الاستماع إلى شهود ملف الأمنيين بفاس

استمع قاضي التحقيق باستئنافية فاس، صباح أول أمس (الاثنين)، إلى عدة شهود في ملف اتهام أمنيين بالارتشاء وغض الطرف عن نشاط بارون مخدرات ضبطت بحوزته ثلاثة آلاف قرص مهلوس، على متن سيارته أثناء تفتيشها بحي طارق، قبل حجز كمية مهمة من مخدر الشيرا بمنزله بحي زينب الدكارات. وينتمي غالبية الشهود المستمع إليهم طيلة ساعات إلى الزوال، إلى المجموعة الأولى المكونة من 11 شخصا بينهم البارون وزوجته وصيدلاني، المعتقلون بسجن عين قادوس والمدانون ابتدائيا بعقوبات سجنية نافذة تراوحت بين سنة و5 سنوات، وبلغت في مجموعها 30 سنة حبسا. وساءل القاضي المكلف بالتحقيق في الملف، الشهود حول علاقتهم بمسؤولي الأمن المتهمين الذين يوجد ثلاثة منهم رهن الاعتقال بسجن عين قادوس، وصحة تسليمهم مبالغ مالية أو التوسط في ذلك بينهم وبين بارونات. وظل المتهمون الأحد عشر خارج مكتب القاضي في الممر القريب من القاعة الثانية، فيما توالى دخول الشهود الواحد تلو الآخر، للاستماع إلى تصريحاتهم قبل إقفال الملف وتعيين صباح الخميس المقبل تاريخا للاستماع تفصيليا إلى مسؤولي الأمن المشتبه فيهم، بعد تأجيل ذلك في جلستين سابقتين. ولم تستبعد مصادر «الصباح» احتمال إجراء خبرة تقنية على هواتف المتهمين والمصرحين من أعضاء المجموعة الأولى، للتأكد من فحوى وصحة اتصالات هاتفية بين الطرفين لتحديد مواعد لتسلم تلك المبالغ المالية، سيما أمام إصرار مدانين في الملف الأول، على تأكيد وجود هذه العلاقة المشبوهة. وذكر عاطل (51 سنة)، ضبطت بحوزته أثناء اعتقاله 350 غراما من الشيرا، خلال استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا من قبل قاضي التحقيق بابتدائية فاس، أن شخصا ذكره باسمه الشخصي، يحضر عنده مرة كل يوم جمعة، لتسلم 2100 درهم لإعادة تسليمها إتاوات إلى رجال شرطة. هذه الحقيقة التي كشفها هذا العاطل المدان ابتدائيا بأربع سنوات حبسا نافذا، أكدها مصلح دراجات نارية (53 سنة، أب لثلاثة أبناء)، أدين بسنة واحدة حبسا، مشيرا إلى معاينته حضور الوسيط وإخباره من قبل زميله الأول، بتسليمه مبالغ مالية لتسلميها إلى الشرطة، نظير غض الطرف عن نشاطه. وأكد مساعد كهربائي مدان بأربع سنوات حبسا وأوقف وبحوزته ب600 غرام من الشيرا، حقيقة مشابهة تخص وساطة الشخص ذاته (تاجر) مدان بخمس سنوات سجنا، لتسليم الشرطة كل سبت، مبالغ مالية تتراوح بين 2000 و3 آلاف درهم رشوة للتغاضي عنه، معترفا بتسليمه شخصيا مبالغ أخرى للشرطة. وذكر بعض المصرحين أسماء مسؤولي الأمن المتابعين، باعتبارهم متلقين لتلك الرشاوي المسلمة من بارون المخدرات، بوساطة من التاجر المذكور، ما أنكره المتهمون، ومن شأن إجراء خبرة تقنية على هواتف المصرحين، كشف صحة أو خطأ ادعاءات كل طرف. وينتظر أن يواجه قاضي التحقيق، رجال الأمن المتهمين في الجلسة المقبلة، بما ورد على لسان الشهود من حقائق، على أن يجري مواجهة فيما بينهم إن اقتضت الضرورة ذلك، والاستماع إليهم تفصيليا، قبل اتخاذ أي قرار تتحدد على ضوئه طبيعة المتابعة القضائية في حق هؤلاء الأمنيين. ويتابع في الملف، 11 أمنيا غالبيتهم يمارسون في المصلحة الولائية للشرطة القضائية، أحيلوا على الوكيل العام من قبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بناء على الأبحاث الموازية للملف الأول، لتورطهم في الارتشاء، قبل إحالتهم على قاضي التحقيق الذي متعهم بالسراح المؤقت مقابل كفالات متفاوتة. حميد الأبيض (فاس)

الاستماع إلى شهود ملف الأمنيين بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتراضان يهددان بإقصاء ليبيا

إيقاف 15محتجا ضد ״أمانديس״ بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات