حدقة: المسؤولية مشتركة

رئيس مديرية التحكيم قال إن هفوات الحكام تدخل في إطار السلطة التقديريةاعترف يحيى حدقة، رئيس مديرية التحكيم بوجود أخطاء تحكيمية في بعض مباريات منافسات الكأس العرش والبطولة . وقال حدقة، في حوار مع ”الصباح الرياضي”، إن الهفوات التحكيمية تدخل في إطار السلطة التقديرية، وغير متعمدة، وتحدث عادة في عديد المباريات الدولية، محددا أسبابها في سوء تقدير الحكام لضربات الجزاء. إلى ذلك، أكد حدقة بخصوص التعيينات، أن المديرية تتقاسم مسؤوليتها مع اللجنة المركزية للتحكيم، قبل أن يضيف ”نحن في المديرية نهيئ المشروع ونقدم الاقتراحات لمناقشتها، قبل المصادقة عليها من قبل اللجنة المركزية، طبقا للقانون”. وأقر حدقة أن التحكيم المغربي ما يزال يعتمد على ما هو موجود، بمعنى أنه يفتقد إلى الحكام القادرين على قيادة المباريات الصعبة إلى بر الأمان. وفي ما يلي نص الحوار: مرة أخرى يعود التحكيم إلى الواجهة بعد موجة الاحتجاجات، ما تعليقك؟ أعتقد أن بعض المباريات عرفت أخطاء تقديرية، سواء لحكام الوسط أو المساعدين، وهي أخطاء تقديرية تقع في مختلف البطولات. كما أن أغلب هذه الأخطاء ناتج عن سوء تقدير الحكام لضربات الجزاء، التي تعرف جدلا واسعا، سواء للفريق المستفيد أو المتضرر. وتساهم في هذه الأخطاء سرعة اللعب وتحايل بعض اللاعبين. ومن خلال قراءتنا لهذه المباريات، اتضح لنا أنها لم تكن شاذة باستثناء مباراة أولمبيك خريبكة واتحاد طنجة، التي أعلن فيها الحكم المساعد الأول ليوسف هراوي ضربة جزاء غير مشروعة. ألم تكن هناك أخطاء مؤثرة؟ بلى، لكن يمكن تصنيف أغلبها في الأخطاء التقديرية، سواء في مسابقة كأس العرش أو البطولة، لهذا أخذنا المتعين فيها، كما أننا وقفنا على أخطاء أخرى دون أن ينتبه إليها أي حد، ولم تثر أي احتجاجات من خلال تحليلنا لجميع المباريات. هل يمكن اعتبار الاحتجاجات والهفوات التحكيمية نقطة سوداء في بطولتنا؟ أولا، الاحتجاج مقبول إذا كان رسميا في سياق نسق اللعب، إذ من حق المتضرر أن يحتج، لكن بعيدا عن استعمال عبارات نابية في جسم كروي ناضج، لهذا فالاحتجاجات يجب أن تكون قانونية ومضبوطة، وغير ذلك تبقى نقطة سوداء فعلا، إلى جانب الشغب، الذي يجب أن يضمحل من ملاعبنا. يبدو أن فرقا لم تكتف بالاحتجاج بقدر ما تعدته لتطالبك بالتنحي، كما هو حال المغرب الفاسي؟ أعتقد أن هياكل الجامعة لديها صلاحية في اتخاذ أي قرار بشأن تنحي عن المسؤولية أو الاستمرار فيها، واحتجاج «الماص» يبقى احتجاجا، كما أن الفريق الفاسي ليس الفريق الوحيد، الذي ارتكبت أخطاء لفائدته أو ضده. ومن حق كل مسؤول أن يعبر عن غضبة بالطريقة التي يراها مناسبة ويكتب ما يريد. لكن ما أريد قوله، هو أننا لم نتعمد الخطأ، بدليل أن حكما دوليا قاد مباراته أمام الرجاء الرياضي في ذهاب ربع نهائي كأس العرش، وحكما وطنيا متمرسا قاد الإياب. إذن أنت تقر بوجود هفوات ؟ لقد عاينا أزيد من 25 حالة ارتكبت فيها هفوات تحكيمية، وخلفت احتجاجات منذ انطلاق الموسم الجاري، بيد أن الحكام كانوا صائبين في معظمها. نقوم بتحليل كل مباراة بعد نهايتها، ونقف على الهفوات المرتكبة رفقة اللجنة المركزية، ونتخذ القرارات في الحالات المؤثرة، سواء في مباراتي المغرب الفاسي أو الرجاء أو في مباراة الدفاع الجديدي ونهضة بركان. لقد ارتكبت فعلا هفوات في التقويم وقررنا فيها اعتمادا على تقرير المراقب، وتسجيل المباراة، كما بتتنا في حالات لم يتحدث عنها أي أحد، إننا لا نغطي الشمس بالغربال. تثير التعيينات جدلا واسعا، فمن يقوم بها اللجنة المركزية للتحكيم أم المديرية؟ إننا في المديرية نهيئ المشروع ونقدم الاقتراحات ونناقشها في ما بيننا، ولا تصبح التعيينات نهائية، إلا بعد المصادقة عليها من قبل اللجنة المركزية للتحكيم، طبقا للقانون المعتمد لدينا. ويمكن أثناء مناقشتنا تغيير تعيين حكم بآخر، خدمة لمصلحة المباراة، أي أننا نفكر في المشروع ونهيئه للجنة المركزية للبت فيه بعد مناقشته دون تدخل أي طرف آخر خارج الأعضاء الحاضرين في الاجتماع، قبل نشر التعيينات على الموقع الإلكتروني للجامعة. ولماذا توضع المديرية في قفص الاتهام إذن؟ إننا نتقاسم مسؤولية التعيينات مع اللجنة المركزية للتحكيم، من خلال إعداد الاقتراحات ومناقشتها، فهناك إكراهات عديدة، من قبيل وجود تسعة حكام ينتمون إلى الدار البيضاء والرباط، لا يمكنهم قيادة مباراة المغرب الفاسي والرجاء مثلا، فيما هناك من يطالب بعدم تعيين حكم معين لمباريات فريقه، لمجرد أنه لا يربح معه، لكننا نؤكد أننا نحرص على تعيين الحكم المناسب في كل المباريات، خاصة ممن يتمتعون بكاريزما القيادة. أما الحكام الشباب الذين نراهن عليهم في المستقبل، فإننا مازلنا نتحفظ في الزج بهم في مباريات صعبة، في انتظار أن يشتد عودهم أكثر. هل تقر فعلا أن التحكيم المغربي تراجع في السنوات الأخيرة؟ منذ سنوات والتحكيم المغربي يعتمد على ما هو موجود، بمعنى أنه يفتقد إلى الحكام القادرين على قيادة المباريات الصعبة إلى بر الأمان، كما كان عليه الحال منذ التسعينات، لهذا نحاول إيجاد حل للخصاص الذي نعانيه، ليس في العدد، بل في الحكام المتمرسين الذين يتحملون ضغط المباريات والجماهير والإعلام. ما ينقصنا حاليا هو الحفاظ على المردودية في المستوى طيلة الموسم، وهو ما نشتغل عليه حاليا.أجرى الحوار: عيسى الكامحيفي سطورالاسم الكامل: يحيى حدقةتاريخ ومكان الميلاد: 28 /2/ 1956 في أكاديرحكم دولي سابق من 1993 إلى 2001محاضر وخبير لدى الاتحاد الدولي لكرة القدممكون الحكام في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وكأس العالم 2011 في كولومبيا أقل من 20 سنةشارك في جميع الدورات التكوينية لحكام الصفوة من 2008 إلى 2014شارك مكونا في جميع كؤوس إفريقيا

حدقة: المسؤولية مشتركة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المديرية تحتمي بـ "فيفا" في الشارة الدولية

بداية موسم على إيقاع الاحتجاج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات