طوى سعيد الخيدر آخر صفحة في كتاب حياته صباح أول أمس (السبت)، عندما توقف قلبه فجأة عن النبض ، حين كان يمارس تمارينه الرياضية في مرآب منزله بحي المنزه بالرباط في حدود الحادية عشرة والنصف.ألح الراحل في طلب سيارة الإسعاف، بعد أن شعر بأن أمرا غير عاد في جسده، لكن القدر لم يمهله، فغادرت الروح جسده النحيل إلى بارئها، قبل أن تصل سيارة الإسعاف إلى المستشفى. رحل سعيد الخيدر تاركا وراءه أربعة أبناء وأحلاما كثيرة معلقة. كان يحلم بتدريب فريق مغربي يعيده إلى الواجهة، بعد عودته من تجربة بالخليج قبل سنتين، فلهذا رفض عرضا من فريق عماني الصيف الماضي، من أجل البقاء قرب أبنائه الأربعة.كما رحل دون أن يحصل على شهادة الدكتوراه في خطة 5 - 3 - 2 التي ظل يحضرها منذ أكثر من عشر سنوات، لكن في كل مرة كان يتوقف عنها، بفعل التزاماته المهنية والأسرية.ابن الشماعية لم يتخل عن لكنة منطقته، حتى وهو يستقر في الرباط ويمر من عدد من المدن والفرق.. ظل كما هو منذ أول لقاء معه قبل 13 سنة، حتى آخر لقاء يوم الاثنين 12 أكتوبر الماضي، وكان صدفة على هامش مباراة جمعت فريقين سبق له أن دربهما معا هما الرشاد البرنوصي وشباب المسيرة.لغريب الصدف، في اللقاءين معا، تحدث الخيدر بنبرة معاتبة، في اللقاء الأول بعد خبر صادر عن أزمة نتائج كانت في فريقه السابق شباب المسيرة، وختم حينها حديثه بالقول «اعملوا وسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون»، وفي اللقاء الثاني حين قال معاتبا ومعانقا في الوقت نفسه «نسيتينا. وعلاش كاتجي الرباط وماتكولهاش».ولد سعيد الخيدر في 1956 بالشماعية، قبل أن يواصل دراسته في معهد مولاي رشيد بالرباط، ويتخرج منه إطارا للشباب والرياضة، ثم يكمل دراسته ببلجيكا، حيث حصل على «دبولم» التدريب الدرجة الثالثة.وأشرف الراحل سعيد الخيدر على تدريب مجموعة من الأندية، كالكوكب المراكشي والنادي المكناسي والمغرب التطواني وشباب المسيرة ووداد فاس والرشاد البرنوصي واتحاد طنجة ودبا الحصن الإماراتي والعروبة العماني، كما قاد المنتخب الوطني في الألعاب الأولمبية 2000 بسيدني.وكان اتحاد الخميسات آخر فريق دربه الخيدر موسم 2011 - 2012، ثم انتقل بعد ذلك إلى عمان لتدريب العروبة قبل سنتين، لكن تجربته لم تدم طويلا، إذ سرعان ما عاد إلى المغرب، حيث ابتعد عن الأضواء منذ ذلك الوقت، لكنه عاد إليها بخبر محزن هذه المرة، مثل أغلب الرياضيين الأبطال، رحمه الله.عبد الإله المتقي