6 اختلالات ترافق لقجع في ولايته الثانية

أبرزها إفلاس الأندية والإدارة التقنية ومشاكل التمويل فيما ثورة الملاعب والتمثيلية أبرز الإنجازات يتعين على فوزي لقجع، رئيس جامعة كرة القدم، وهو يترشح غدا (الأحد) لولاية ثانية، معالجة عدد من الاختلالات سقطت فيها جامعته في ولايته الأولى، التي بدأت في أبريل 2014، وتنتهي غدا. وتهم الاختلالات وضعية الأندية والإدارة التقنية والمكتب المديري واللجان القضائية، وعزوف الجمهور وموارد الجامعة. 1 - إفلاس الأندية... من المسؤول؟ تواجه كل الأندية المغربية تقريبا مشاكل مالية، ويعجز أغلبها عن تحقيق التوازن المالي، وهي مشاكل ستزداد تعقيدا في المستقبل بعد دخول مرحلة الضرائب بداية من الموسم المقبل. وتعتبر أندية الرجاء والكوكب المراكشي والنادي القنيطري وحسنية أكادير وشباب الحسيمة والمغرب التطواني أكثر الأندية المعنية بالأزمة، فيما تعاني أغلب أندية القسم الثاني وأقسام الهواة مشاكل أكبر. وأضرب لاعبو الرجاء أكثر من مرة في الموسم الماضي، قبل أن يقاطعوا استعدادات فريقهم هذا الموسم، في الوقت الذي تحدث فيه الرئيس سعيد حسبان عن ديون بقيمة 23 مليار سنتيم. وإذا كانت الجامعة، على لسان لجنة مراقبة التدبير، تبرر الأزمة بسوء التدبير، ووجود مصاريف غير مبررة، وضعف هيكلة الأندية وتراكم الديون وتضخم الانتدابات، فإن اللجنة والجامعة تتحملان المسؤولية الأكبر، لتساهلهما في مراقبة الفرق في الفترة الماضية، في فرض شروط دفتر التحملات، حتى وصلت الأندية إلى هذه الوضعية. وتزايد عدد الملفات المطروحة على لجنة النزاعات بسبب عجز الأندية عن الوفاء بتعهداتها. ورغم تحسن النقل التلفزيوني ووضع إمكانيات جديدة رهن إشارة التلفزيون، فإن الجامعة والعصبة الاحترافية عجزتا عن إيجاد محتضنين جدد. وحاولت الجامعة التدخل لتخفيض وتيرة الإنفاق في الأندية المفلسة من خلال منعها من الانتدابات، لكنها عجزت عن تطبيق قرارها على أرض الواقع. وبموازاة مع ذلك، تراجعت نسبة الإقبال على المباريات، إذ سجلت أغلب مباريات البطولة في الدورات الأخيرة عزوفا كبيرا للجمهور، باستثناء الوداد الرياضي، ما يطرح علامات استفهام حول صورة البطولة، ومستوى المنتوج الكروي. 2 - الإدارة التقنية... إقصاءات بسبعة ملايير تكلف الإدارة التقنية الوطنية أكثر من سبعة ملايير سنويا، لكنها فشلت في جميع المنتخبات الصغرى، فيما يثار جدل كبير حول فشل منظومة التكوين بالأندية. وأقصيت جميع المنتخبات الوطنية الصغرى التي تشرف عليها الإدارة التقنية الوطنية في جميع المسابقات التي دخلتها، في عهد المدير التقني ناصر لارغيت، وتحديدا في ثماني مسابقات. وعجز منتخب الفتيان عن بلوغ نهائيات كأس إفريقيا مرتين، ومنتخب الشباب مرتين أيضا عن بلوغ المسابقة نفسها، فيما أقصي المنتخب الأولمبي من الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، وأقصي منتخب أقل من 17 سنة من كأس العالم. وتأتي كل هذه الإخفاقات في وقت تسلم فيه ناصر لارغيت منتخبات خارجة لتوها من إنجازات مميزة في الفترة من 2012 إلى 2014، إذ تأهل المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة إلى نهائيات كأس العالم، وحل ثانيا في كأس إفريقيا، وتأهل المنتخب الأولمبيك إلى الألعاب الأولمبية، وفاز بالرتبة الثانية في بطولة إفريقيا لأقل من 23 سنة، وفاز بالألعاب الإسلامية، وفاز بألعاب البحر الأبيض المتوسط، فيما فاز المنتخب المحلي بكأس العرب بالسعودية، وقاده حينها إريك غيرتس. وحصل لارغيت على صلاحيات مطلقة، وحماية كافية في وضع تصوره الخاص للمنتخبات الوطنية وتطبيقه على أرض الواقع، وعين المدربين والأطر، دون أي مراقبة من أي جهة كانت، إذ لم تعترض الجامعة على أي مدرب أو إطار اختاره في السنوات الثلاث الماضية، رغم معرفتها بأن بعض الأطر التي وقع عليها الاختيار لا تملك ما يشفع لها بالعمل في هذه المنتخبات، بل منها مدربون لم يسبقوا أن دربوا حتى فئات صغرى في أنديتهم. وإضافة إلى ذك، كشف تقنيون في عدد من الأندية أن تصور لارغيت لمنافسات الفئات الصغرى على صعيد الأندية لم يعط أي إضافة، إذ تسبب في تضاؤل درجة التنافس بين الأندية، وحكم على أندية من القسم الأول مواجهة أندية من القسم الثاني، التي لا تولي أهمية للتكوين. 3 - هياكل الجامعة... الأشباح وضع فوزي لقجع، بعد انتخابه في ولايته الأولى، تأسيس هياكل الجامعة من أولوياته، إلى جانب التكوين والبنيات التحتية والتمويل، ونجح فعلا في تأسيس الهياكل المنصوص عليها في النظام الأساسي، لكنها لم تمارس صلاحياتها كما هو منصوص عليها. ولم تعقد العصبة الاحترافية سوى اجتماع واحد، ثم اختفت عن الواجهة، ذك أن جل صلاحياتها تقوم بها الجامعة، فيما رئيسها سعيد الناصري وكاتبها العام عبد الرحمان البكاوي يقومان بأدوار داخل الجامعة، بحكم قربهما من الرئيس فوزي لقجع. وبدت عصبة الهواة أكثر حركية، لكن أنشطتها ظلت تفتقد القوة الكافية بفعل عدم حصولها على التفويض الذي ينص عليه القانون، كما أنها مازالت لم تحصل على الاستقلال المالي، شانها شأن العصبة الاحترافية. وتلقت عصبة الهواة، ضربة قوية بعد عقد الرئيس فوزي لقجع اجتماعا مع أعضاء مكتبها المديري في غياب الرئيس جمال السنوسي، قبل أن يتراجع لقجع ويصحح خطأه بالدعوة إلى اجتماع حضره السنوسي. أما الهيآت الأخرى، فظلت مشلولة، ذلك أن مجموعة الحكام التي يمثلها خليل الروسي، لم تقدم أي تدخل يذكر طيلة السنوات الأربع الماضية، شأنها شأن مجموعة من المدربين التي يمثلها يوسف روسي، والذي سيعوضه عزيز بودربالة في المكتب المقبل. 4 - الأجهزة القضائية... لا للاستقلالية قضى فوزي لقجع، ولايته الأولى، بأجهزة قضائية غير قانونية، بعد نهاية الفترة الانتقالية، بحكم تعارضها كليا مع الفصل 33 من القانون الأساسي. وينص الفصل 33 على أن الأجهزة القضائية، وهي اللجنة المركزية للاستئناف، واللجنة التأديبية، ولجنة الانتخابات، ولجنة النزاعات، ولجنة مراقبة التدبير، تنتخب عن طريق الاقتراع باللائحة، الأمر الذي لم يحصل. وتقول المادة 33 من القانون الأساسي «ينتخب أعضاء الأجهزة القضائية بالاقتراع اللائحي، لولاية من سنتين من طرف الجمع العام»، وهو ما لم يحصل، لأن الجامعة لم تنظم أي انتخابات لانتخاب الأعضاء الحاليين الذين تم تنصيبهم لفترة انتقالية انتهت قبل ثلاث سنوات. وحاول فوزي لقجع تنظيم انتخابات لهذه اللجان على هامش الأيام الدراسية حول كرة القدم الوطنية بالصخيرات، العام قبل الماضي، لكنه اصطدم بقلة الترشيحات، قبل أن يفطن إلى قرار سيثير مزيدا من الجدل، وهو تعديل النظام الأساسي للجامعة، بشكل يسمح له باقتراح أعضاء تلك اللجان على الجمع العام للمصادقة عليها، ما سيضرب في الصميم استقلالية هذه اللجان. 5 - التمويل... الصناديق السوداء رغم نفوذ فوزي لقجع، والنقل التلفزيوني لجميع مباريات البطولة والمنتخب الوطني، عجزت الجامعة، في الولاية الأولى للرئيس، عن توقيع عقود مع محتضنين جدد، في الوقت الذي تضاعفت فيه ميزانية الجامعة خمس مرات. وتصرف الجامعة 90 مليارا سنويا تقريبا، فيما لا تتعدى مداخيلها المعروفة والرسمية 35 مليارا، تحصل عليها من مساهمة صندوق الإيداع والتدبير وبنك المغرب والمكتب الشريف للفوسفاط في إطار الهبة الملكية (20 مليارا) والنقل التلفزيوني للمباريات (10 ملايير) واتصالات المغرب (3.5 ملايير) والمحتضنين الصغار (ملياران)، ما يطرح علامات استفهام حول مصدر الموارد المتبقية، والتي تفوق 55 مليارا سنويا). والمثير للدهشة أن كل عقود الاحتضان المذكورة موقعة في عهد الجامعتين السابقتين برئاسة حسني بنسليمان وعلي الفاسي الفهري، فيما لم توقع الجامعة الحالية أي عقد، واكتفت بتجديد بعضها، رغم أن المصاريف تضاعفت أكثر من خمس مرات. 6 - منتخب داخل المنتخب أثارت قضية حكيم زياش جدلا كبيرا داخل المنتخب الوطني، ليس بسبب عدم دعوته أول مرة من قبل الناخب الوطني هيرفي رونار، ثم رفضه الدعوة في ما بعد، ولكن لتطور الأحداث بعد ذلك، والتي كشفت أن أمورا غير طبيعية توجد في المنتخب الوطني. وانطلقت وتيرة الأحداث، برد فعل اللاعبين نبيل درار ويونس بلهندة تجاه الجماهير التي نادت باسم زياش في مباراة هولندا، إذ دخلا معها في ملاسنات، ليتلوا ذلك تحرك الرئيس فوزي لقجع لعقد صلح بين رونار وزياش بهولندا، بطريقة مثيرة أيضا، إذ أن من المرات النادرة التي يسافر فيها رئيس جامعة وناخب وطني لملاقاة لاعب بالخارج، رفض دعوة المنتخب الوطني. ويضاف إلى هذه الواقعة، الاعتزال المفاجئ للمهدي بنعطية، والذي لم يعط فيه اللاعب التوضيحات الشافية عن القرار، في الوقت الذي قال فيه الرئيس إنه سيقوم بمساع لإقناع اللاعب بالعدول عن قراره. وتأتي هذه المستجدات لتعيد إلى الأذهان موضوع التكتلات بالمنتخب الوطني، في الوقت الذي يستعد فيه الأسود لامتحان حقيقي من أجل التأهل إلى مونديال روسيا 2018، وهو رهان سيكون مصيريا، ليس بالنسبة إلى هيرفي رونار فقط، ولكن بالنسبة إلى موقف الجمهور من الجامعة الحالية. إعداد: عبد الإله المتقي الملاعب... الثورة الخضراء نجحت جامعة فوزي لقجع في سياستها المتعلقة بالملاعب، من خلال مواكبة برنامج إصلاح الملاعب، بالتنسيق مع وزارتي التجهيز والداخلية، إذ تم تأهيل ملاعب إضافية في موسم 2016-2017، على غرار ملاعب خريبكة وآسفي والقنيطرة التي تم افتتاحها بعد تزويدها بعشب طبيعي، فيما انطلقت الأشغال بملاعب أخرى، كالمحمدية والأب جيكو. وعلى صعيد ملاعب أندية الهواة، تواصلت برامج إصلاح الملاعب بالعشب الاصطناعي، إذ تم تأهيل حوالي 35 ملعبا في هذا الموسم، ليصل مجموع الملاعب التي تم تزويدها بالعشب الاصطناعي إلى 62 ملعبا. المحافل الدولية... عودة الروح يحسب لفوزي لقجع، عودة كرة القدم المغربية إلى المحافل الدولية، بعد سنوات من الغياب، خصوصا عند انتخابه ضمن عضوية الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وتقربه من رئيس الاتحاد الدولي «فيفا»، والذي زار المغرب مرتين في عهده. ورغم أن هذا التحول فلن يكون له معنى، إذا لم يفز المغرب بتنظيم كأس إفريقيا 2019، وكأس العالم 2026، فإنه يؤكد أن لقجع جعل قضية التمثيلية قضية دولة، وهذا لم يحدث من قبل. ونظم المغرب في عهد الجامعة السابقة مؤتمر الكونفدرالية الإفريقية بمراكش، وكأس العالم للأندية مرتين بمراكش وأكادير والرباط، ومؤتمر «فيفا» بمراكش أيضا، ونهائي بطولة إفريقيا للأولمبيين والفتيان بالدار البيضاء.

6 اختلالات ترافق لقجع في ولايته الثانية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاتحاد العربي يخفض سعر بث بطولته

أكداي: ذاهبون إلى أبيدجان لأجل "البوديوم"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات