أغماني: لشكر فقد ذاكرته

عضو حزب البديل الديمقراطي قال إن الكاتب الأول للاتحاد شطب على الحزب من المشهد السياسي كشف جمال أغماني، القيادي السابق في الاتحاد الاشتراكي وعضو حزب البديل الديمقراطي، الأسباب التي دفعته، رفقة قياديين آخرين، للخروج من الحزب، والتي ربطها بشكل مباشر بسياسة إدريس لشكر الذي يرغب في تصفية حسابات قديمة، كما تحدث عن حزب البديل الديمقراطي ومشروعه السياسي ... أجرى الحوار: أحمد الأرقام < انتقدكم إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في ندوة صحافية، بأنكم فشلتم انتخابيا، حتى قبل أن يتحمل المسؤولية الحزبية، ما هو ردكم على هذه الاتهامات؟ < في البداية، أود أن أسجل شديد استغرابي مما قاله ادريس لشكر وبدون مناسبة في ندوته الصحافية، وكما علق بعض الأصدقاء على ذلك، فإنه يريد تصفية حساب قديم له مع حكومة التناوب، وتحميلها وزر الوضعية التي وصلت إليها مكانة الحزب اليوم، وهو يبحث كما يقال عن قميص عثمان، لتبرير ما حصل عليه الاتحاد الاشتراكي، تحت قيادته من نتائج خلال اقتراع 4 شتنبر وقبله.وهنا أستغرب الدرجة التي وصلها فقدان إدريس لشكر لذاكرته، بالقول، وكما جاء في تغطية الاتحاد الاشتراكي للندوة الصحافية المذكورة أن "جمال أغماني المحسوب على الحزب الجديد المزمع تأسيسه، أنه هو الآخر لم يحصل على العتبة في الانتخابات البرلمانية بسلا بعد حكومة التناوب"، كأن الذاكرة قد خانته، وهو يبحث عن صيغة ما لاستحضار اسمي في سياق تهجمه على بعض الوجوه الاتحادية بمناسبة هذه الندوة، كالأخوين محمد الأشعري ومحمد الأخصاصي. < هل سبق أن هاجمت لشكر؟< لم يسبق لي التهجم عليه، لأن ذلك ليس من طبعي ولا الأخلاق التي تربيت عليها داخل الشبيبة الاتحادية والاتحاد الاشتراكي، إضافة إلى أنه كان زميلا لي، لما كنا نتحمل المسؤولية في حكومة عباس الفاسي، فقد جمعتني وإياه عدة محطات، منها ما هو إنساني وما هو سياسي، نعم اختلفنا في بعض المحطات، منذ فترة الشبيبة الاتحادية، كما اشتغلنا سويا بالمكتب السياسي السابق للاتحاد، رغم أنه ارتأى ذات يوم اتخاذ قرار "التشطيب" علي من لوائح العضوية، رفقة مجموعة من الأخوات والإخوة، كما أني لم أطالبه مثلا بالاستقالة، بعد نتائج 4 شتنبر وما بعده، كما نطالب بذلك العديد من أجهزة وأعضاء الاتحاد بمن فيهم أعضاء بالمكتب السياسي، فهذا موضوع في تقديري يهم أجهزة الاتحاد والسيد ادريس بالدرجة الأولى، وهو لن يستقيل كما أكد ذلك، "لأن ما حققه الحزب بقيادته من نتائج كانت إيجابية، استطاع معها استرجاع المبادرة"، علما أن الرأي العام والعديد من مناضلي وأطر الاتحاد وحتى من داخل المكتب السياسي، الذي يرأسه ادريس لشكر لهم رأي آخر حول نوعية وقيمة النتائج المحققة، ومسببات الحصيلة. < كيف كان رد فعلك بعد هذه النتائج؟ < عبرت عن الألم الشديد الذي شعر به كل من انتمى وتربى في مدرسة الشبيبة والاتحاد لأكثر من 40 سنة، أن يرى هذه المدرسة يشطب عليها (وكلمة التشطيب، هي من الكلمات التي دخلت قاموس الحزب مع ادريس لشكر لوضع عشرات الاتحاديين خارج الحزب) أقول إن المدرسة أي الحزب، شطب عليه من المشهد السياسي في اقتراع 4 شتنبر، في تغريدة بصفحتي على الفيسبوك.< ما الذي قصدته بذلك؟ < هذه التغريدة التي لربما أزعجت إدريس لشكر. وبالرجوع إلى ما صرح به لشكر، ولتفنيد ما ادعاه، فالانتخابات التشريعية التي يقصدها بعد حكومة التناوب، هي التي عرفتها دائرة المزرعة بسلا سنة 1998، والتي سبق لي الفوز بها في اقتراع نونبر من سنة 1997، وصدر فيما بعد قرار للمجلس الدستوري يقضي بإلغاء نتيجتها، علما أن من كان ينوب عني في هذا الملف هو ادريس لشكر، ولا أريد هنا الرجوع إلى تفاصيل وملابسات ملف الطعن أو الحكم الصادر فيه، لتلافي إثارة ملف أصبح في نظري في حكم التاريخ. ولما تمت إعادة الاقتراع الجزئي بهذه الدائرة سنة 1998 جئت في الرتبة الثانية بفارق حوالي 200 صوت، إذا لم تخني أنا الآخر الذاكرة عن المرشح الذي أعلن عن فوزه آنذاك، وهو عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الحالي. هل أطلب منه بعد تفنيد ما ادعاه، تصحيح ما صدر عنه من مغالطات. لن أطلب منه ذلك، فهو ربما يريد تحريف التاريخ، لأنه يعتقد وللأسف أنه في حرب مفتوحة مع إخوان له اختلفوا معه أو اختلف معهم، للدفاع عما يعتقد مؤامرة تستهدفه، ويجب الرد عليها وبكل الطرق حتى لو تطلب الأمر القذف والمس بنضاليتهم ومكانتهم، وهذه من أخطاء إدريس القاتلة للأسف الشديد التي نهجها في نظري، وأدى عنها الاتحاد الثمن غاليا.< ما هي الأسباب التي هزت صورة الاتحاد في نظرك؟ < إن شن مثل هذه الحروب الصغيرة جدا، في الرد على كل من عبر عن وجهة نظر كيفما كانت بتوجيه سهام التجريح في حق إخوة معروفين لدى الرأي العام بانتمائهم للاتحاد، هي من بين العوامل التي أرهقت، وهزت صورة الاتحاد الاشتراكي لدى الرأي العام. فكل خرجة إعلامية للكاتب الأول للاتحاد أو تجمع عمومي يعقده، لا ينسى تخصيص فقرة مهمة للتهجم على وجه من وجوه الاتحاد، نتذكر تهجماته المتعددة للنيل من المرحوم أحمد الزايدي، وقراره بتجميد عضويته من الحزب، والتهجم على العديد من أعضاء الفريق النيابي ولائحة الشباب به، وعلى وزراء الإتحاد السابقين ومنهم أحمد رضى الشامي في برنامج تلفزيوني، وعلى النواب الاتحاديين حسن طارق وعلي اليازغي وطارق القباج وخيرات والحماني...، وعلى العديد من الرموز النقابية الاتحادية كالأخ العزوزي عبد الرحمن والأخ منشد الطيب...وهنا أتوقف لأقول إنه لم يسبق لقائد حزبي في بلد ما، أن توجه للرأي العام بالنيل من أعضاء حزبه في محاولة للتشهير بهم، وبعد ذلك يطلب من الناخبين التصويت على مرشحي حزبه. غياب مشروع فكري تقدمي < هل ستستقطبون وجوها من أحزاب اليسار الأخرى الغاضبين أو المبتعدين عن العمل الحزبي؟< أهم الإشكالات التي استخلصناها في نقاشات سابقة، هي حدة ودرجة العزوف عن العمل السياسي، فلننظر مثلا اليوم لنسبة المشاركة في آخر استحقاق انتخابي، وما برز من عدم قدرة جل الأحزاب على ضمان تغطية الجماعات بلوائحها حتى داخل المدار الحضري... هذا يقودنا إلى استنتاج ضعف مستوى الانخراط في الأحزاب السياسية ببلادنا، وبالنسبة إلى ما هو مطروح اليوم وبحدة، هو الوصول إلى صياغة مشروع متكامل للعرض السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الجديد الذي سيتقدم به البديل الديمقراطي بعد تأسيسه، والذي يطمح كما قلت صياغته بمقاربة تشاركية، فإنجاز هذا المشروع، هو الذي بإمكانه تعبئة الطاقات التي يمكن أن تجد نفسها داخل البديل الديمقراطي أو مساندة له. اليوم، وفي غياب مشروع فكري تقدمي ببرنامج متكامل، يتم التعاقد حوله، سادت للأسف المشاريع الفردية داخل النسيج الحزبي، مما حط من قيمة ونبل العمل السياسي، ويقوى من درجات العزوف السياسي، ويجعل السياسة، كما لو هي ممارسة لتبادل المواقع لمناسبة كل استحقاق انتخابي، في حين أنها يجب أن تكون في خدمة المواطن والوطن من خلال برامج مدققة قابلة للتنفيذ. مكـرهـون لا مخـيـرون < أعلن البديل الديمقراطي عن موعد المؤتمر التأسيسي للحزب. كيف تقرؤون استمرار الانشقاقات في صفوف الاتحاد، الذي كان عادة يتهم فيه أجهزة الدولة أنها تشعل فتيل الصراعات، في الوقت الذي ظل بناء الحزب الاشتراكي الكبير حلما يراود كل الاشتراكيين المغاربة؟< يجب التذكير هنا وللتاريخ، ألا أحد من الأخوات والإخوة الذين انخرطوا اليوم في هذا المشروع أو ساندوه كان يفكر لحظة واحدة في مغادرة الاتحاد الاشتراكي، وأنا في مقدمتهم، فهذا كان يشكل خطا أحمر، لكن يجب التوضيح هنا أنه تم الدفع بهم وبكل الطرق خارج الاتحاد للبحث عن أفق جديد.فبغض النظر عن ظروف ونتائج المؤتمر التاسع للحزب، والتي كان من الممكن التعامل معها بروح التجاوز الإيجابي وبالتعقل للحفاظ على وحدة الحزب، وهو مقبل على مواجهة استحقاقات انتخابية مصيرية، كانت هناك حملة للتضييق والإقصاء همت كل من ساند ترشيح المرحوم أحمد الزايدي والأخ فتح الله ولعلو خلال المؤتمر التاسع، مست كل المؤسسات والقطاعات الحزبية، من توقيف وتشطيب من لوائح العضوية إلى شق صفوف الفدرالية الديمقراطية للشغل عوض التدخل للحفاظ على وحدتها، مرورا بالأزمة التي عرفها الفريق النيابي لإزاحة المرحوم أحمد الزيدي من رئاسته، رغم تشبث أغلبية الفريق البرلماني بالمرحوم، تحت مقولة أن رئيس الفريق يجب أن يقود معارضة صدامية وأن المرحوم الزايدي كان مهادنا...وهي "المعارضة الصدامية" التي قادت السي ادريس لشكر للأسف، حتى إلى معارضة مشاريع قوانين سبق له أن صادق عليها في مجالس حكومية ووزارية، وعلى سبيل المثال، ترؤسه ودعوته في يوم دراسي بالبرلمان لمعارضة مشروع قانون مدونة التعاضد سبق لي أن تقدمت به لإصلاح نظام التعاضد، دون أخذ العناء لدعوتي باعتباري صاحب المشروع، ما أثار الاستغراب لدى العديد من الفرق البرلمانية الحاضرة، متناسيا أن هذا المشروع الإصلاحي قدمه وزير اتحادي وصادق عليه ادريس لشكر لما كان وزيرا. ولا أخفيك هنا أن هذا الموقف ومواقف أخرى، والتي لا تستقيم، كانت من بين من دفعني للاقتناع بأن هناك إرادة للنيل من كل المجهودات والإصلاحات التي أنجزها أو خطط لها مناضلو الحزب، سؤال تعلق الأمر بالواجهة الحكومية أو البرلمانية أو النقابية قبل تولي ادريس لشكر المسؤولية الحزبية. فالأخوات والإخوة الذين هم اليوم منكبون على الخروج بمشروع حزب البديل الديمقراطي، كانوا مكرهين لا مخيرين، وجرت بينهم نقاشات مطولة دامت أكثر من سنتين من التردد، لأن اتخاذ القرار كان صعبا جدا بالنسبة إلى أغلبيتهم...< ألا يعني اختيار اسم "البديل الديمقراطي" تعبيرا عن نرجسية وتضخم للذات، وما هو الجديد الذي تحملونه للمشهد السياسي عموما ولأحزاب اليسار خاصة؟< لا أعتقد إطلاقا ذلك، ولا تحدو "البديل الديمقراطي" أي نرجسية في هذا المجال، بل بالعكس تم نسج علاقات جيدة مع العديد من أحزاب اليسار، وخير مثال على ذلك ترشح العديد من مناضلات ومناضلي البديل تحت لواء فدرالية اليسار في الانتخابات الجماعية الأخيرة، كما أنه وبالرجوع إلى مشروع أرضية البديل الديمقراطي المطروحة على المؤتمر، نجدها تؤكد تموقعه ضمن عائلة الصف الديمقراطي اليساري، ولا أخفيكم سرا أنه كان هناك نقاش كبير حول التسمية، وقد تم تدارس العديد من التسميات التي بإمكانها توضيح هوية الحزب، واستقر الرأي في النهاية على هذه التسمية، التي تود التأكيد على أن مشروع الحزب يتوخى قبل كل شيء إرساء ثقافة ديمقراطية في تدبيره، وفي إرساء مختلف هياكله التنظيمية.< يطرح عدد من أحزاب اليسار، خاصة فدرالية اليسار الديمقراطي، شعار الملكية البرلمانية خيارا سياسيا ضروريا للانتقال الديمقراطي. ما هو السقف الذي حددتموه حزبا يرى نفسه "بديلا ديمقراطيا"؟< نحن اليوم بصدد مناقشة مجموعة من الأوراق التي تم تحضيرها، وهي معروضة للنقاش وفق مقاربة تشاركية نتوخى من خلالها تقوية وتمتين عرضنا السياسي في مختلف المجالات، فنحن اليوم على بعد أزيد من أربع سنوات من دستور 2011، الذي لم يتم بعد تنزيل، أو لنقل تفعيل كل مقتضياته. لقد قلنا آنذاك ونحن في الاتحاد الاشتراكي، أن دستور 2011 يفتح الباب بما جاء به من مقتضيات جديدة نحو الاتجاه نحو ملكية برلمانية، وأعتقد هنا أن استكمال تنزيل مقتضيات دستور 2011، والحرص على جودة النصوص التنظيمية المتبقية وتفعيلها في الممارسة، سيبرز مدى الحاجة لتقييم ما جاء به دستور 2011. وجوه بارزة في البديل < هناك وجوه قيادية في الاتحاد الاشتراكي ضمنهم برلمانيون يقتسمون معكم انتقادات قوية لقيادة الحزب برئاسة لشكر، كيف تدبرون العلاقة مع أمثال هؤلاء؟ ومن هم بالتحديد؟ < العديد من الأخوات والأخوة يتقاسمون مع البديل الديمقراطي القناعات والملاحظات نفسها، وهي مسألة وقت لا أكثر، وسيعززون لا محالة صفوف البديل في القريب من الأيام، ومنهم العديد من النواب البرلمانيين والمنتخبين ونشطاء نقابيين وحقوقيين...، وكذا من قدماء مناضلي الشبيبة الاتحادية الذين اختاروا لظروف ما الانقطاع عن العمل الحزبي، ولا شك هناك أخوات وأخوة آخرون لهم وجهة نظر أخرى محترمة، اختاروا مواصلة نضالهم من داخل الاتحاد، رغم ما يواجهونه من صعوبات على أمل تصحيح أوضاعه. أغماني... بعيدا عن الاتحاد وقريبا منه قريبا، شخصيا سأظل اتحادي التفكير والسلوك، بمعنى القيم والمبادئ التي تربيت عليها ودافعت عنها في مساري السياسي إلى اليوم، ولا بأس أن أسجل هنا كذلك، أن جزءا هاما من القضايا المثارة في تقييمات العديد من الأخوات والأخوة من قيادة الاتحاد ومناضليه التي اطلعت عليها، حول الأسباب التي أدت إلى التراجع المسجل في نتائج الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، تلتقي اليوم مع ما سبق أن طرحه، ودافع عنه تيار الانفتاح والديمقراطية، تعلق الأمر بالحفاظ على استقلالية القرار الحزبي، وعدم تجميع كل السلط الحزبية، وضرورة التوفر على برنامج وإستراتيجية مضبوطة لتصريف الخط السياسي وعدم رهنه وفق حاجيات أطراف سياسية أخرى، وتدبير الخلافات الداخلية بمنهجية ديمقراطية تحفظ وحدة الحزب وصورته لدى الرأي العام...بعيدا، وقد أخذ كل واحد منا مسافة معينة، أرى أنه من الأليق والمفيد أن ينشغل كل واحد على الاختيار الذي اختاره، أكيد لنا ماض نضالي مشترك بنجاحاته وإخفاقاته، وربما اليوم كل واحد أصبحت له رؤيته لتحصين هذا المشترك، وللبحث عن سبل تطويره، ومن غير المستبعد أن نلتقي مع أخوات وأخوة أعزاء لي في الاتحاد في المستقبل القريب من الأيام، فنحن لسنا أعداء بمعنى الكلمة، بل أخوة اختلفوا حول منهجية وطرق العمل لمعالجة وضع تنظيمي وكيفية تصريف الخط السياسي. في سطور - من مواليد 1958- وزير سابق للتشغيل والتكوين المهني- كلف بالدراسات بوزارة التنمية الاجتماعية والتشغيل والتضامن والتكوين المهني- قيادي سابق بالاتحاد الاشتراكي- من مساندي مشروع تأسيس حزب البديل الديمقراطي.

أغماني: لشكر فقد ذاكرته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطوان ينافس الجيش على بوناكة

توقف البطولة سيف ذو حدين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات