم أن البرنامج لم يعرض في "البرايم تايم" (وقت الذروة)، بل في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، وهو توقيت لا تكون فيه نسب المشاهدة عالية. كواليس > عرف تصوير الحلقة، التي تبث قريبا على شاشة القناة الثانية، العديد من "الأعطاب". معد البرنامج، عبد السلام الخلوفي، تعرض أصبعه ل"بلوكاج" تسبب في توقف حركته تماما، واضطر إلى وضع يده لمدة دقائق في الماء البارد، قبل أن تعود إليه الحركة من جديد. عبد الواحد التطواني، من جهته، أصيب بنزلة برد أفقدته صوته تماما، الذي لم يتمكن من استعادته رغم تناوله عددا من الأدوية. أما عمر شريف، فظل يبحث عن "دوليبران" للتخلص من آلام الرأس التي أصابته منذ بداية التصوير. "عوينة هادي ضربات البرنامج". > جاء الفنان الشعبي مصطفى بوركون مرفوقا بابنه الذي ظل معه إلى نهاية التصوير، ومثله فعل عبد الواحد التطواني الذي رافقه ابنه ياسين الذي يمضي عطلته في المغرب، قادما من الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقيم. أما بدر رامي، فكان رفقة والده العازف محمد رامي. "الله يرضي على الوليدات ويطول فعمر الوالدين". > طاقم تصوير البرنامج يعمل مثل خلية نحل، تحت إشراف توفيق إمام، مساعد المخرج، الذي يحرص على تتبع كل صغيرة وكبيرة، ويعطي تعليماته بكل دقة للفنانين والتقنيين والجمهور الحاضر بالاستوديو، حتى تمر الأمور كلها بسلام وينتهي التصوير في الوقت المحدد له. "اللي عندو عندو". > المخرج محمد ليشير كان صارما في إعطاء التوجيهات للتقنيين، ولم يكن يسمح أبدا بالخطأ، فتارة يبدي ملاحظة حول الإضاءة ومرة حول حركة الكاميرا. "ما تبقاوش تلعبو فلي فون... هادي ما تعاودش... الله يرحم والديكم... ما غانبقاوش نهضرو على هاد التفاصيل البسيطة.. حشومة هادشي..."... كان يردد في كل مرة، أحيانا بعصبية، قبل أن يرجع إلى الهدوء، ثم يفقد أعصابه من جديد. "ليشير... إنت معلم". > لم تتوقف الحركة في "لي لوج" الخاصة بالفنانين ومرافقيهم. وكانت قفشات عمر شريف وإلياس طه تملأ المكان بهجة وضحكا. وبين النكات و"الشدان" في بعضهما، مر التصوير في أجواء لم تخل من مرح، في الوقت الذي كانت الغرفة الخاصة بالمغنيتين ليلى البراق ومريم الشجيري منضبطة وفق إيقاعات مشط "الكوافورة" وفرشاة المشرفة على الماكياج. "الله يجعل الفنانين ديما ضاحكين بيناتهم". > ما أن انتهى تصوير الحلقة حوالي الساعة التاسعة مساء، حتى انهال بعض الفنانين على أطباق الوجبات الخفيفة والعصائر، وأجهزوا عليها دفعة واحدة ولم يتركوا إلا الفتات، خاصة أن التصوير بدأ حوالي الساعة 12 زوالا. "الجوع ما يشاور".