تهشيم سيارات أساتذة بفاس

يوم مرعب عاشه المدرسون بسبب مواجهة دموية بين الفصائل الطلابية بعد مرور أيام معدودات على الاعتداء على أستاذ جامعي في كلية العلوم بأكادير، تمثل في تكسير أحد أصابع رجله، ما تسبب له في عجز مدته 25 يوما، تعرض عدد من سيارات الأساتذة الباحثين داخل كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس للتهشيم. وتعود أطوار الواقعة إلى الأسبوع الماضي، حيث اندلعت مواجهات بين عدة فصائل طلابية، استعملت فيها جميع الأسلحة البيضاء والسواطير، ما أدى إلى تهشيم زجاج سيارات عدد من الأساتذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. وقالت مصادر "الصباح" داخل الكلية، إن الأساتذة عاشوا يوما مرعبا، نتيجة اندلاع "حرب" بين الفصائل الطلابية، تسببت في إصابة ناقلات الأساتذة الباحثين بأضرار جسيمة، علاوة على إزعاجهم أثناء إلقائهم المحاضرات بالمدرجات. وأضافت المصادر ذاتها، أن الأمر وصل إلى درجة تهديد أحد الأساتذة بالقتل، لأنه رفض السماح لقيادات بعض الفصائل الطلابية بالدخول إلى المدرج، فضلا عن إجبار الطلبة على مقاطعة المحاضرات، ما خلف حالة استنفار في الكلية منذ بداية الأسبوع الماضي، سيما أن الإدارة لم تستطع التدخل لاحتواء الوضع، والاستجابة لشكايات الأساتذة والطلبة. وأوضح محمد القاسمي، الكاتب العام المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بفاس سايس، أن الكلية شهدت مواجهة دموية بين فصائل طلابية استهدفت الأساتذة الجامعيين، أدت في نهاية المطاف إلى تهشيم خمس سيارات تعود لأساتذة الكلية، دون ذكر الحالة النفسية الهشة للأطر، والرعب الذي يعيشونه في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الأساتذة يلقون محاضراتهم وهم غير مطمئنين على حياتهم، منبها إلى أن هيأة التدريس هي الحلقة الأضعف في الجامعة، لأنها محرومة من التأمين أثناء مزاولة عملها رغم وجودها في الكلية، وهو أمر خطير على حد تعبيره. وأضاف القاسمي، في تصريح لـ "الصباح"، أن هذه الأحداث تتكرر بشكل دوري، وليست المرة الأولى التي تشهدها أسوار الكلية، وذلك أمام مرأى ومسمع المسؤولين، دون أن يحركوا ساكنا، مطالبا الوزارة الوصية على القطاع باتخاذ الإجراءات المستعجلة الكفيلة بحماية السلامة الجسدية والنفسية للأساتذة. وخرجت النقابة الوطنية للتعليم العالي في فاس ببلاغ تصعيدي، توصلت "الصباح" بنسخة منه، ردا على الأحداث الأخيرة التي عرفتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية، معبرة عن استعدادها لاتخاذ كل الإجراءات النضالية الكفيلة باحترام ما تبقى من كرامة الأساتذة الباحثين ودورهم الريادي في التكوين والتأطير والبحث العلمي والتنمية الشاملة للبلاد. وقالت نقابة التعليم العالي بفاس، حسب البلاغ ذاته، إنها "ترفض بتاتا ممارسة العنف بكل تجلياته، وأيا كانت مصادره ودوافعه"، مضيفة أن "الجامعة تعد مركز العلم والمعرفة وبناء الفكر الخلاق، كما أنها فضاء للحوار واحترام الرأي وقبول الاختلاف"، داعية إلى اعتماد الحوار الهادف والبناء الذي ينبغي أن يسود الحرم الجامعي. وعبرت النقابة الوطنية عن تضامنها المطلق مع جميع المتضررين جراء الأحداث الأليمة التي شهدها حرم الكلية في الفترة الأخيرة، مطالبة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بـ "تحمل مسؤوليتها من أجل الحفاظ على سلامة الأساتذة الباحثين وممتلكاتهم، وحماية العملية التربوية والعلمية من أي انزلاق". يذكر أن الحوار بين الوزارة الوصية على القطاع والنقابة والوطنية للتعليم العالي، وصل إلى الباب المسدود، إذ دق الأساتذة الجامعيون طبول الحرب على أمزازي، عبر الإعلان عن إضراب وطني اليوم الأربعاء وغدا الخميس، نتيجة إهمال الملف المطلبي للنقابة المذكورة وتزايد رقعة العنف داخل الجامعة. وعرفت العديد من الجامعات خلال الفترة الأخيرة أحداث عنف خطيرة على الأساتذة، أججت الاحتقان في صفوفهم، كان آخرها، حادث الاعتداء على أستاذ في شعبة الكيمياء بكلية العلوم في أكادير، نظم إثرها المكتب المحلي للنقابة وقفة احتجاجية الاثنينالماضي، للتضامن مع زملائهم الذين تعرضوا للعنف الجسدي واللفظي. مصطفى شاكري

تهشيم سيارات أساتذة بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يعزي السعودية

3 سنوات لمتهمة بالتغرير بقاصر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات